يرى الفنان التونسي وليد الزواري انه عندما يشرع في الرسم يذهب للوحة فارغا وشاردا ولا يعرف ما يجول بمخيلته لا يعرف ما يفعل كالطفل يلعب فى البداية تائها يتساءل ماذا يفعل ثم يبدأ بلطخات من هنا وهناك وخربشات ولكن مع مرور الوقت تبدأ الرؤية تتضح والاشياء تطفو واخرى تغيب وتتماسك اللوحة اخيرا والعجيب ان هذه اللوحة هي السؤال لتحيلنا حتما لجواب اخر في المطاف لتكون فيما بعد الاحتمال المتجدد مضيفا ان الذهاب للوحة ذهاب نحو مناطق مجهولة وغامضة تبدأ غريبة وتنتهي كائنا عضويا نتفاعل معها فان اللوحة جواب الرسام عن اسئلة الحياة.
ويضيف في لقائه مع الرأي ابان مشاركته في سمبوزيوم بنك القاهرة عمان في دورته الاخيرة انه ذهب لمجال الفن مدفوعا بمعرفة بصرية من مرافقته لوالده ومكتبته الادبية الثرية فتعرف بالتصاميم واغلفة الكتب والصور فضلا عن المطالعات المتنوعة وهذا ما دفعه الاتجاه الى دراسة الغرافيك والتصميم والاشهار.
ويعتقد زواري ان كل رسام له منهجه التطبيقي فمنهم من يتكىء على الهوية والتراث والمعاصرة ومنهم من يستلهم من الخط العربي او من نقوش او من المعمار فيما هو يستلهم من الكل لا حدود للوحته حيث يعتبر اللوحة فكرة او عدة افكار.
ويرى الزواري ان عملية الهدم والبناء في اللوحة امرا طبيعيا عن الرؤية لابد وان تكتمل عند حد معين.
ويقول الزواري ان سماء باريس اثرت على اعماله في فترة ما ابان اقامته في الحي العالمي للفنون في باريس حيث الرماديات حاضرة في جانب كبير من لوحاته وهو يشتغل على نهجين الاول الوجوه حيث الناس الحاكم والمحكوم بكل التعابير ، الصرخة الفرح الغضب ويعتمد على تلقائية الخط وانسيابه وارتجالية التعبير.
اما النهج الثاني التجريد الذي يعطيه مجالا لرؤية الاشياء بطريقة مختلفة وهنا في لوحته يستعير من كل شيء الطبيعة والمعمار والارقام والعلامات والاشارات المختلفه و كتابات الجرافيتي في الشارع ليشكل لوحاته.
ويعتبر الزواري النقد مهماً للفنان لانه المقيم للعمل والمراقب للفنان ومن يتصدى للنقد يجب ان يجابه الكثير من التحديات والنقد امر صحي ومرآة لعمل الفنان وعن مشاريعه الحالية ينوي الزواري الاعدادلمعرضين واحد بتونس العاصمة والاخر بالنمسا كما بصدد التحضير لسمبززيوم مهم يضم العديد من الوجوه التشكيلية سواء العربية او العالمية في تونس. الزواري درس الفنون في تونس وله مشاركات فنية جماعية في الكثير من عواصم العالم وله معارض فردية ومقتنيات ومشاركات في متاحف ومؤسسات وملتقيات فنية في مختلف دول العالم.
الرسام التونسي زواري: اللوحة جواب الرسام عن أسئلة الحياة
12:00 23-12-2017
آخر تعديل :
السبت