هذا الخبر منشور في الصحف اليومية , وهو يقول :- (إسرائيل تقصف موقعا عسكريا للنظام في القنيطرة جنوب سوريا , مخلفا قتلى وجرحى في صفوف النظام السوري ) ..والخبر منشور كما جاء من وكالة الأناضول التركية .
أنا حزين ..إلى الحد الذي يجعلني أسأل , محرر قسم العربي والدولي سؤالا بحجم تعبي وهو:- هل ترضى , بأن نستبدل جيش الإحتلال بإسرائيل , بالمقابل سوريا لم يعد لها جيش ..وصار ملكا للنظام , وكأن الذين سقطوا في القصف , ليسوا أبناء سوريا وليسوا أولادها بل أبناء للنظام ؟
في أبجديات النشر تعلمنا من هذه المهنة ,أن لا نستعمل كلمة (إسرائيل) وأن نقول بدلا عنها الكيان الغاصب , وتعلمنا بأن نصف جيشها بأنه للقتل والإحتلال ..وكنا دوما نتغنى بالجيش السوري ونصفه بأنه امتداد لثورة هنانو ..وبأن سلطان باشا الاطرش ترك إرثه النضالي والثوري فيه ...ولكن للأسف حين تقرأ الخبر تكتشف بأن جيش إسرائيل أصبح شرعيا , والجيش السوري صار ملكا للنظام ولم يعد يمثل سوريا ...وبالتالي فقتل إسرائيل لأبناء سوريا المنخرطين في جيشها صار عملا مبررا ..
في الإعلام التركي , المسميات (حميمة) وتؤكد عمق العلاقة وقوتها مع إسرائيل, وخبر وكالة الأناضول كأنه يبارك ما فعلته جيش الإحتلال , ونحن للأسف حين يتعلق الأمر باستشهاد جندي سوري , نلتزم بالمهنية والمصداقية وننقل الخبر كما هو دون تعديل ...
سوريا ..فيها أهلها , وفيها بشر ما زالوا يقاتلون دفاعا عن سوريا ويؤمنون بأن ما يحدث هو محاولة لتمزيق وطنهم , وعلينا أن نحترم إرادتهم ...وفي دمشق يوجد الملايين من السوريين ..قرروا البقاء , وعدم زج اسمهم في قوائم اللاجئين ..وهم خلف جيش بلادهم ..وعلينا أن نحترم إرادتهم , وفي سوريا ذاتها هناك عشرات الألوف من الشبان التحقوا طوعا بالجيش الرديف للجيش السوري , وهؤلاء لم يجبروا ولم يلتحقوا بالإكراه ...وعلينا أيضا أن نحترم إرادتهم ...وفي اللاذقية وطرطوس وحلب وإدلب وحماة , رجال يؤمنون بأن قضيتهم ..هي التراب السوري وأن ثمة مؤامرة تحاك عليه ..وحملوا السلاح دفاعا عن التراب وعلينا أن نحترم إرادتهم أيضا ...
لكن حين يصبح الجيش السوري جيشا للنظام , وميليشات إسرائيل جيشا شرعيا وله الحق بقتل السوريين سواء المنخرطون في الجيش أو المواطنون ...فهنا الكارثة وهنا الطامة الكبرى , وهنا يتم بقصد أو عن دون قصد شرعنة وجود إسرائيل وشرعنة جرائمها ...وهذا ما فعلته وكالة الأناضول التركية , وهذا ما تورط به إعلامنا حين نقل الخبر كما هو , دون أخذ اعتبارات الشعور القومي والعروبة ..
ما يفعله الإعلام التركي , وملحقات هذا الإعلام ..من ( الإخونج) وغيرهم في الإعلام الموجه ..يجعلنا نزداد إيمانا , بأن الجيش في سوريا والنظام في سوريا هم الأكثر وفاء للتراب السوري ......
ومن قبيل النكاية (والدقارة) أود أن اختم كلامي بجملة يرددها الناس في سوريا وهي جملة تزعج البعض وتقول :- (الله محي الجيش) ...
إسرائيل والنظام ..
12:00 19-9-2016
آخر تعديل :
الاثنين