سؤال يطرحه كثير من المراجعين لأطباء الجلدية سواء كان مباشراً أو عبر الهاتف.. هل يوجد علاج للبهاق؟ وكم تستغرق مدة علاجه؟ أم انه فقط مضيعة للوقت وأنتم المستفيدون مادياً من تكرار مراجعتكم؟
أسئلة كثيرة تحتاج إلى تفسير مقنع للسائل. بداية يجب أن نعرف أن ليس كل بياض في الجلد هو بهاق يستجيب أو لا يستجيب للعلاج الموصوف فهنالك ما يعرف بالوحمة البيضاء هذا النوع ليس له علاج و ايضا البقع البيضاء التي تكون بعد حريق هذه أيضا لا تستجيب للعلاج لان الخلايا الملونة للجلد تكون قد ماتت و لا مجال لإحيائها باي نوع من العلاجات.
والبهاق مرض يصيب الخلايا الصباغية المفرزة لمادة الميلانين، والموجودة في قاع بشرة الجلد، وفي حويصلات الشعر، وفي الشفاه، والعيون، وبعض من الأجزاء العصبية المركزية، ويؤدي إلى تحطمها، مما ينتج عنه ظهور بقع بيضاء اللون خالية من الصبغة، ولا يؤثر البهق إلا على لون الجلد فقط، أما باقي وظائف الجلد فلا تتأثر مطلقاً.
سبب البهاق غير معروف بالتحديد، ولكن هناك عوامل وراثية وعصبية ومناعية يعتقد بأنها ذات أهمية في ظهور المرض، ففي ثلث الحالات يصيب هذا المرض عدة أفراد في العائلة الواحدة، كما أن بعض المرضى يربطون حدوث البهاق بحدوث حرق للجلد أو صدمة عصبية نتيجة شدة نفسية أو موت شخص عزيز.
يعتبر البهاق أحد الأمراض الجلدية المنتشرة في العالم، فهو يصيب 1-2 % من الناس، ونصف هؤلاء تقريبا يظهر عليهم المرض قبل سن العشرين، ورغم أن المصاب يكون عادة معافى وبصحة جيدة، إلا أنه يعمل ما بوسعه لإيجاد علاج لإصابته، لأن كثيراً من المصابين بالبهاق يعانون من نظرة المجتمع لهذا المرض، تلك النظرة التي عادة ما تؤدي إلى عزل المرضى عن محيطهم الاجتماعي، وقد يصابون بحالات نفسية كالقلق والاكتئاب وفقدان الثقة، ويعود ذلك لجهل معظم الناس بطبيعة المرض وحقيقته .
بينما مرض البهاق يجب ان يعرف المصاب به بأنه مرض مزمن أي يحتا ج لمدة طويلة من العلاج لا يمكن تحديدها بزمن و الاستجابة متفاوتة من علاج إلى آخر و من منطقة إلى أخرى، كل ما يعمله الطبيب هو وصف أدوية عملها مساعدة الخلية التي توقفت عن تزويد الجلد بالصبغة المطلوبة على عملها حيث الاجابة يستدل بها بظهور بقع بنية اللون بوسط البقعة البيضاء أو على أطرافها هذا يحتاج مدة طويلة حتى تتغطى المنطقة كلها باللون المطلوب.
هنالك مناطق سريعة الاستجابة للعلاج مثل منطقة الوجه بينما نراها مقاومة كثيرا في الأطراف مثل باطن اليدين أو اسفل القدمين ومن الخطأ أن يقال لمصاب أن هذا المرض لا يشفى تماما و احباطه نفسيا زيادة على ما هو فيه و فقدانه الأمل من امكانية شفائه.
وما الطبيب هنا إلا وسيلة للشفاء و ما الشفاء إلا من عند الله سبحانه وتعالى.. إن للحالة النفسية دورا كبيرا في ظهور أعراض هذا المرض فكيف إذا أخبر من قبل طبيبه او اقاربه بأن هذا المرض ليس له دواء شاف!
و لا داعي لضرب الأمثال بأن فلانا يعاني من هذا المرض منذ سنوات رغم مراجعته لاكثر من طبيب و لم يستفد، هل هذا المراجع أخذ العلاج المناسب و استخدمه بالمدة المطلوبة؟ بل المطلوب هو بث الامل في روح هؤلاء بضرورة تقبل الحالة و في امكانية شفائهم و لا بد هنا ذكر اسم العالم المصري الدكتور محمد الظواهري أحد كبار علماء الجلد بالعالم.. وهو من اكتشف حبوب الميلادنين المعروفة منذ أكثر من نصف قرن و ما زال علاجه فعالا بنتائج متفاوتة من شخص إلى آخر.. أي أن هناك حالات استجابت و أخرى لم تستجب.. وما في يد الطبيب عمل أكثر من اعطاء العلاج المحفز للخلايا حاليا موجود في الأسواق أدوية موضعية أعطت نتائج جيدة جدا و خاصة على الوجه.
وأخيراً جرب استخدام أشعة الليزر في علاج البهاق.. وكانت النتائج متفاوتة من مريض الى اخر حاله حال غيره من الأدوية الموصوفة لهذا المرض .