عمان ـ بترا ـ صالح الدعجة - اعادت امانة عمان الكبرى الى حاضرتها التراثية بيت رئيس الوزراء الاسبق ابراهيم هاشم احد رجالات الرعيل الاول بعد سلسلة مفاوضات مع المالكين استمرت عدة اشهر
ويختزل المنزل العتيق الذي يعود تاريخ بنائه الى عشرينيات القرن الماضي ويتربع على احدى تلال جبل عمان احداث وذكريات سياسية واجتماعية لرئيس وزراء لخمس مرات 00 اولاها كانت في عهد المغفور له الملك المؤسس عبدالله والبقية كانت في عهد المغفور له الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراهما.
ويقول نائب امين عمان المهندس عبدالرحيم البقاعي ان الامانة استطاعت بالتوافق مع مالكي المبنى على شرائه ليكون احد المعالم التراثية الهامة في عمان العاصمة
واشار الى ان الامانة ستقوم باعادة ترميم المنزل واعادة عبق الماضي له ليكون مقرا لهيئة تجميل عمان التي تعتزم الامانة انشاءها لتتولى مسؤولية ايجاد افكار ومشاريع تسهم في جمالىة عمان
وبين ان قرار الاستملاك تم اتخاذه وسيتم رفع توصية الى مجلس الامانة في جلسته المقبلة لاخذ الموافقة على ذلك.
واشار البقاعي الى التعاون البناء الذي ابداه المالكون ورغبتهم في الحفاظ علىه وتراجعهم عن انشاء مبنى استثماري مكانه
ويتميز المنزل الذي حافظ حتى الان على شكله القديم بدقة بنائه التي تعكس الطابع المعماري المحلي لعمان القديمة المستمدة من فن العمارة العربية الاسلامية
ويطل المنزل على منطقة وسط البلد والقلعة التاريخية ويأخذ شكل المستطيل المبني من الحجر وتغلب على تصماميه الاقواس سواء في الابواب او في النوافد وهو مقام على ارض مساحتها 2019 مترا مربعا ويضم المبنى سبع غرف وساحة امامية واسعة.
ويعود تراث عمان الحضري المتميز وفقا للكتب التاريخية الى القرن التاسع عشر والنصف الاول من القرن العشرين ويتمثل بهضاب عمان السكنية وشوارعها وازقتها ومنطقة وسط البلد واسواقها والمتاجر والمقاهي العامة والمباني الدينية.
ويقول محمد سلطان نور احد الشركاء في المبنى ان الشركاء تراجعوا عن قرار لانشاء مبنى استثماري مكان البيت ادراكا منهم للاهمية التاريخية والسياسية له
واشار الى انهم اشتروا البيت من ورثة الرئيس ابراهيم هاشم في عام 1963 وتم اغلاقه منذ ذلك الحين حتى الان ولم يتم تغيير ملامحه التراثية مثلما لم يتم اجراء اي تعديلات على جسم البناء فضلا عن المحافظة على ابوابه وشبابيكه القديمة
وبين ان الشركاء وعددهم 30 شريكا ابدوا استعداهم للمساهمة في المحافظة على البناء متنازلين عن 75 الف دينار من قيمته الحقيقية
واستملكت امانة عمان الكبرى سابقا بيت /الامير نايف بن علي / المطل على المدرج الروماني والساحة الهاشمية وجبل القلعة حيث تم استخدامه ليكون بيتا للشعر وهو احد المباني التي يرجع تاريخ بنائها الى العشرينات
وعملت الامانة على تخصيص احد بيوت عمان التراثية وهو /مدرسة الزهراء/ الذي بني عام 1926 ليكون بيتا للفن الاردني بمفرداته المتعددة
وتعمل امانة عمان الكبرى عبر قسم التراث الذي استحدثته الامانة مؤخرا بهدف الحفاظ على معالم مدينة عمان التراثية على اعادة احياء عمان القديمة والارتقاء بواقعها العمراني من منظور التنمية المستدامة ونشر التوعية بأهمية الموروث التراثي وبخاصة العمراني
وتنوي الامانة تنفيذ العديد من المشاريع التي تشكل شبكة ربط بين مشاريع وجهود ومبادرات فردية قام بها القطاع الخاص للحفاظ على المباني التراثية واعادة استعمالها لتكون مراكز تعلىم للفنون او مراكز ثقافية
وسيكون مشروع تطوير وتأهيل حي تراثي في جبل عمان نموذجا لمثل هذا النوع من المشاريع التي سيتم تعميمها على مناطق وشوارع اخرى ضمن عمان القديمة