محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

أشباح جاستا..

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
سامح المحاريق أتى تمرير قانون جاستا ليضع العلاقات الأميركية - السعودية على محك غير مسبوق، فالحليفان التاريخيان يواجهان اليوم احتمالات تصعيد يمكن أن تؤثر على المنطقة ككل، وألا تنحصر في العربية السعودية، والقانون الذي حظي بتأييد واسع في مجلسي النواب والشيوخ لم ينضج خلال فترة أسابيع قليلة، ولكنه استغرق وقتاً طويلاً من المناقشات والمداولات وجلسات الاستماع والتحالفات وغير ذلك من التحركات السياسية، ويأتي إقرار القانون ليمثل ضربة موجعة تستلزم إعادة تقييم التحالفات العربية في الداخل الأمريكي والتي أتت عادة بصورة كلاسيكية ودون أن تشتمل على أي قيمة مضافة في عملية الاستحواذ على صناع القرار في الولايات المتحدة.

الضرر الذي سيلحق بالسعودية سيتمدد بالضرورة لجميع دول الجوار العربية، فالاقتصاد السعودي يستوعب مئات الآلاف من المهنيين والأيدي العاملة من الدول العربية، وتراجع الاقتصاد السعودي على وقع التهديدات الجدية التي تتعرض لها الأصول السعودية في الولايات المتحدة، وربما في مواقع أخرى من العالم، أمر سيهدد مستقبل هذه العمالة ويعيدها إلى دولها الأصلية بما سيرفع نسب البطالة المرتفعة أصلاً، ويهدد منسوب التحويلات المالية التي تضخ في الاقتصادات المجاورة، وبجانب ذلك يمثل الاقتصاد السعودي سوقاً مهمة لبعض الصادرات العربية، كما أن السعودية حققت تقدماً ملحوظاً في بعض المجالات الصناعية، وخاصة المواد الغذائية التي توفرها بسعر وجودة معقولتين في الأسواق المجاورة، ومزيد من المتاعب في الاقتصاد السعودي ستجد صداها، المقلق والمؤرق، لدى جميع الدول المجاورة.

خاضت السعودية المعركة في فصولها السابقة وهو تعول على البيت الأبيض، وتجاهلت الكثير من الإشارات التي أكدت أنه لم يعد يمكن الوثوق في الرئيس الأمريكي والذي ظهر أنه لا يمتلك القدرة أو حتى الرغبة من أجل اجهاض مشروع القانون الذي تحول إلى أمر واقع مؤخراً، وذريعة حماية المصالح الأمريكية التي تقدم بها الرئيس أتت في غير صالح السعودية، وبالطريقة التي يمكن أن تمثل تحشيداً إعلامياً موجهاً ضد الرياض.

الطريق أمام السعودية والذين سيتقدمون لمقاضاتها مراثوني، ومن المستبعد أن يترتب عنه إدانة واضحة للسعودية لأن الإدانة ستكون في النهاية أيضاً للولايات المتحدة التي قدمت أسامة بن لادن في الثمانينيات بوصفه بطلاً في مواجهة الاتحاد السوفييتي، ومن المستبعد أيضاً أن تترتب التعويضات الخالية التي يتحدث عنها الإعلام الأمريكي والتي وصل الشطط بالبعض للحديث عن التريليونات.

المشكلة لا تكمن في التكاليف المباشرة ولكن في التكاليف غير المباشرة التي ستتمثل في التضييق على السعودية من الناحية الاقتصادية لسنوات عدة، وهو الأمر الذي سيؤدي إلى اضطراب اقتصادي كبير يجب مواجهته بمجموعة من الحلول التي ربما كان من المناسب أن تشتمل على إعادة النظر في مشروع اقتصادي عربي أو ذي صبغة إسلامية، وهو ما يحتاج لأداء دبلوماسي مختلف وفكر سياسي جديد يمثل ضرورة في ظل ما يمثله التمسك بالموقع الحالي من مخاطر كبرى على المنطقة.

قانون جاستا يدشن لمرحلة جديدة في العلاقات الدولية، ويمثل نقطة تحول في تاريخ المنطقة، فالأمريكيون يريدون تحالفاً ايرانياً يجعلهم يعيدون التمركز على مقربة من القوى الصاعدة في الصين والهند، والإيرانيون استطاعوا أن يتحركوا بكثير من الدهاء لاستعادة الحظوة الأمريكية خاصة بعد أن أثبتوا قدرتهم على اللعب فوق الطاولة، وتحتها أيضاً كما يحدث في العراق وسوريا.
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF