كتاب

الملكية الأردنية مرة وألف !

خصصت شركة الملكية الأردنية 100 مليون سهم من رأسمالها لشركة ادارة المساهمات الحكومية، بسعر اصدار يبلغ(390 فلسا/ سهم) وببدل اجمالي لكامل هذه الاسهم بواقع (39) مليون دينار لتكتمل المرحلة الأولى في برنامج سيطرة حصص الأغلبية على الشركة بقيادة الحكومة.

ملكية الحكومة لأسهم الأغلبية في شركة الملكية يعني تمتعها بالحماية وهي مطلوبة ويعني أنها ستكون في دائرة ضوء إهتمام الحكومة ورعايتها ورقابتها أيضا وهو مطلوب كذلك بالنسبة لشركة تعتبر من الأعمدة الإقتصادية المهمة والوجه الدولي للأردن.

قبل ذلك كان المدير العام للشركة يعرض في مؤتمر صحفي خطته لما عرف بإنقاذ الشركة ونقلها الى الربحية فيما إقتصر كل ما نفذ من الخطة حتى اللحظة على قضايا هامشية مثل الحجز الالكتروني والأسعار المخفضة في يوم الجمعة والى جوار ذلك برنامج تقشف مس الطعام والخدمات على متن الطائرات, وهو ما لم ينعكس على أسعار التذاكر التي ما زالت غير منافسة.

قبل ستة أشهر قررت الحكومة رفع الجنسية الهندية من قائمة الجنسيات المقيدة لتشجيع السياحة لكن الملكية كانت قد أغلقت الخط الجوي الى شبه القارة الهندية كما أنها لا تفكر في فتح خط الى الصين رغم الجهود الكبيرة لإستقطاب الصينيين سياحيا الى الأردن وها هم يأتون عبر إسرائيل.

كان إغلاق خطوط حيوية فائدة لشركات الطيران الأخرى خصوصا في أوروبا الشرقية ومثال ذلك التوقف عن خدمة أكثر من 3 آلاف طالب أردني وأسرهم يدرسون في الجامعات الأوكرانية وتركهم لمصلحة الخطوط الأوكرانية وغيرها التي لا تغادر عمان الا ممتلئة.

في بعض الخطوط ليست الجدوى الإقتصادية هي سبب الخسارة, بل أسعار التذاكر غير المنافسة ونوعية الخدمة ومثال ذلك خط نيويورك الخاسر بينما تفكر الشركة بفتح خط سيكون خاسرا أيضا الى واشنطن, ولا تزال الشركة غير قادرة على إبتكار عوامل أكثر تنافسية في مقابل عروض سخية وحركة نشطة للمنافسين وشركات الطيران في دبي مثلا تعتبر العنوان الأول لملايين السياح من تلك الدول الى الإمارة التي تعج بالسياح.

الأرباح التي حققتها الملكية الأردنية خلال فترة الربع الثالث من العام الجاري جاءت من توقف شركات طيران كثيرة عن خدمة نقطة الدوحة وهذا يذكرنا بما حدث عندما كانت الملكية الشركة الوحيدة التي تصل الى بغداد وبأسعار كبيرة للتذكرة, لكن الى متى يمكن الإعتماد على الظروف الطارئة, بينما أن الحاجة تقتضي وجود خطة إستراتيجية واضحة, تتجاوز الإهتمام بالمسافر عبر تقليص الخدمات المقدمة على الطائرة أو فتح خطوط جديدة لأهداف سياسية!.

الملكية الأردنية صامدة بفضل الروافع السياسية والمعنوية التي طوعت الحلول الاقتصادية لكنها ستحتاج الى حلول عملية فورية تختصر المدة التي ستستغرقها خمسية الرئيس التنفيذي.

qadmaniisam@yahoo.com