أخر الاسبوع

فقدان ونسيان الطلاب لمستلزماتهم المدرسية .. ما الحل؟

تمسك «أم جميل» مقلمة ابنها المدرسية.. وتسأله السؤال الذي اعتادت على طرحه يومياً وهي تفتحها: «هيا اخبرني ماذا أضعت اليوم من مستلزماتك المدرسية؟» وهو بدوره يخبرها ما الذي أضاعه مسترسلاً الحديث بوضع الملامة على أحد من زملائه كالمعتاد.

فهذا السؤال تطرحه العديد من الأسر على أبنائها وبالتحديد على من هم على مقاعد دراسة المرحلة الابتدائية، فكثير من الطلاب يطلبون من والديهم مستلزمات مدرسية جديدة، عوضاً عن تلك التي يفقدونها في المدرسة إما بنسيانها أو من خلال أخذها منه من قبل زملائه في المدرسة.

فهذا الحال أرهق أرباب الأسر وأزعجهم، فلم يعد يعجبهم ذلك لاستهتار ابنائهم من جهة، ومن جهة أخرى فإنه يعد مصروفاً اضافياً عليهم، فهم يشترون أعدادا كبيرة من المستلزمات المدرسية ولا يجدونها عند الحاجة.

فتقول ربة المنزل ووالدة 3 أبناء «أم يحيى» ل «آخر الأسبوع»: «ان ابني يفقد حاجياته المدرسية بكثرة مما يضطرني لأن اشتري له أعداداً من المستلزمات وأقوم بمده بأخرى عند حاجتها أو بالأحرى عند فقدانها، وأنا بدوري دائماً أقوم بتنبيهه ولكن دون جدوى».

وتابعت قولها متنهدة: «للأسف لا ينتهي الحال عند فقدان المستلزمات المدرسية فقط انما يتعدى ذلك لفقدان حاجياته المختلفة من سترات وقبعات وهكذا.. وهذا جميعه مكلفاً مادياً ومتعباً كونني أقصد السوق أكثر من مرة لتغطية ما يفقده».

وشاركتها الرأي الموظفة ووالدة 4 أبناء «أم الوليد» قائلة: «ابنائي ايضاً يفقدون مقتنياتهم في المدرسة أحياناً يضيعونها وأحياناً أخرى تسرق منهم، ونحن أسبوعياً نقوم بتأمين عدد من المستلزمات المدرسية وهذا يعد مصروفاً اضافياً، عدا عن فقدانهم أيضاً لمصروفهم الشخصي».... وأنهت حديثها بقولها: «ان هذه المشكلة مؤرقة ومتعبة حقاً ولا بد لأن نجد حل لها».

استشاري اجتماعي «د. فيصل غرايبة» يقول: «ليس كل الطلبة وخاصة الصغار يقدرون أهمية المحافظة على هذه الأشياء، ليس المحافظة عليها سليمة أو مكسورة انما المحافظة عليها من الفقدان والنسيان والسرقة، وكثير ما يحصل ان ابناءنا قد نسوا بعض هذه المستلزمات في قاعة الصف، وفي الحقيقة ما يتطلبه يفعله الوالدين وتبقى المشكلة».

وأضاف «غرايبة»: «من الممكن أنهم قد يواجهون حالات من سرقة هذه الأشياء من بينهم سهواً وربما في كثير من الأحيان لمهاجمة بعض زملائهم الأكبر سناً اما لاتلافها تعبيرا عن نزعة عدوانية لأن يفعلون هذه التصرفات المؤذية للآخرين والمزعجة في آن معاً».

وفيما يتعلق في كيفية التعامل مع الابناء في هذه الحالة: «ربما يعمد بعض الآباء والأمهات الى تحذير أبنائهم من فقدان هذه الأشياء وعدم اهتمام هؤلاء الأبناء بها وعدم الحرص عليها سليمة وموجودة في حقائبهم لذلك يلجأ الوالدان الى التنبيه بقولهما «اذا فقدت عنصراً أو جزءاً من هذه المستلزمات فإنك سوف تتحمل هذه الأدوات الجديدة التي فقدت أو أتلفت وعليك أن تكون حذراً ومنضبطاً بالتعامل مع هذه الأدوات وتخبئتها من السارقين» وهذا يمكن أن يحصل أن نقول له «يقتضي عليك أن تشتريها من حصالتك المالية أو من عيديتك من العيد السابق» وهذا يشكل تحذيراً قاسياً وقوياً ويجعله أكثر يقظاً وحرصاً وانتباه».

وأشار «غرايبة» الى ضرورة القاء معلمات المرحلة الدراسية الدنيا كالروضة والأساسي مسؤولية التنبيه أولاً ثم التحذير ثانياً للطلاب جميعاً لأن يحافظوا على ممتلكاتهم سليمة وكاملة وغير معطلة ويعودن طلابهن على المحافظة على هذه الأدوات وعلى كيفية استخدامها بالشكل الصحيح لأن لا تنكسر أو تتشوه أو تفقد فاعليتها وعلى النحو الصحيح.