محليات

الذنيبات.. أكثر الوزراء السابقين تعرضاً للانتقادات بسبب (التوجيهي)

خرج وزير التربية والتعليم الدكتور محمد ذنيبات في التعديل الوزاري الاخير على حكومة الدكتور هاني الملقي بعد ان ادار وزارة التربية والتعليم منذ عام 2013 ليعتبر احد قلة من الوزراء الذين استمروا في مناصبهم بحكومات متعاقبة.

الوزير الذنيبات لم يكن منصبه سهلا كوزير للتربية والتعليم ،احدى اكبر الوزارات واهمها ، بل على العكس ، فان حجم المسؤولية التي كانت على عاتقه لا تخفى على احد كون هذه الوزارة معنية ليس فقط بالطلاب والمدارس بل بالمعلمين بداية ونهاية، وقبل ان يتم تاسيس نقابة المعلمين ليكبر حجم العمل عاما بعد عام ، وتزداد حجم المسؤوليات التي في مجملها تعنى بكل اسرة لها طلاب بالمدارس يتابعون عمل الوزارة ويرونها نقطة البداية والنهاية في جميع ما يتعلق بمسيرة ابنائهم التعليمية بدءا من المدارس ومرورا بالمنهاج وانتهاء بكل ما يتعلق بالتعليم كسياسة وطنية.

ولعل الوزير ذنيبات كان من اكثر الوزراء جدلية واكثرهم تعرضا للهجوم والانتقادات خاصة من طلاب « التوجيهي « خلال الاعوام السابقة، بالرغم من ان الوزير تمكن من اعادة وتصحيح مسار امتحان التوجيهي بشكل جاد وحقيقي على مدار السنوات الماضية ، من خلال ضبط سير الامتحان وتخفيض عدد حالات الغش التي كان يشهدها الامتحان سابقا ، وتخفيض عدد المدارس التي يقدم فيها الطلاب امتحانهم ، علاوة على تقليل الفترة الزمنية للامتحان والتي كانت سابقا تمتد الى اكثر من اسبوعين.

وبالرغم من الاختلاف في وجهات النظر حول تعامل الوزارة مع امتحان التوجيهي واعتبار الكثيرين بان هذا الامتحان اصبح الى حد ما تعجيزي ، محملين الوزارة والوزير الذنيبات مسؤولية فشل عدد كبير من الطلاب باجتيازهم الامتحان الا ان واقع الحال يشير الى حد كبير بان التوجيهي شهد خلال الاعوام السابقة ضبطا حقيقيا والتزاما من قبل الطلاب بتعليمات الامتحان لقناعتهم بان الوزارة لن تتهاون مع اية تجاوزات او اختراق للامتحان سواء كان من قبل الطلاب او القائمين على الامتحان.

يؤمن الدكتور ذنيبات بان امتحان الثانوية العامة يجب ان يبقى قائما مستمرا لانه الوسيلة الوحيدة العادلة لقياس قدرات الطلاب ، بل انه يعتبره نقطة المرور الحقيقية للمرحلة الجامعية التي يجب ان لا يلتحق بها من لا يستحقها، والاستحقاق هنا بمعنى القدرة على النجاح بالثانوية العامة بالرغم من ادراكه بان هناك فئة كبيرة من الطلاب يصلون للثانوية العامة وهم يعانون من ضعف واضح في مهارات لغوية واكاديمية اخرى.

لكن لا بديل عن التوجيهي كما يراه الدكتور ذنيبات بالرغم من اختلاف الكثيرين معه بكيفية ادارة الامتحان والتخفيف من الضغوطات التي يعيشها الطالب واسرته خلال هذه المرحلة.

وقد واجهت وزارة التربية مؤخرا انتقادات عدة حول التعديلات التي طالت المنهاج واعتبرها الكثيرون بانها ليست موفقة وان الوزارة عليها ان تعيد النظر بهذه التعديلات وبمن يقف عليها بحيث بات المطلب الا تكون الوزارة هي الجهة الوحيدة المعنية فقط بتعديل المنهاج مع الابقاء على دورها الرقابي والتشاركي مع جهات اخرى ومختصين ومؤهلين بهذا الشان.

وشهدت الوزارة انتقادات بشان نتائج الطلبة بامتحان التميز الدولي في مادتي العلوم والرياضيات ، والتي جاءت مخيبة للامال ، وشهدت تراجعا ملحوظا للطلاب بهاتين المادتين بعد ان كان الاردن يحرز نتائج مرضية ما اعاد الانتقادات للوزارة حول منظومة التعليم بالمدارس وعبء المنهاج وكم المعلومات الواردة فيه وعدم قدرة المعلمين على ايصال المعلومات كما يجب وتحفيز الطلبة على التفكير والاستكشاف والابتعاد عن التلقين والحفظ فقط.

هذه المحطات التي شهدتها الوزارة مؤخرا تعتبر على قدر من الاهمية لكنها تحديات ليست الاولى التي تواجه وزارة بحجم وزارة التربية والتعليم ولن تكون الاخيرة امام الرغبة بالتغيير والتطوير سواء كانت بمحتوى المنهاج لتلائم تغيرات المجتمع والعالم باكمله الى التغيير في نمط التعليم داخل الغرفة الصفية وتاهيل وتمكين المعلم ليخرج من دائرة النمطية بالتعليم التي لم يعد الطالب بحاجة لها بعد اليوم.

وزير التربية والتعليم السابق الدكتور محمد ذنيبات كان له بصمات واضحة في مسيرة الوزارة رغم تباين الاراء حول سياسته بادارة الوزارة وخاصة امتحان الثانوية العامة فهو من اكثر الوزراء الذين كانوا يدركون حجم الانتقادات التي توجه اليهم لكنه لم يبتعد كثيرا عن قناعاته بان التوجيهي يجب ان يكون كما هو عليه الان، والا يفقد مكانته وقدرته على تحقيق العدالة بين الطلاب ، التي لا يراها الكثيرون كما هي عليه الان لكنها الى حد كبير واضحة بعيدا عن كيفية تقييم الامتحان كل حسب ما يراه يتماشى مع مصلحته ومصلحة ابنائه.

غادر ذنيبات وزارة التربية والتعليم بعد سنوات من العمل والايمان برسالة التعليم واهمية التطوير والتغيير التدريجي وليس السريع ليسجل له الكثير ولعل اكثر الوزراء انتقادا من قبل الاخرين اكثرهم نجاحا وقدرة على الاستمرار فالوزير الذي يعمل لارضاء الاخرين فقط لن يخرج من حدود دائرة ضيقة لا تحقق الاهداف المرجوة من وزارة هامة كوزارة التربية والتعليم.