أخر الاسبوع

فن الحرق على الخشب

في غرفة كبيرة من بيتها ، تتخذ هلين مرجي مكانا خاصا بها لرسم لوحاتها بفن جديد مبتكر وممتد لفن الرسم الأصيل ، وبريشة النار( الكاوي ) ترسم على الخشب ذو اللون الفاتح لوحات فنية يتدرج فيها الحرق من الخفيف الى الثقيل ويتمازج مع بعضه البعض ليخلق لنا فنا في غاية الجمال والروعة . والكاوي من أهم الأدوات التي يجب أن تتوفر في الحرق على الخشب « الكاوي «( وهو الذي يلحم فيه الحديد ) .

هيلين مرجي فنانة تتقن فن الحرق على الخشب تبين أنه عمل صعب اذ يجب تحري الدقة لعدم القدرة على التراجع عن الخطأ بسهولة كباقي أنواع الرسم ،إذ يجب تخفيف الضغط على الة الحرق تارة والضغط بقوة تارة أخرى لخلق تفاوت بين الألوان يعبر عن الظل أو الضوء .

وترجع هلين بذاكرتها الى الوراء وتقول « كنت مدرسة في احدى المدارس الحكومية عملت لمدة واحد وثلاثين عاما « .

وتبين « منذ بداية حياتي و أنا أحب الفن وأعشقه ،ففيه أتذوق طعم الفرح والراحة ، بدأت العمل في منطقة نائية تدعى ( مخيم شنلر ) والأن أصبح أسمه مخيم حطين .

وتتابع « أتذكر أننا آنذاك كنا نقوم بعمل معرض الفن في غرفة صفية صغيرة من إنتاج الطلاب البيتية والتي لم يعد لها فائدة ، فكنا نعيد تدويرها لتصبح شكلا جميلا «.

وتوضح هيلين بأن « مدرستي في الجامعة كان لها الاثر الأكبر في عشقي للفن ما جعلني أريد أن أصبح نموذجا لها».

وتضيف « بدايتي مع الرسم بالحرق على الخشب كانت عندما طلب منا تدريس مادة للصف العاشر ضمن تطوير التربية للمنهاج ، فالتزمت بحضور الدورات المكثفة ثم بدأت بتطبيق ما تعلمت مع طالباتي ، فكن يقمن بقص الخشب عند النجار بأشكال متعددة كالفراشة أو الوردة ومن ثم يجلبن الرسمات ويبدأن برسمها على الخشب وبعد ذلك يحرقنها بالكاوي « .

وتضيف « بعد أن تقاعدت أحسست بفراغ كبير فأشارت علي ابنتي بعمل مشغل بالبيت لأبدع فيه واستثمره ، فقام زوجي بتجهيز غرفة كبيرة تتجاوز التسعين مترا .

وتوضح « بأنها قامت بالإعلان عبر وسائل التواصل الإجتماعي عن قدرتها على الرسم بالحرق على الخشب والتي لاقت رواجا كبيرا بين مستخدمي الفيس بوك ،وتقول « كانت بداياتي في بيع اللوحات في العاصمة عمان ومن ثم اربد الى أن أصبحت أبيعها خارج الأردن «

وتشير الى أنه « اصبح يطلب مني الان رسم لوحات بالحرق على الخشب خارج الوطن العربي ووصلت بعض لوحاتي الى الولايات المتحدة الأمريكية « .

وتذكر مرجي بأنها « كانت تطلب باللوحة الكبيرة مئة وعشرين دينارا وذات الحجم الاقل سبعين دينارا والاصغر خمسين دينارا « .

وتقول « بدأت مؤخرا أفكر برسم الآيات القرانية بالحرق على الخشب وبيعها بموديلات وأحجام مختلفة وأتمنى أن يكبر عملي أكثر فأكثر « .

وتبين مرجي بـأنها قامت بعمل ثلاثة معارض اختلفت أماكنها بين العاصمة عمان وإربد وتطالب بأن يكون هناك دعم فكري ومعنوي وليس ماديا .

وتطمح بان تشارك في معارض عربية خارج الأردن لرفع اسم الأردن عاليا وعرض رسوماتها خارج الأردن ، كما وانها تعمل على إنشاء جمعية خيرية وفنية تدعو لعمل الخير وتعلم الفن على أصوله