ثلجي

في الشعارات الإنتخابية المركونة على الأعمدة في عمان, يفصل الأردن بحسب الشعار , بعضهم مثلا يطالب بأن يكون وطن المساواة , وبعضهم يركز على المواطنة , وبعضهم يريده خاليا من الفساد, والبعض الاخر يركز على العدالة .... يريده وطن العدالة .. والبعض يربطه بحرية الرأي ..

حسنا ..الأردن ليس شعارا ...لو كانوا يعرفونه بالقلب كما أعرفه لأدركوا أن أدنى مكرمة فيه, أنك ترى الشمس واضحة , بالمقابل يحجبها الظلم والدم والنار في أوطان أخرى ...

والأردن في وجه مجحم , أحلى من الفوتوشوب ..ومجحم هو جندي ثان يقف على نقطة في الحدود الشمالية , وصنفه مشاة ..ولديه أمر بمراقبة الساتر تماما, وقواعد الإشتباك واضحة لديه وهي :- عليك أن تمرر الملحوظة للقائد كما هي, وحين يعطيك الأمر سدد في الجو صليتين وإذا لم يستجب الهدف ويعود , فسدد كما تقيس المشهد والحالة ..واقتل إن أحسست بالخطر ذاك أن حياتك يا مجحم لدينا أهم ....إن حرارة الشمس أعطت لسمرة هذا البدوي المثقل بالحنين , حلاوة اشهى من (فوتوشوب) المرشحين ...اي فوتوشوب هذا.. والله يا محجم لوطلب من العشق أن يكون كحلا ما ارتضى غير عينيك الحانيتين مستقرا له ..

والأردن هو (ثلجي) , فتى في السنة الثالثة من جامعة مؤتة (الجناح العسكري) , وهو مرشح ولديه دورة مظليين , وعلى باب الطائرة كان الإرتفاع (2500) متر .. وعليه أن يمشي لبابها بخطى مسرعة, وثمة احتمالات بأن ينعقد حبل المظلة, وثمة احتمالات تؤكد أن القافز في حالة التردد , قد يفشل في الوصول للأرض سالما , لكن ثلجي يقدم ولو كان الموت على بعد إصبعين سيمضي , لا جبن في قاموس المرشحين الشباب ولا تردد ..وهاهو يقفز , وهدير محرك (السي 130) يلفح وجهه ..والأرض الحنونة ستستقبل قدميه ..هونا , وتحمله هونا ..فهو ولد من ترابها ..أتدري يا ثلجي ما تخطه قدمك في الأرض لحظة أن تعانق التراب ..ما تخطه من أثر هو أنبل وأصدق واشرف شعار .

والأردن هو سائق الناقلة (سلامة) ..ويحمل دبابة , إلى الواجهة الشمالية ..ويسير في الليل , وحنين إلى النوق يشف قلبه , فهو بدوي تربى على حليبها ..ويمضي , وسيوصل الحمولة إلى مكانها , ذاك أن الأرض هناك تحتاج لمدفع من عيار (120) ملم , وعمان في ذاك الوقت نام أهلها جميعا ولكن سلامة , دربه محفوف بالخطر , والحمولة أطنان من الحديد ..وعليه أن يوازن بين الشوق والعقل بين الكتيبة والعشيرة , بين الوجد والوجد ..

عن أي شعارات يتحدثون , فذاك وطن الشعار فيه :- هو عيون سلامة, وقلب مجحم ...وذاك الحب الذي تعتق في روح ثلجي ...ثلجي هو الشعار والمرحلة وهو الوطن والوميض, وهو القرار وما بعد القرار.