إعداد: د. «محمد نبيل « طاهر العمري
عضو رابطة علماء الأردن، وأستاذ العقيدة في كلية الشريعة بالجامعة الأردنية
مولده ونشأته
وُلد المرحوم عبد العزيز بن محمد عزت بن الشيخ مصطفى بن الحاج أسعد الخياط في مدينة نابلس ، في الرابع من شهر كانون الأول من عام 1924 ، من أسرة امتازت بالجمع بين العلم وبين التجارة ، وقد حدثني أن اسرته من أسرة الأمراء الحمدانيين في حلب ، الذين حكموا
حلب والموصل ما بين ( 890 – 1004 ) ، فقد جاء جدهم الأول مع السلطان صلاح الدين الأيوبي إلى فلسطين ، واستقر في نابلس بعد تحريرها من الصليبيين ، حيث أقطعه صلاح الدين بناية واسعة كبيرة – ما تزال في أيدي آل الخياط حتى اليوم - .
نشأ الشيخ عبد العزيز في بيت علم وأدب وتجارة ؛ إذ كان جده الشيخ مصطفى وعمه الشيخ فياض من أكابر علماء نابلس ومن خريجي جامعة الأزهر، ولم يمنعهما العلم من التجارة فكانوا من التجار المعروفين في نابلس .
وكان الشيخ حريصا منذ طفولته على حضور مجالس العلم والعلماء ، حيث تأثر بعدد منهم من أشهرهم عمه الشيخ فياض ، والشيخ أحمد البسطامي ، والسيخ نمر النابلسي ،
والشيخ راضي الطاهر ؛ فأخذ عنهم علوم الشريعة واللغة العربية مما مكنه ذلك من اجتياز امتحان الشهادة الأهلية للغرباء فيما بعد ، ونبوغ موهبة الشعر والكتابة عنده في وقت مبكر . دخل سماحته المدارس في وقت مبكر من صغره ؛ فدرس الابتدائية في المدرسة الهاشمية ، ثم انتقل بعدها إلى المدرسة الصلاحية وتخرج منها في وقت مبكر ، وكان في جميع مراحل حياته العلمية من المتفوقين .
لم يلتفت سماحته للتجارة حيث كان والده تاجرا، و رفض أن يلتحق بالدراسة في الكلية العربية في القدس حيث رشح لها لتفوقه ، كما رفض أن يكمل دراسته في الجامعةالأميركية في بيروت ، وأصر أن يلتحق بالدراسة في جامعة الأزهر التي كانت في ذلك الوقت موئل الطلاب ومهوى أفئدتهم . وكان له ما أراد . مرحلة التحصيل العلمي
التحق سماحته بالأزهر عام 1939 - 1940 ، وتقدم لامتحان الشهادة الأهلية للغرباء من القسم العام في الجامع الأزهر ، ونجح فيها بعد أن امتحن في عشر مواد شرعية وبلاغية ونحوية ، وانتقل على إثرها إلى كلية الشريعة ، وحصل على الشهادة العالية ( البكالوريوس )سنة 1944 في الفقه الحنفي ولم تشبع الشهادة نهمه العلمي فقد اكمل دراسته في نفس الجامعة بتخصص القضاء الشرعي - وكان هذا العلم رغبة مدفونة في صدره لأنه كان يطمح ان يكون قاضيا شرعيا - ،
وحصل بعد عامين من الدراسة على الشهادة العالمية مع إجازة في القضاء الشرعي .
ولإرضاء نهمه العلمي فقد التحق أثناء دراسته في كلية الشريعة بكلية الآداب في جامعة القاهرة – كانت تسمى آنذاك جامعة الملك فؤاد – ليدرس اللغة العربية والآداب السامية وتخرج منها عام 1947 ، وكان من زملائه معالي الأستاذ الدكتور ناصر الدين الأسد وغيره من العلماء .
مدرسوه :
ممن درس على أيديهم في جامعة الأزهر لفيف من أكابر علمائه منهم :
الشيخ محمد مأمون الشناوي ، والشيخ محمد الخضر حسين ، والشيخ عبد الرحمن تاج ،
والشيخ محمود شلتوت ( وهؤلاء تسلموا مشيخة الأزهر من عام 1948 إلى عام 1963 ،
بالإضافة إلى عدد كبير من العلماء في مقدمتهم الشيخ محمد أبو زهرة ، والشيخ محمد علي السايس .
وأما مدرسوه في جامعة القاهرة فمنهم :
الدكتور أحمد أمين ، والدكتور عبد الوهاب عزام ، والدكتور شوقي ضيف ، والأستاذ أحمد الشايب ، والشيخ أمين الخولي ، وغيرهم من فطاحل عهدهم في الدين والعلم والأدب . مرحلة التثقيف الفكري
يبدو أن سماحة المرحوم لم يكتف بالعلم والأدب ، بل وجد همته مندفعة إلى ما هو أكثر من ذلك ؛ فتعرف وهو على مقاعد العلم على مجموعة من الشباب النشط من مصر والبلاد العربية ممن واكبوا التطورات السياسية في هذه البلاد ، وربما كانوا يشاركون في حوادثها ،
ويتعرضون للأذى والاعتقال كما حدث مع مجموعة منهم تفاعلت مع ثورة رشيد عالي الكيلاني في العراق ؛ فكانت تكتب المنشورات المؤيدة لها وتوزعها على الطلاب وحيثما قدرت على ذلك ، وكان الشيخ ممن يتولون التوزيع . وقد وجد هذا الحماس والاندفاع عنده وهو ما يزال حدثا وقبل وصوله القاهرة للدراسة ، فكان وهو في المدرسة الصلاحية يفعل ذلك – أعني كتابة المنشورات ضد الانجليز ومساندة لثورة فلسطين الكبرى عام 1936، وأدى ذلك إلى اعتقاله رغم حداثة سنه هو ومجموعة من أصدقائه .
ووجد الخياط نفسه وهو شاب متحمس فكرا وجسدا قريبا من جمعية الشبان المسلمين ( وهي جمعية فكرية أخلاقية غير سياسية ) فانتسب إليها ولكنه لم يقتنع بأهدافها إذ كانت تركز اهتمامها على النواحي الكشفية فتركها وتعرف إلى جماعة مصر الفتاة التي أصبحت فيما بعد بمسمى ( حزب المؤتمر الاسلامي ) ولم يرتح الشيخ لمنهجها كسابقتها.
ولكنه مع ذلك حاول هو ومجموعة من الطلاب الفلسطينيين الموجودين في مصر الحصول على ترخيص لرابطة يسعون من خلالها إلى تقديم الخدمات اللازمة للطلبة الفلسطينيين ،وقد حصلوا عليه بوساطة الحاج أمين الحسيني ، إلاّ أنه سرعان ما أغلقت هذه الرابطة .
ولم ييأس الشيخ من البحث عمّن يروي ظمأه الفكري والسياسي ، وقد وضع نصب عينيه أن يكون له دور مؤثر في الحياة ، فكان متابعا جيدا لنشاط الاخوان المسلمين في القاهرة ولكن عن بعد ودون أن يقابل أحدا من أقطابها إلى أن التقى بالشيخ حسن البنا رحمه الله ، وقد وصفه الشيخ بأنه: "رجل هادئ وقور ، يترك أثرا طيبا في نفوس مستمعيه ، وله منطق حلو وحديث عذب آسر بالاضافة إلى مجموعة خصال حميدة فيه تجعل مستمعه أو مجالسه يتقرب إليه تقرب المحب". وبالفعل فقد تقرب الشيخ إلى الشيخ ، وأعتقد أن كلا منهما أنس بالآخر واطمأن إليه إلى حد أن الشيخ البنا طلب من الشيخ الخياط إصدار عدد خاص من مجلة الاخوان المسلمين عن فلسطين .
والتحق الشيخ عبد العزيز بجماعة الاخوان رسميا وسجل في قيودهم ، وبقي على اتصال دائم بالشيخ البنا مدة طويلة ، كان خلالها مقربا جدا من الشيخ ، وقد تعرف في هذه الفترة على أقطاب والجماعة وقياداتها ، باللإضافة إلى كبار الشخصيات السياسية من مختلف دول العالم الاسلامي ممن كانوا يترددون على الشيخ البنا رحمه الله . وقد مارس أثناء ذلك كتابة المقالات والقصص والشعر( حيث نبغ في ذلك جميعا وهو يافع السن) في مجلة الاخوان المسلمين الاسبوعية ، وفي الصفحة الأخيرة من جريدة الاخوان المسلمين اليومية كل يوم جمعة . وقد أصدر في هذه الأثناء أول كتاب له عام 1947 بعنوان (ظلال المجد ) ، ثم " أفياء المجد". العودة إلى فلسطين : قبيل النكبة ببضعة أشهر عاد الشيخ إلى فلسطين ، مزودا بكتاب من الشيخ البنا يكلفه فيها بتكوين خلايا الاخوان والأسر في بلاد الشام – مع أنكثيرا من هذه الخلايا والأسر كانت
موجودة – ولكن يبدو أنه يريد التوسع فيها وزيادة انتشلرها ، وقد امتد نشاط الشيخ إلى أطراف بلاد الشام وإلى العراق متصلا مع قادة الجماعة فيها ، وكان خلال هذه الفترة مكرسا
نفسه للدعوة الاسلامية في إلقاء المحاضرات وعقد الندوات متجولا في مدن وقرى فلسطين لهذه الغاية وأصدر مجلة صوت الاسلام ،وكان أمين سر رابطة علماء نابلس ، إلى شرق الأردن :
انتقل الشيخ في العام 1948 إلى الأردن ، وعمل معلما في مدرسة إربد الثانوية عاما ونصف العام ، وقد وصف هذه الفترة بأنها من أخصب الفترات التعليمية في حياته ، وأنشأ فيها مجلة بعنوان " مجلة صوت الجيل" ولكنها لم تدم طويلا حيث صدر منها خمسة أعداد فقط كان الأخير منها كتابا للأستاذ أديب عباسي بعنوان: "أسباب النكبة" وتوقفت هذه المجلة إثر كتابة مقال نقدي لكتاب هياكل الحب لحسني فريز . ثم نقل سماحته إلى عمان حيث عمل مدرسا في كلية الحسين ، وأصدر مجلة بعنوان: "صوت كلية الحسين" وكان سكرتيرتحريرها الطالب عبد الهادي المجالي ، ولم تدم هذه طويلا حيث صدر منها بضعة أعداد فقط ثم توقفت . ومع ذلك فقد أصدر مجلة أخرى خارج نطاق المدارس بعنوان "الوعي الجديد " وهي مجلة إسلامية أدبية علمية مستقلة ، غير مرتبطة بحزب أو جماعة رغم قربها من جماعة الاخوان ؛ حيث كان معظم كتابها من الجماعة ، وقد توقفت بعد العدد السادس الذي صدر في شهرآذار 1951.
العودة إلى وزارة التربية : ورغم قرار إعادته إلى وزارة التربية والتعليم إلاّ إنه اعتذر عن العودة إلى الوزارة بسبب اختلافه مع وكيل الوزارة آنذاك على الدرجة التي يستحقها ، فعمل مدرسا في الكلية العلمية الاسلامية مدة عامين ،ثم انتقل إلى التدريس في مدرسة الملكة زين الشرف واستمر فيها ثلاث سنوات . ثم عاد إلى وزارة التربية مفتشا تربويا ،ونقل إلى مدينة معان عاد بعد مكثه فيها ستة أشهر إلى عمان مفتشا في الوزارة للتربية الاسلامية واللغة العربية .
وقد أنشأ وهو في الوزارة قسما للمناهج والكتب المدرسية سنة 1962 وعُين رئيسا له ، وأمم الكتب المدرسية التي كانت تباع للطلاب فأصبحت توزع عليهم بالمجان ، ثم اصبحت بعد سنة تباع للطلاب بكلفتها إلى كلية الشريعة : رأى المرحوم بشير الصباغ وكان وزيرا للتربية والتعليم وكان قائما بأعمال قاضي القضاة إنشاء كلية مجتمع متوسطة لتعليم الشريعة الاسلامية وتخريج أئمة مؤهلين للخطابة والوعظ والارشاد فانتدب الشيخ الخياط لهذه المهمة ، وتم إنشاء كلية للشريعة عام 1964، في جبل اللويبده ،وكانت الدراسة فيها مدة سنتين وتبعت إلى دائرة الأوقاف التي أصبحت فيما بعد وزارة .
وكان يمنح للمتخرج منها شهادة الدبلوم ، وفي العام 1967 حصل الشيخ على بعثة دراسية لمدة سنتين للحصول على درجة الدكتوراه في الفقه المقارن من جامعة الأزهر وكانت أطروحته في موضوع " الشركات في الشريعة الاسلامية والقانون الوضعي " وحصل عليها بامتيازسنة 1969، وكان أول حاصل على هذه الدرجة في الأردن وبعد عودته من البعثة عاد إلى كلية الشريعة من جديد وسعى لنقلها إلى حرم الجامعة الأردنية التي تأسست عام 1962 ، ودخلت الكلية الحرم الجامعي عام 1971 وعين الدكتور الخياط قائما بأعمال عميد الكليةوبقي فيها إلى أن خرج إلى وزارة الأوقاف وزيرا لها . قبل الوزارة :
شارك سماحتة الشيخ قبل دخوله وزارة الأوقاف المرة الأولى في عدة مهام رسمية وغير رسمية منها 1-اختياره عضوا في الاتحاد الوطني الأردني الذي أمر بتشكيله جلالة الملك الراحل الحسين بن طلال عام 1971، وكان سماحته من اعضاء اللجنة التنفيذية العليا التي ضمت ستة وثلاثين عضوا . 2-كان عضوا ضمن الوفد الديني الاسلامي المسيحي الذي أوفدته الحكومة عام 1972 لشرح أبعاد الاعتداءات اليهودية على المقدسات الاسلامية والمسيحية . 3-عمل على بناء مبنى خاص بكلية الشريعة ، وقد تم هذا البناء من خلال التبرعات الكريمة من أهل الخير ، كما أسس المركز الاسلامي في الجامعة الأردنية بدعم سخي من التبرعات الكريمة . 4-شارك في المؤتمرات التي عقدها المجمع الملكي لبحوث الحضارة الاسلامية في المملكة وخارجها ، وكان أحد الذين شاركوا في وضع نظامها ، وأحد أعضائها المؤسسين 5-شارك في جميع المؤتمرات التي كان يعقدها مجمع الفقه الاسلامي . 6-شارك في اجتماعات رابطة الجامعات الاسلامية التي كان أحد مؤسسيها وعضوا تنفيذيا فيها . 7-كان أحد أعضاء لجنة صياغة القانون المدني الأردني المستمد من الشريعة الاسلامية التي شكلت سنة 1965 ، وأعيد تشكيلها سنة 1971 . إلى الوزارة : أجرى دولة الرئيس زيد الرفاعي عام 1973تعديلا على وزارته الأولى خرج منها الدكتور إسحق فرحان وزير الأوقاف آنذاك ودخل فيها مكانه الشيخ عبد العزيز الخياط . واستمر الشيخ وزيرا في حكومات الرفاعي المتعاقبة حتى عام 1976 ، حيث استقالت وزارة الرفاعي وحل مكانها وزارة دولة مضر بدران فاعتذر الشيخ عن الاستمرار في العمل الوزاري ، وعاد إلى كلية الشريعة عميدا ، ولكنه عاد إلى الوزارة مرة أخرى في ظل وزارة دولة الرفاعي واستمر فيها من عام 1985 إلى عام 1989 حيث استقال دولة الرفاعي ، وحل مكانه الشريف زيد بن شاكر وبقي الشيخ وزيرا للأوقاف للمرة الخامسة إلى أن استقالت حكومة الشريف في نهاية عام 1989. وكان لسماحة الشيخ إسهامات كثيرة وكبيرة في النهوض بوزارة الأوقاف بكل مديرياتها وأقسامها ، وقد تشرفت بالعمل معه مديرا للحج من سنة 1985 وحتى سنة 1989 وللحق والانصاف ومن خلال قربي من سماحته ومعرفتي به ، فقد لمست فيه صفات كثيرة من صفات الإداري الناجح اللين من غير ضعف والشديد من غير عنف منها : *أنه لم يكن يميز بين الموظفين إلاّ بمقدار إخلاصهم لعملهم وإتقانهم فيه ، وكان حريصا على متابعة أعمالهم الوظيفية ومسلعدة المحتاج منهم ماديا أو معنويا . *كان يمنح من يتعامل معه – من المديرين ومساعديهم – الثقة الكاملة ، ويحترم قراراتهم فقد أعطى جميع المديرين في مركز الوزارة صلاحية التوقيع عنه في كل ما يصدر عن الوزارة من كتب رسمية ، وهذا لا يعني أنه لم يكن يعرف ما يجري في وزارته ، بل مما أبدعه فكره الإداري أن أضاف إلى نسخ الكتب الرسمية الصادرة نسخة إضافية – للملف الاضافي – حيث تجمع نسخ إضافية عن كل الكتب الخارجة من الوزارة في ملف وترسل إلى سماحته في آخر الدوام بشكل يومي ، فيطلع عليها ويمضي ما هو موافق للأنظمة والقوانين والتعليمات المعمول بها ، ويناقش صاحب الكتاب الموقع إن وجد رأيا آخر أصوب أو وجد خللا في الكتاب وهكذا ، مما جعل المديرين حريصين كل الحرص على ما يوقعون عليه من كتب رسمية . *كما كان يتابع أعمال المديريات من خلال اجتماع أسبوعي تناقش فيه المهام المنوطة بكل مدير في مديريته ، وما حققه من إنجازات أو ما عليه أن ينجزه في زمن محدد . *كان حريصا على تنفيذ القرارات والتوصيات المتخذة دون أن يستبد برأي أو يمضي رأيه مخالفا للتعليمات والأنظمة ، وما رأيته غاضبا إن رُفض تنفيذ رأي له يؤدي إلى الاخلال بها ، يقول في أحد لقاءاته : " أحب النقد ومن ينقدني بإخلاص ، بل أطلب من أصدقائي ومن الموظفين حين كنت مسؤولا في أي منصب توليته أن يبصرونني بعيوبي ".
ومن أهم اعماله في الوزارة على مدار وزارته: * إعادة النظر في قوانين الوزارة وأنظمتها بما يتناسب مع التطورات السياسية والاجتماعية والفكرية . * أسس مركزا لتأهيل الوعاظ ببرامج عصرية ونظام متكامل يشتمل إقامة ثلاث دورات متفاوتة للأئمة والوعاظ ، مدة كل دورة ستة أشهر يمنح المتخرج منها شهادة وعلاوة مالية شهرية . *الاهتمام بشؤون المقدسات الاسلامية في بيت المقدس والوقوف في وجه التحدي الصهيوني في الاستيلاء على المسجد الأقصى والمدارس الاسلامية في القدس ، وقد حرص سماحته على ان لا يشمل قرار فك الارتباط مع الضفة الغربية الأوقاف والمساجد والمدارس الاسلامية لاسيما المسجد الأقصى ، وزيادة رواتب موظفيها *الاهتمام بترميم المساجد القديمة لا سيما الأثرية منها كالمسجد الحسيني في عمان ،ومسجد
عجلون العمري ، ومسجد قلعة العقبة ( الظاهر بيبرس ) *كما اعتنى سماحته ببناء المساجد ، وكان أهم عمل له في ذلك بناء مسجد الملك عبدالله . *وأما بالنسبة للحج فقد أعاد النظر في نظام الحج وتعليماته ، فنظم الحج وفق التطورات الاجتماعية ، وتولت الوزارة في عهده استئجار مساكن للحجاج في كل من مكة والمدينة وتثبيت أرض دائمة للحجاج الاردنيين وحجاج فلسطين في كل من عرفات ومنى ، وتنظيم نقل حجاج مسلمي الأرض المحتلة ( 1948 ) وإسكانهم . *أنشأ مديرية خاصة بالواعظات ، وعيَّن في الوزارة عددا من خريجات كلية الشريعة واعظات يكرسن اهتمامهن بوعظ النساء وإرشادهن وتعليمهن أمور الدين . بعد الوزارة : إلى جامعة عمان الأهلية : بعد خروج الشيخ من الوزارة لم يعد إلى كلية الشريعة ولا إلى وزارة التربية ، بل عاد رئيسا لجامعة عمان الأهلية التي أنشئت عام 1990 وساهم في إنشائها ، ومكث رئيسا لها عاما واحدا فقط ثم تركها بسبب مرض ألم به . إلى جامعة جرش : وساهم أيضا في إنشاء جامعة جرش وعُين رئيسا لها من العام 1993 حتى عام حيث استقال من منصبه 1996 مع انقطاع فترة وجيزة عن الرئاسة عام 1995 بسبب المرض أيضا . إلى الأكاديمية العربية للعلوم المصرفية : بعد استقالته من جامعة جرش تعاقد مع الأكاديمية العربية للعلوم المالية والمصرفية التابعة لجامعة الدول العربية ، وأسس قسما للمصارف الاسلامية عام 1996 فيها ورأسه لمدة سنتين واستمر فيه إلى أن أقعده المرض .
في مؤسسة آل البيت
لم يطل المقام بسماحته طويلا في مؤسسة آل البيت حيث اختلف مع رئيسها الدكتور ناصر الدين الأسد إذ كان الشيخ نائبا له ، ثم نائبا لمعالي الدكتور خالد الكركي ، ثم للدكتور الأسد مرة أخرى خرج على إثر ذلك من هذه المؤسسة مع حرصه على المشاركة في الندوات والحوارات والمؤتمرات التي كانت المؤسسة تعقدها داخل الأردن وخارجه . إلى مجلس الأعيان : أعيد تشكيل مجلس الأعيان سنة 1993 وكان الشيخ أحد أعضائه ، وانتخب عضوا في عدة لجان فيه منها : لجنة الشؤون الخارجية ، واللجنة القانونية ، ولجنة التربية والتعليم العالي .
من المناصب التي تولاها : •المستشار الشرعي للبنك الاسلامي •المستشار الشرعي لشركة بيت المال للادخار والإسكان •المستشار الشرعي للبنك الاسلامي العربي الدولي / رام الله •الرئيس الفخري لنادي طريف الرياضي للدراجات وعضوية مجالس مختلفة من ضمنها :
•المؤتمرالاسلامي / عَمّان
•مجلس الافتاء /الأردن
•اللجنة الاسلامية المسيحية / عًمّان
•المجلس العلى للشؤون الاسلامية / القاهرة •المكتب التنفيذي للمركز السكاني الاسلامي الدولي لليونسكو / جامعة الأزهر سابقا •المجلس الأعلى للدعوة والإغاثة العالمية •الهيئة العليا للرقابة الشرعية على المؤسسات والبنوك الاسلامية
مشروع حزب
بعد صدور قانون جديد يسمح بقيام أحزاب لتشارك في بناء نهضة فكرية سياسية ظهر على الساحة كثير من التجمعات التي أعلنت عن نفسها بأنها حركات سياسية وأحزاب ، وكان من بين هذه التجمعات حزب تحت مسمى " الحزب العربي الاسلامي " بعد أن كان بمسمى (حزب التقدم والعدالة ) ضم خمسين شخصية من المفكرين والسياسيين كان منهم الشيخ عبد العزيز الخياط . وقد عقدوا مهرجانا للتعريف باحزب وأهدافه عام 1990 ، ولكن هذا الحزب لم ير النور إذ وُئد في مهده . البيت والتأليف : لم يستسلم الشيخ لما بدأ يتعرض له من أمراض ، بل تابع نشاطه ما أمكنه المتابعة حتى وهويستعين بمقعد متحرك ، ولكن الأهم هو أنه لم تقعده الآلام والجلطات الدماغية عن الدراسة والتأليف ، فقد أصيب بجلطة منعته من الكتابة فتعلم الطباعة على جهاز الكمبيوتر ألّف عددا من الكتب أثناء ذلك ، وكان إذازاره زائر يذهب بنفسه مستعينا بالكرسي المتحرك ويحضر له ما تيسر من مؤلفاته التي بلغت الثمانين . ومن كتبه : *الشركات في الشريعة الاسلامية والقانون الوضعي / وهي رسالة الدكتوراة ، وقد طبعت خمس طبعات . *الشركات في ضوء الاسلام . *المجتمع المتكافل في الاسلام *الأسهم والسندات من منظور إسلامي *المدخل إلى الفقه الاسلامي *المؤيدات التشريعية – نظرية العقوبات *الزكاة والضمان الاجتماعي *نظرية العرف *اليهود وخرافاتهم حول أنبيائهم والقدس *النظام السياسي في الاسلام * طرق الاستدلال بالسنة * نظرية العقد والخيارات في الفقه الاسلامي * إدارة العمليات المصرفية الاسلامية *بالإضافة إلى مجموعة ثرية بالأفكار من كتب الأدب واللغة والشعر وخطب الجمعة والأحاديث التلفزيونية والمحاضرات والتمثيليات الدينية والأبحاث المترجمة وغيرها . الأوسمة : * وسام الاستقلال من الدرجة الثالثة *وسام الاستقلال من الدرجة الثانية *وسام الكوكب الأردني من الدرجة الثالثة *وسام الكوكب الأردني من الدرجة الأولى *وسام التربية الممتاز
وفاته : أصيب سماحته بالعديد من الجلطات الدماغية وما نشأ معها من أمراض أخرى بالإضافة إلى أمراض الشيخوخة ، وكان متحملا ذلك بصبر وجلد عجيبين ، يهش في وجه زائريه ولا يشعرهم بما يتحمله من آلام ، ويحدثهم بتفاؤل عن بعض طموحاته كما كان يحدثهم عن بعض أحداث ماضيه، إلى أن حان حينه فكانت وفاته فجر يوم الثلاثاء 22/11/2011 رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحَسُن أولئك رفيقا .