كنت أقرأ أمس عن (الجندر) , وقرأت مطولا عن حقوق المرأة ..وتمكينها وقبل أسبوع وجهت لي دعوة لحضور ورشة عمل , عن الحريم .. وأهمية تساوي النسبة بينهن وبين الذكور في العمل الحكومي ... وأثناء حضورنا لهذه الورشة , شممت ما يقارب (59) نوعا من العطر , وسمعت واحدة تقول لأخرى على هامش الجلسة :- ( جبت معك المنائيش ؟) ...
تذكرت هذا الصباح البنت السمراء التي كانت تقود عرض موسيقات القوات المسلحة , أمام خادم الحرمين الشريفين ..أريد أن أوصفها بالغزال ولكني سأظلمها , هي لم تكن كذلك ...بل مثل الصقر الجارح ..تمشي بانضباط عسكري , وتلوح بعصا قيادة التشكيل الموسيقي , وتعطي ايعاز الحركة , وايعاز تغيير انماط المسير ..والموسيقى .
وثمة اعتداد بالنفس , وهناك أيضا قيافة عسكرية ..وحضور بهي ,وللعلم النساء في الجيش وقبل التحاقهن بالموسيقات يخضعن لدورات رماية ومشاة ...ويتعلمن العسكرية بكل أبجدياتها ...
كل الجالسين نظروا إليها بعين الفخر والوقار , وأولهم الملك ... وكلنا صمتنا أمام هيبتها , الملايين من العرب والأردنيين شاهدوها ...وقد تحدث معي صديق كويتي بعد العرض وقال لي معلقا على المشهد :- ( وش هالعرض الزين) ...ثم اسهب في شرح معاني الصورة , وأخبرني أن القوات المسلحة الأردنية تعرف أين تضع النساء في مرتباتها ..وتعرف كيف تقدم المرأة الأردنية وبأي صورة ...
شكرا أيها الصقر الجارح ..وأنا حقيقة لا أعرف اسمها , وأظنها تحمل رتبة ملازم , ومن الممكن أن يكون اسمها :- مها أو عبلة ..أو منى أو ختام حقيقة لا أعرف اسمها ...لكن مشهدها وهي تقود تشكيلا من الموسيقات ..يبعث فينا الفخر ,بأن المرأة ليست وردة أو غزالا كما وصفها الشعر العربي بل هي لبؤة ..وصقر جارح , وتحمل كل معاني القوة في عيونها ....
أنا يا (ابنة العم) ..لا أكتب لك مقالا , ولا يجوز أن أقارنك بمجموعات ما يسمى بالجندر ...أنا وددت فقط أن أخبرك بأنني عسكري من حزب القايش ووددت أن أقوم بتأدية التحية العسكرية لك ...في المقال , وهذا لا يجوز أن تعتبرينه مقالا هو تحية عسكرية ...وجملة تعقب كل تحية :- أمرك سيدي
مواضيع ذات صلة