ناجح الصوالحه
صدمة يعترف بها الغرب قبل الشرق بفوز الرئيس الامريكي ترامب , حتى مؤسسات قياس الرأي العالمي وخاصة الامريكي في حالة ذهول بسبب فوز ترامب بعكس كل التوقعات , ترامب شخصية تعبر عن السياسة الامريكية في السنوات القادمة وانه لابد من الانسحاب من مناطق الكلفة على السياسة الامريكية والمستنزفة لإموال المواطن الامريكي والذي أوصل ترامب لإعادة تمركز الشأن الامريكي على قمة اهتمام الادارة الحالية , حيث لوحظ الفشل الامريكي في السنوات الماضية في ادارة الصراع العالمي وتقهقر الدور الامريكي وتراجعه امام السياسة الروسية رغم الانفاق المجزي من الخزينة الامريكية على ملفات الصراع وخاصة في الشرق الاوسط.
الشان الداخلي الامريكي هو محور الاهتمام للرئيس الجديد وأهم شيء عنده هو رفع سوية المواطن الامريكي , ووضح ترامب وأعلن بشكل جلي أن الخارج الامريكي يأتي في مراتب متاخرة وسيكون النهوض بالملفات الداخلية أولوية قصوى , فامريكا اولا لديه ولا ينكر رغبته بان يحيط أمريكا بسياج يمنع دخوله أي فرد مكلف على الخزينة الامريكية أي وضعها في عزلة عن الخارج وحسبه ان الانفتاح الامريكي في السابق أوصل امريكا الى ان تتكفل بأمور هي في غنى عنها , وحسب عقلية الرئيس الجديد فهو يطالب بحماية السوق الامريكي والتجارة الامريكية من الخارج ويذهب ابعد من ذلك بان أمريكا كانت في موقف الضعيف في قضايا واتفاقيات التجارة الخارجية.
ملف الهجرة وطريقة تعامل الادارة الجديدة معها واضح , ويرفض بتاتا دخول امريكا سواء من مواطنيها فقط , المعلومات الواردة بانه قد أمر بعمل سياج مع الحدود المكسيكية لوقف الهجرة بشكل تام , وقد بين عداوته للمسلمين في اكثر من موقف اثناء حملته الانتخابية ولم يخف ذلك رغم حاجته لهم في ذلك الوقت , وما قام به عمدة نيويورك قبل يومين من تطمين المسلمين على وضعهم في مدينته ينذر بوجود اختلاف في إدارة الملفات بشكل عام بين أركان إدارته.
الشرق الاوسط كان يتمنى فوز كلينتون رغم بعض التحفظات عليها من قبل البعض وخاصة في المطبخ السياسي الاردني , ولكن لا يخفى على أحد بان الإدارت السابقة بالغت في تقديرها لكثير من ملفات الصراع في الشرق الاوسط الى ان وصل في البعض التشكيك بقدرة أمريكا وتراجع نفوذها على الساحة الدولية امام الروس والذين يتنقلون في المنطقة بكل اريحية وعدم منافستها من قبل امريكا وغيرها في الاقليم , من هنا يشعر البعض بان الفكر الامريكي الجديد من قبل ترامب سيرمي بظلاله على ملفات الصراع في المنطقة , سماته الشخصية وضألة معرفته بخفايا المنطقة رغم وجود مستشارين له وهنا نقطة الخوف من ترامب من حيث عدم انصياعه للحكمة والتروي والابتعاد عن العقلاء والاستنجاد باصحاب الفكر الصدامي والرامي الى سرعة الوصول الى النهاية بغض النظر عن التكاليف.
تخلخل العلاقة ما بين دول المنطقة والادارة الجديدة ينذر بتعقيدات كبرى , ولا يستند الى شرعية العلاقة الحسنة ما بين السياسة الامريكية التي تمتد لعقود والتي بنيت على اساسها توجهات المنطقة في التعامل مع قضايا الاقليم واستندت اليها في تنفيذ رؤى خاصة بهذه بمنطقة , ترامب يهمه فقط الداخل الامريكي وغير ذلك يرجعه الى مدى الاستفادة الاقتصادية للشركات الامريكية كونه في الاساس هو رجل أعمال , التفاصيل الصغيرة في السياسات العربية وتداخل الاشتراك في الاهتمامات ما بين امريكا والشرق الاوسط وكثرة الملفات الشائكة مثل الملف السوري وملف داعش واليمن وليبيا والعراق ورأيه في الاتفاق النووي مع ايران يجعل الكثيرين في حالة قلق بسبب سلوكياته التي عرفها العالم عنه أثناء حملته الانتخابية وصداميته ورعونته.