فيلم «أسطورة طرزان» (The Legend of Tarzan) (2016) من أفلام الحركة والمغامرات والدراما والغرامية، وهو من إخراج المخرج البريطاني ديفيد ييتس، وهو منتج منفذ للفيلم. واشترك في كتابة قصة وسيناريو الفيلم الكاتبان السينمائيان آدم كوزاد وكريج بروار استنادا إلى شخصية طرزان التي ابتكرها الكاتب الأميركي إدجار رايس بوروز في رواية «طرزان والقردة» في العام 1912. وقام هذا الكاتب بتأليف 23 رواية تتعلق بطرزان بين العامين 1912 و1947.
وتدور أحداث قصة فيلم «أسطورة طرزان» بعد تسع سنوات على انتقال طرزان (الممثل السويدي أليكساندر سجارسجارد إلى لندن من أدغال إفريقيا، حيث كان يعيش حياة بدائية مع القردة، وذلك بعد التعرف على أصوله البريطانية الأرستقراطية واستعادة اسمه الأصلي جون كليتون ولقبه أمير جريستروك، وحيث يكون قد تأقلم مع الحياة البريطانية مع زوجته الأميركية الأستقراطية جين بورتر (الممثلة الأسترالية مارجو روبي) التي ترعرعت في إفريقيا مع والديها. ويطلب رئيس الوزراء البريطاني (المثل جيم برودبينت) منه الاستجابة لدعوة تلقاها من ملك بلجيكا ليوبولد الثاني، بالتوجه إلى الكونغو البلجيكية على رأس وفد لتقديم تقرير عما يدّعيه ملك بلجيكا بتطور الكونغو من قبل بلجيكا. ومع أن كليتون/ طرزان يرفض الاستجابة لهذا الطلب بادىء الأمر، إلا أن المبعوث الأميركي المتحدّر من أصول إفريقية جورج واشنطن وليامز (الممثل صاموئيل جاكسون) يقنعه بالذهاب إلى الكونغو لكشف الحقائق المتعلقة باستعباد سكانها من قبل بلجيكا. ويكون ملك بلجيكا قد أوفد الكابتن الفاسد ليون روم (الممثل النمساوي الألماني كريستوف والتز) إلى الكونغو البلجيكية للاستيلاء على كمية ضخمة من الألماس والمعادن الثمينة بعد أن هددت الحكومة البلجيكية للإفلاس.
ويتعين على جون كليتون/ طرزان أن يتخلى عن حياته الأرستقراطية التي اعتاد عليها في لندن وأن يتكيف مع حياته الطبيعية كطرزان من أجل مواجهة وهزيمة خصمه الشرير الكابتن البلجيكي ليون روم. ومع أن كليتون/ طرزان يرفض بادىء الأمر أن ترافقه زوجته في رحلته إلى الكونجو البلجيكية بسبب خطورة الأوضاع فيها، إلا أنه يستجيب لطلبها وترافقه زوجته والمبعوث الأميركي وليامز في رحلته.
وخلال سلسلة من المعارك والمواجهات العنيفة المثيرة يقوم الشرير ليون روم وأتباعه المرتزقة بخطف كليتون/ طرزان وزوجته جين خلال كمين ينصب لهما. وبعد إنقاذ الزوج على يد وليامز وأتباعه يحتفظ ليون روم بالزوجة جين إلى أن ينجح زوجها في نهاية المطاف بإنقاذها خلال معركة عنيفة يتم خلالها إلقاء ليون روم في المياه حيث تلتهمه التماسيح. ويتعاون كليتون/ طرزان مع وليامز في كشف الحقائق المتعلقة بالاستغلال البلجيكي لسكان الكونغو. ويستقر كليتون/ طرزان وزوجته جين في إفريقيا، وبعد عام يرزقان بطفلهما الأول، وبذلك يكون كليتون/ طرزان قد عاد إلى وطنه الأصلي ليعيش كطرزان بين القردة. ويختتم فيلم «أسطورة طرزان» بمشهد يظهر فيه طرزان وهو يتأرجح بين أغصان الشجر مع القردة.
يشار إلى أن شخصيتي الكابتن البلجيكي ليون روم والمبعوث الأميركي المتحدر من أصول إفريقية جورج واشنطن وليامز مبنيتان في الفيلم على شخصيتين حقيقيتين. وعرف الأول بشدة بطشه وإعدامه للمواطنين الأفارقة، فيما عرف الثاني بمشاعره الإنسانية النبيلة ومعارضته للاستعمار.
ومن الرسائل التي يطرحها فيلم «أسطورة طرزان» التأكيد على مشاعر الوطنية والحب والتفاني وقوة العزيمة والتصميم والكفاح في سبيل الحياة والحرية والكرامة. ويقدّم الفيلم صورة واقعية وغير مألوفة في الأفلام السينمائية للدمار الذي سببته الدول الغربية الاستعمارية في القارة الإفريقية في القرن التاسع عشر.
ويجمع فيلم «أسطورة طرزان» بين العديد من المقومات الفنية كقوة الإخراج والسيناريو وتطوير الشخصيات وأداء الممثلين، وفي مقدمتهم أليكساندر سكارسجارد ومارجو روبي وصاموئيل جاكسون وكريستوفر والتز. كما يتميز الفيلم بسرعة الإيقاع وبراعة المونتاج والتصوير والموسيقى التصويرية.
واحتل فيلم «أسطورة طرزان» في أسبوعه الافتتاحي المركز الثاني في قائمة الأفلام التي حققت أعلى الإيرادات في دور السينما الأميركية. وبلغت إيراداته العالمية الإجمالية 335 مليون دولار خلال الشهر الأول لعرضه، فيما بلغت تكاليف إنتاجه 180 مليون دولار. وافتتح هذا الفيلم في 3561 من دور السينما الأميركية، وعرض الفيلم في 41 دولة حول العالم. يشار إلى أن شخصية طرزان وردت في 201 فيلما بين العامين 1918 و2016. وفيلم «أسطورة طرزان» هو الفيلم السادس والأربعون المبني على رواية «طرزان والقردة» منذ العام 1918 للمؤلف إدجار رايس بوروز. وليست أفلام طرزان سوى جزء من صناعة أو إمبراطورية ضخمة تضم عشرات الروايات ومئات القصص المسلسلة والكتب والمسلسلات التلفزيونية وأفلام الرسوم المتحركة وأشرطة الفيديو والمعارض والرسوم التشكيلية والألعاب والمنتجات ومتحفا وبلدة تحمل اسم «طرزانا» تقع في ضواحي مدينة لوس أنجيليس بولاية كاليفورنيا قام بتأسيسها مبتكر شخصية طرزان إدجار رايس بوروز ودفن فيها عند وفاته في العام 1950.
واحتل الكاتب إدجار رايس بوروز المركز الأول بين أشهر كتّاب العالم عند وفاته في العام 1950. وتغلب في مبيعات رواياته المتعلقة بطرزان على مبيعات ثلاثة من أشهر كتّاب القرن العشرين مجتمعين، وهم الأميركيان إرنيست همنجواي ووليام فولكنر والإيرلندي جيمس جويس. وترجمت كتبه إلى 57 لغة.