مساء الجمعة الماضية ظهر رئيس الوزراء الدكتور هاني الملقي على شاشة التلفزيون الأردني في برنامج ستون دقيقة ، وتحدث عن سنة ماضية وعدة سنوات قادمة.
في هذه المقابلة قدّم الرئيس رؤيته للوضع الاقتصادي الراهن والإجراءات التي ستأخذ بها الحكومة لمواجهة هذا الوضع. وكان التركيز على هذه السنة 2017 وليس على برنامج الإصلاح الاقتصادي الأطول مدى.
هذا الظهور النادر للرئيس الملقي في التلفزيون جاء استجابه لانتقادات عديدة وجهت إلى الحكومة لأنها لا تتفاعل مع الرأي العام بما يكفي ، مما يوسع الهوة بين الحكومة والشارع ، ويسمح لما يسمى (الخبراء) بأن يسرحوا ويمرحوا ويضللوا الرأي العام بتقييمات غير موضوعية ، واحياناً غير بناءة.
في التخطيط لهذه المقابلة ، كان أمام الرئيس خياران: الخيار الأول أن يقول أن الأوضاع صعبة والتحديات قاسية لكي يبرر الإجراءات الصعبة والقاسية التي لا بد منها ويجب أن تتخذها الحكومة ، مما يستوجب تفهم صعوبة هذه الأوضاع ، وتقبل التضحيات اللازمة لمواجهتها.
الخيار الثاني أن يقول أن الاقتصاد الأردني متين ، والمعطيات إيجابية ، وليس هناك سبب للقلق ، وذلك لرفع المعنويات وإنعاش روح التفاؤل التي لا بد منها من أجل التقدم والنمو.
يبدو نظرياً كأن هذين الخيارين متناقضان ، فإما أن تكون الأوضاع جيدة إجمالاً وتدعو للاطمئنان ، وإما أن تكون سيئة وتدعو للقلق ، أي يا أبيض يا أسود!.
لكن الخيارين صحيحان ، فهنك إيجابيات تستحق الذكر وتدعو للطمئنينة ، وقد سماها الرئيس. وهناك تحديات وصعوبات لا يجوز تجاهلها او السكوت عليها ، وهي تفرض التضحيات ، ولم ينكرها الرئيس.
كمسؤول أخذ الرئيس الملقي بالخيار الإيجابي أساساً ، ولكنه غطى السلبيات ، وبيـّن الإجراءات لمواجهتها.
باختصار فإن هناك ظروفاً صعبة وتضحيات مطلوبة ، وهناك ضرائب وارتفاع أسعار ولكن الحكومة ستضعها في الصيغة التي تراعي الطبقة الفقيرة والوسطى الدنيا ، أي بأقل كلفة اجتماعية ممكنة.
في النظرة العامة ، وعلى المسـتوى الشخصي ، كان الرئيس مرتاحاً ومنفتحاً ، وإلى حد بعيد واثقاً بنفسه. ويمكن القول بأنه قدم نفسه كرئيس من معدن رؤساء الوزارات. ولو كان هناك من يقيـّم المقابلة لأعطاها تقدير جيد.
مكونات وعناصر المقابلة أبرزتها (الرأي) بخمسة عشر سطراً من المانشيتات على اتساع الصفحة الأولى. أما خلاصة الرسالة فهي أن الحكومة تدرك أبعاد الوضع الاقتصادي ، وتتفهم الظروف والأوضاع الاجتماعية ، ولديها حلول عملية قابلة للتطبيق ، فأعطونا الفرصة.
مقدمـة البرنامج عبير الزبن كانت تستطيع أن تختم المقابلة بالقول: أيها النواب ، أيها الأعيان ، أيها المواطنون ، دعوا الحكومة تحكم!.
مواضيع ذات صلة