محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

المناهج.. مواجهة مبكرة

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
سامح المحاريق أتى اختيار الدكتور عمر الرزاز في موقع وزير التربية والتعليم بمثابة المفاجأة للمتابعين ولا سيما أن الرزاز لم يكن مطلقاً من المرشحين لهذه الوزارة، كما أن خبرته العملية وتأهيله العلمي الرفيع المستوى كان يجعله مرشحاً دائماً للعديد من الوزارات ذات الصبغة الاقتصادية، ومع أن المنصب الوزاري في حد ذاته هو وظيفة سياسية لا تتعلق بصورة مباشرة بالجوانب الفنية، إلا أنه في ظل تغيب الروافع السياسية الحزبية والنيابية كان من المتوقع أن تكون الخيارات ضمن الأطر التكنوقراطية التي بقيت المسوغ الأهم في تعيينات الوزراء خاصة في الوزارات التي تشتمل على جوانب ذات طبيعة فنية معينة.

الوزير السابق محمد الذنيبات تمكن من تحقيق العديد من المكتسبات للتعليم في الأردن، وتمكن من مواجهة تحديات كبيرة بدأت مع إعادة الاعتبار لامتحانات التوجيهي وهو ما جعله هدفاً للنقد والرماية العشوائية من جماعات مختلفة ومتشابكة من أصحاب المصالح ابتداء من أولياء الأمور حتى أصحاب الجامعات الخاصة الذين وجدوا استثماراتهم مهددة نتيجة تراجع أعداد الطلبة من خريجي التوجيهي عن المعدلات المرتقبة من قبلهم، وفي مرحلة ثانية بدأ الوزير يطلق التعديلات الخاصة بالمناهج ليتم التصعيد تجاهه، ويعتبر على رأس قائمة التعديلات الوزارية المرتقبة، وهو ما حدث بالفعل، ولكن ذلك ارتبط بتغيير يظهر جدية الحكومة في التعامل مع قضية المناهج، وعلى عكس المتوقع، تقدمت الحكومة بخطوة واسعة للأمام بدلاً من التراجع للخلف أمام المطالبات بالإبقاء على المناهج على الوضع التقليدي السابق.

الوزير الرزاز شخصية اقتصادية ومالية، ولكنه صاحب فكر، ومهما تكن الخلافات معه وحوله، إلا أن تواجده في المحافل الفكرية والثقافية بوصفه مشاركاً فاعلاً وبكثافة غير معتادة بالنسبة لرجال الدولة بشكل عام، والمؤكد أن الرزاز قريب للغاية من بناء رؤية متكاملة حول التعليم، وإن يكن بوصفه رافداً اقتصادياً لتأهيل الأجيال الشابة للمنافسة المتوقعة على الصعيد الاقليمي والعالمي الذي ستحتمه التغيرات في معطيات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وذلك يبقى جزءاً مهماً وجوهرياً، ولكن التساؤل حول الكيفية هو الذي يضع شخصية الرزاز في اختبار حقيقي أمام مجموعة من التربصات المنهجية التي ترى في الوضع القائم تعبيراً حصرياً عن الهوية والأصالة.

المنهجية في التربص والترصد جعلت المعارضين للرزاز يقعون في محظورات الخصومة من خلال التعدي على حياته الشخصية التي يعتبرونها مختلفة عن الكتالوج المعتمد لصورة الإنسان الأردني من وجهة نظرهم، ومع أن الصور المنشورة والموظفة ضمن هذه الحملة من جميع المقاييس مقبولة للغاية اجتماعياً في الأردن وغيره، إلا أن هذه الحملة التي لاقت إدانة واسعة حتى بين من يختلفون مع رؤى وأفكار الدكتور الرزاز جملة وتفصيلاً لأنها تخرج حتى عن آداب الخصومة السياسية في الأردن، وعن التقاليد التي يحاول من يدافعون عن تعديلات المناهج أن يحافظوا عليها بوصفها أحد الخطوط الحمراء بالنسبة لهم.

المناهج ستكون قضية كبيرة، والنوايا المبدئية بعد إعلان عمر الرزاز وزيراً تدلل على ذلك، والصراع حول المناهج بالضرورة سيتخذ أبعاداً أخرى يمكن أن تخطف الاهتمام من إصلاح بقية منظومة التعليم المتعدد الجوانب والجبهات، وحتى عن قضايا أخرى ساخنة ستواجهها الحكومة، وستظهر الأسابيع المقبلة مدى اتساع هذه القضية وتأثيرها على الحكومة وخياراتها.
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF