مع خفقها على سارية العلم، على مدخل الديوان الملكي، رفرفت «الراية الهاشمية» ظهر امس لتعلو رحاب عمان الوطن وأردن الهوية والجيش العربي المصطفوي، حامي الحمى والمنافح عن السند الهاشمي، عهد ملوك الهاشميين الرجال الرجال.
لثلاثة ايام تنثر «الراية الهاشمية» شعاعها وتستعيد ذكرى حماة الاوطان وتحرك فينا عشق الارض الاردنية، تلك الحضارة واثر الانسان منذ كان الحرف يكتب على ارض البترا والبيضا وام الجمال وتلك الرحاب العامرة بالمجد.
.. انه مجد عيد الجلوس الملكي «الثامن عشر» الموصول بحبل الوتين لنا في ارض الرباط والحب،.. وهو- ايضا- نبض ذكريات الثورة العربية ويوم الجيش العربي الهاشمي.
..ولثلاثة ايام سترفرف الراية، تتحدث عن ارادة جلالة الملك عبدالله الثاني، القائد الأعلى للقوات المسلحة، بان نعلو بالمحبة والآمان ونرفع راياتنا، ولعل اكثرها التصاقا بدم الشهداء وبالامتداد العربي الاسلامي للاردن المملكة الهاشمية،هي تلك الراية الاجمل والاقرب الى قلب الملك سليل العائلة الهاشمية القرشية، باني الاردن المعاصر..
هي «الراية» بروحها الهاشمية التي جبلت بالعطر والندى وغسلت بدم الشهداء، يحميها عهد الرجال الرجال في الجيش العربي..، راية اثيرة اعتمدت قبل نحو خمسة قرون من تارخ امتنا العربية الاسلامية، ورفعت رسميا في عهد الأشراف الهاشميين عام 1555م.
مهيب ان نرى خلال احتفالات الاردن بذكرى دخول الثورة العربية الكبرى عامها الاول بعد المائة الاولى، وهي الثورة التي دافع واطلق طلقتها الاولى الشريف الحسين بن علي عام 1916، تاركا لعالمنا في الشرق العربي مسارات البحث عن الحرية والحياة الفضلى وتلك المؤشرات والتنبيهات على مستقبل الاردن والبلاد العربية ومدى علاقتنا مع جوارنا والمنطقة.
..و « الراية الهاشمية» التي تحتوي عبارة «لا إله إلا الله محمد رسول الله» مع عبارتي البسملة والحمد والنجمة السباعية، سلمت قبل نحو اكثر من عام، عبر مراسم عسكرية مهيبة اجريت في ساحة ورحاب «قصر الحسينية» بمناسبة أعياد الجلوس والجيش والثورة العربية الكبرى.
.. وفي تاريخ «الراية» حلم الامهات والاباء ممن نال فلذات اكبادهم روح الشهادة وكانوا عماد المملكة العامرة وهي التي حملها الشريف الحسين بن علي باعتبارها راية للهاشميين قبل اعتماد علم الثورة العربية الكبرى.
..ولآن الاردن قوي بالحب والعطاء وصبر الرجال والجيش المرابط القوي، فإن الراية الهاشمية رفعت وترفع دائما لأنها تعني الحياة والامان وتلك الايقونة التي نربي عليها شبابنا واجيالنا للذود عن الارض والوطن والهوية، عنوان مجد وكبرياء، يحملها كل الناس مع أبناء جيشنا العربي المصطفوي في المجد وعلى ارض وساحات الوغى، وبظلالها نواجه الاعداء ونحمي الاردن ونسطر مستقبله، ونحن في ذلك مثلما كان الملك الهاشمي يحمل دقات نبض تلك العلامات الآتية من التاريخ والممتدة الى اليوم، مع من حملوا المبادىء السامية لرسالة الإسلام والثورة العربية الكبرى جيلا بعد جيل».
. اننا في عامنا هذا ونحن في منتصف شهر الرمضاء، رمضان المبارك نستعيد الصبر ونرتقي الى الامن والآمان، نلامس مجدا قويا نابعا من اصالة اردنية تؤمن بتاريخ عريق يربط الحاضر بالماضي وتتوارثه الأجيال رمزاً للحياة والسيادة والاستقلال، وتجسيداً للحرية والشجاعة والفروسية.
و هذه الراية المجيدة، ذخيرة أعلام وحدات وتشكيلات القوات المسلحة الأردنية - الجيش العربي، تأكيداً على الثقة الكبيرة والمكانة الرفيعة التي تحظى بها القوات المسلحة عند جلالة القائد الأعلى وتعزيزاً لدورها ورسالتها العروبية والمصطفوية في الدفاع عن قيم الإسلام السمحة والحرب على الإرهاب والتطرف.
ويعكس الشعار (لا إله إلا الله - محمد رسول الله)، الذي يتوسط الراية الهاشمية، وعبارتا البسلمة اللتان تسبقان الشعار، والحمد التي تتبعه، معانٍي ودلالات تؤكد التزام القوات المسلحة الأردنية ومنذ تأسيسها بالدفاع عن العروبة والإسلام ومبادئ الإنسانية.
ويأتي لون الراية، وهو اللون الأحمر الداكن، من لون راية الشريف الحسين بن علي وقبله الشريف أبي نُمي، رحمهما الله، وقافلة من الأشراف الهاشميين الأحرار، وهو ما يؤكد تاريخها وتوافقها مع مبادىء الثورة العربية الكبرى، إلى جانب ما شكله هذا اللون في تاريخ الشعب الأردني وثقافته وهويته.
وتحمل الراية الهاشمية النجمة السباعية التي تشير إلى السبع المثاني: آيات سورة الفاتحة في القرآن الكريم، ومن ناحية أخرى فهي رمز السموات السبع، ورمز الملكية الهاشمية. وتم اختيار خط الثلث، وهو من أجمل الخطوط العربية الإسلامية، لتخُط به مضامين الراية.
وتأتي الراية الهاشمية، اليوم، بوصفها الامتداد الطبيعي وأصل راية الثورة العربية الكبرى، التي احتضنت ألوان رايات الحضارة الإسلامية والعلم الأردني وأعلام ورايات الجيش العربي، الحافلة بتاريخ عريق يربط الحاضر بالماضي وتتوارثه الأجيال رمزاً للحياة والسيادة والاستقلال، وتجسيداً للحرية والشجاعة والفروسية.
.. اعيادنا حلمنا بالحياة والامان وتلك الضمانات التي يعمد على تعزيزها جلالة الملك عبد الله الثاني بالصبر والرضا والإيمان بالدور الهاشمي في ارض العروبة والاسلام بعيدا عن الخوف او الصمت..
ها نحن نرفع الراية وها هي تخفق وستسابقنا الى المستقبل والنور والمحبة.
الراية الهاشمية.. مجمع المحبة ورمز قوة الجيش العربي
12:45 9-6-2017
آخر تعديل :
الجمعة