كتاب

سنواصل واجبنا التاريخي

يكتسب اللقاء الذي جمع جلالة الملك عبدالله الثاني في موقع عماد السيد المسيح عليه السلام (المغطس) برجال دين وشخصيات وقيادات مسيحية في الأردن والقدس بمناسبة عيد الميلاد المجيد ورأس السنة الميلادية يوم أمس، أهمية إضافية في ظل الجهود المكثفة والدؤوبة والمتواصلة التي بذلها ويبذلها جلالته على أكثر من صعيد بعد قرار الرئيس الأميركي الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل وهو ما سجلت هذه الجهود الملكية المباركة والشجاعة من نجاحات وأثر كبيرين على الصعيدين الإقليمي والدولي والعربي والإسلامي والتي برزت على نحو واضح في قمة دول منظمة التعاون الإسلامي الذي كان جلالته كرئيس للقمة العربية المتحدث الرئيس فيها والتي لاقت جهوده ترحيباً وتقديراً من قبل هذه القمة وبخاصة من الرئيس التركي الذي وصف عن حق جلالة الملك بأنه حامي المقدسات كذلك قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

وإذ يواصل جلالته جهوده الحثيثة لشرح أبعاد وتداعيات القرار الأميركي غير المقبول ويلتقي غداً البابا فرانسيس في حاضرة الفاتيكان، تعقبها قمة مع الرئيس الفرنسي ماكرون في باريس، ما يعكس حجم وطبيعة الحراك السياسي والدبلوماسي الأردني الواسع والسريع فإن تأكيد جلالته خلال اللقاء مع رجال الدين والشخصيات والقيادات المسيحية في الأردن والقدس دعمه الشخصي ودعم الأردن لصمود كنائس الأرض المقدسة في الحفاظ على مقدساتهم وممتلكاتهم، يعكس القراءة الملكية الدقيقة والواقعية والتاريخية لطبيعة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ومدى التلاحم الإسلامي المسيحي كنائس وأوقافاً إسلامية لتمسكها بالعهدة العمرية التي أرست قواعد العيش المشترك والسلام.. في الوقت ذاته الذي أكد فيه جلالته عمق التآخي الإسلامي المسيحي في الأردن الذي يشكل نموذجاً في الوئام والعيش المشترك..

من هنا فإن جلالة الملك أعاد التأكيد والتذكير بأن حق المسلمين والمسيحيين في القدس أبدي خالد، في الوقت عينه الذي حرص جلالته على لفت أنظار العالم أجمع، بأن الأردن سيواصل واجبه التاريخي في الدفاع عن القدس وتعزيز صمودها بوصف جلالته صاحب الوصاية على المقدسات الإسلامية والمسيحية فيها وهو تاريخ ممتد ومجيد منذ عهد المغفور له الشريف الحسين بن علي في حماية ورعاية المقدسات في القدس الشريف والذي أدرك العالم أجمع أن الأردن لم يخذل أمته وأنتصر لدينه على الدوام وحمى المقدسات الإسلامية والمسيحية وسيواصل الاضطلاع بهذه المسؤولية التاريخية والدينية والحضارية والأخلاقية والإنسانية.