لا أدري إذا كان هذا المصطلح معروف لدى الكثيرين من أبناء هذا الجيل، وحتى من أبناء المدن، غالبا عندما تختلط الأمور ببعضها ويختلط الحابل بالنابل يقترب أحد الأشخاص من مركز الحدث ويسأل ما الموضوع يجيبه أحدهم ( لويخه )، أي لا تعرف من مع من، ومن ضد من، ولماذا يتقاتل الناس.
حالنا في الأردن كجزء من العالم، وحال العالم بأبعاده السياسية والحضارية أصبح ( لويخة) من سبب المشكلة في اقتصادنا هل هو شح الموارد، أم سوء استغلال الموارد، نقول أحياناً أن العائلة الفلانية رغم قلة دخلها فحالها مستورة، لأن هناك تدبيرا لامور الأسرة وتحديد الأولويات، وكلنا نجد في بيوتنا صدى لتلك الحالات.
من سبب إعطاء المعلوليات مثلاً، بحيث يزداد راتب الموظف المتقاعد دون وجه حق، ويحرم منه آخرون، وبعض من أخذوا المعلوليات عادوا واستلموا وزارات سيادية، ومراكز تحتاج الى منتهى الجهد والقوة والنشاط والشباب، كم هي الكلفة التي كلفتنا هذه القرارات.
أعادة الهيكلة هل درست بشكل جيد، وكم كان الفارق بين ما تم إقتراحه وما تم تطبيقه، أين تذهب القروض والمنح، كيف إزدادت، بمتوالية هندسية وتراكم عدم إتخاذ القرارات في حينها لترحل الى سنين جديدة تفادياً للمشكلة التي تقع علينا دفعة واحدة؟!.
في كل الحكومات كان هناك قرارات سهلة تتعلق بالسيارات والأثاث والصيانة، وإطفاء الأنوار، وكلها لا تشكل عمقاً يغيير من وجه الموازنة، والحكومات تلجأ إليها لأنها لا تصطدم بالأشخاص.
لدينا عشرات الآلاف من الكيلومترات من أراضي الدولة، غير المستغلة، ويمكن أن تكون على أحواض مائية، لماذا لا نقوم بتهيئة بنيتها التحتية، ومن ثم إفرازها وبيعها حسب المساحات القليلة والكبيرة، وهناك شركات عربية على استعداد للإستثمار فيها، ومواطنين كثر ومن المغتربين الذين بلغت مساهمتهم في سوق العقار في دبي أكثر من ثمانمئة مليون دولار، أن يساهموا في هذا المضمار وسيكون ذلك حلاً كبيراً للنقص في الموازنة.
تركيا فتحت المجال للجنسية لمن يشغل مئة عامل تركي، أو يضع في الحساب مليون دولار، وغير ذلك من الشروط، ونحن نستطيع ذلك دون أن يؤثر ذلك على بنيتنا السكانية.
هذه ( اللويخية ) التي نعيشها، لا تقل عنها ما يحدث الآن من أحداث خارجنا، أين وصلت الأزمة السورية، وحرب الموصل، ونتائج ذلك، ماذا يعني شعار أمريكا أولاً، وما أثر مظاهرات النساء المليونية ضد ترامب، وما هي إنعكاسات إمكانية نقل السفارة الأمريكية الى القدس وأثر ذلك على القضية الفلسطينية، هناك اليوم ترابط بين الأحداث الخارجية وأثرها على الدول المختلفة، ومنها منطقتنا، نحن في الأردن، ومن يتابع مواقع التواصل الإجتماعي يحسّ بأن كلاً منا هو صاحب قرار ومنظر سياسي وإقتصادي وإجتماعي، ونصدر الأحكام، ونناول الناس، وكل واحد منا هو بريء لا ذنب له، ولا مسؤولية عليه بل الذنب على الآخر والمسؤولية عليه، الأمر أصبح بحاجة الى فض اشتباك داخلي وتحديد المسؤوليات، وما يمكن قوله إن الأوضاع الإستثنائية تحتاج الى قرارات إستثنائية، والى اشخاص إستثنائيين، فالنملة إن ارتطمت بصخرة تغير طريقها ولا تظل ترتطم بها لأنها هي الخاسرة في النهاية.
Email: drfaiez@hotmail.com
مواضيع ذات صلة