ثقافة وفنون

معرض الاحساس بروح الصين: إبداعات عربية من وحي تراث عريق

يفتتح عند السادسة من مساء اليوم الخميس في جاليري بنك القاهرة عمان بوادي صقره معرض (الإحساس بروح الصين) بحضور نائب وزير الثقافة الصيني ووفد من الوزارة سيحضر خصيصا لمرافقة المعرض.

يشتمل المعرض مختارات فنية من مجموعة وزارة الثقافة الصينية ويضم الأعمال الفنية التي أنجزها عدد من الفنانين العرب الذين زاروا الصين ضمن برنامج الإحساس بروح الصين، وهي ورشة تدعى لها سنويا أسماء فنية مرموقة من الوطن العربي أطلقت ضمن برنامج فني منذ العام 2008 وما يزال مستمرا حتى الآن.

يتضمن المعرض لوحات لخمسة وثلاثين فنانا من الفنانين العرب البارزين، ويشارك فيه من الاردن محمد الجالوس عمر حمدان وخالد خريس ويوسف الصرايرة ومحمد العامري ومن لبنان وجيه نحلة وعادل قديح ومن مصر علاء الدين عبدالله وهلا الشاروني و علاء عواد واحمد نوار ومن العراق حسن الشاوي و بلال طه و من سوريا خليل عكاوي وعلي خليل ووليد الاغا و من السودان ابراهيم باكبير وخالد يوسف و من جزر القمر موريفيلي علي ومن فلسطين حسين احمد و من البحرين عبد الرحمن شريف و جمال عبد الرحيم واصغر اسماعيل أكبر ومن المغرب احمد حجوبي وبوشطه الهياني ووليد زويري و سليم صغير و بكر بن فريدج وعبد الحميد ثبوتي من تونس ومن اليمن حكيم العاقل من اليمن وفريحاي زوهره من الجزائر سعود ناصر من سلطنة عمان.

اختار بعض الفنانين التعبير عن روح وتقاليد وشخصية المكان في الصين فيما اختار القسم الاخر التعبير بطريقتهم ومن اسلوبهم الخاص وتتنوع الاعمال بين مدارس فنية مختلفة من التجريدية الى التعبيرية والواقعية والانطباعية والرمزية والفطرية والتاثيرية وتراوحت المواضيع بين البورترية والطبيعة الحية والحروفيات والكولاج والتلوينية الخالصة.

عمد الفنان الجالوس الى التعبير بتجريد المكان باللون وبعجينة الخامات المختلفة للتعبيرعن ملامح من ذاكرة وصور غائبة وفي لوحته تحزيزوكونتوريات ودوائر ومستطيلات وفضاءات سماوية وترابيات تحيل الرسم لاكثر من مكان وزمان وللجالوس هندسة تلوينة محكمة.

ويرمز الفنان العراقي طه في بورتريه لفتاه صينية الملامح غطت النصف العلوي من وجهها بقصاصات صحف صينية وهو ترميز جمالي كيف ان الالة الاعلامية غيبت جماليات كثيرة في حياتنا , وللفنان تلوينة رقيقة وحساسة , اما الصرايرة فقد تناول ايضا بتقنية الديجتال متواليات شكلية ولونية تؤشرعلى ذاكرة المكان وقدم الزويري كتل لونية مجردة لها علاقة بالطبيعة والانسان و كذلك الاغا والعامري والثبوتي ومحجوبي ونحله وموريفيليو وحسين احمد ونوار وخريس وحمدان.

ويطرح المصري بهاء الدين عبدالله المشهد الطبيعي الصيني باسلوب سوريالي نظرا للاشكال الغرائبيه والعلاقة بينها والطريقة الاخراجية لها في السطح التصويري والتلوينية الغامضه وطقسها الموحي.

وعبر كل من الشاوي وعلي خليل وعكاري والبحريني عبد الرحيم والعماني ناصر وعاقل و وزوهره عن المنظر الطبيعي في الصين بانطباعيه وتلوينيه ساحره نظرا للمكان الذي يعج بالجماليات والمزدحم في التفاصيل والسحر والمفردات الكثيرة التي تثري المشهد من الزنابق والقوارب وزرقة المياه واللقالق وبيوت الخيزران ما الى ذلك من التفاصيل.

اما اللوحات التي تتضمن حضور انساني فهي لوحات المصري عواد حيث صور بتعبيريه عمال المناجم وهي عن قدسية العمل فاللوحة محتشدة بعمال المناجم واظهرهم في اناقه دليل على مرتبتهم وقيمتهم في نظر المجتمع فيما حركتهم وفؤوسهم منحت اللوحة ايقاع حركي اضفى على اللوحة موسيقى تلوينية.

وتناولت الشاروني المراه تزفها الزهور في طقس رومانسي وعلى النقيض وصور البحريني شريف بورتريه لشخص بحالة مزريه و وطرح اكبر المراه الصينية بواقعيه كشف جماليات المراه الصينية.

الى ذلك عبر مقيم بتقنيه لونيه رشيقه وواقعيه في بورتريه لفتاه ترتدي الزي التقليدي خلفها بيت من الطراز الصيني وهي من اكثر الصور واقعية وطرح الشطي بتجريد بورتريه لثلاث فتيات باجساد ضخمة وخلفهم مشهد لمدينه ورغم التجريد فملامحهم صينية.

واختارت الفنانة البقصمي رسم بورتريها لنفسها وهي باجنحه دلالة ان المراه كائن طيب ومريح وخلفها امراة اخرى مجهولة الهوية ورسم الفنانه تاثيري الطابع , اما لوحة قديح فهي لمنظر طبيعي باسلوي تكعيبي ويلحظ الترميز عند الفنان الهياني من خلال شخصين عراه متقابلان امام مثلث عليه كتابات صينية ورقم متسلسل هو 876 وهو لكثير من القرارت الصادرة عالميا. وتطرق فريدج وصغير الى جماليات الحروفيات العربية والصينية في توليفات اقترنت بالتلوينية والشكلانية.

يأتي المعرض بالتعاون ما بين الجاليري وسفارة الصين الشعبية -الملحقية الثقافية في الأردن, ويعد المعرض المتنقل في الوطن العربي من أهم الفعاليات التي تقيمها وزارة الثقافة الصينية في الخارج، فقد عرض في لبنان في العام 2015.

«الإحساس بروح الصين»، برنامج فني وحضاري، وهو لغة جمالية ثالثة بين الصينية والعربية، وهو برنامج استهدف الفن العربي وأتاح الفرصة للفنانين العرب للتواصل مع المكان والانسان في قاره اخرى تعج بالحياة والعمل والفن والتفاني.

يمزج المعرض بين سحر شرقي خالص، صاغته اليد الصينية سواء في الحروفية أو الرسم الطبيعي أو مناخ جمالي قل نظيره في طبيعة الصين وخريطتها الإنسانية وبين الرؤية الجمالية العربية حيث اسقط الفنان العربي ثقافته ورؤيته على اللوحة التي ستوفر للجمهور معرفة جمالية وثقافيه عن بلاد ثرية بثقافتها وتقاليدها واصالتها

يأتي المعرض ضمن الاحتفالات المهمة التي تقيمها سفارة الصين بمناسبة الذكرى الأربعين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين جمهورية الصين الشعبية والأردن، ويعد من الفعاليات الفنية المهمة التي تقام بهذه المناسبة.