محليات

شخصيات الثورة العربية الكبرى: الشيخ سليمان الروسان

يعد الشيخ سليمان باشا السودي الروسان أحد الرواد الأردنيين الأوائل الذين لازم مولدهم عصر النهضة (عصر اليقظة) الذي تنبه فيه الأردنيون لمجريات الأحداث حولهم ، وكان لهم نشاط فكري وقومي ملحوظ بعيداً عن الأقليمية وتجلى ذلك واضحاً من خلال المشاركة في الثورة العربية الكبرى.

ولد الشيخ سليمان في قرية سما التابعة لقضاء عجلون التابع إلى لواء حوران آنذاك عام 1880م وتلقى تعليمه في كتّاب القرية،وكان للشيخ سليمان نشاط سياسي وطني وقومي تمثل من خلال مشاركته في المؤتمر السوري الأول تموز – كانون الأول 1919م حيث تم انتخابه ممثلا ليشارك في تقدير مستقبل بلاده أمام اللجنة الأميركية (كنج- كراين) التي كانت بمثابة لجنة تحقيق دولية أرسلت لبلاد الشام للوقوف على اتجاهات الرأي العام حول وحدة واستقلال سوريا والموقف من نظام الانتداب ووعد بلفور.

وشارك الشيخ سليمان السودي في شجب اتفاق (لويد جورج- كليمانصو) حيث وافقت فرنسا على ضم الموصل للعراق مقابل حصة لها في نفط الموصل وأن توضع فلسطين تحت الإشراف البريطاني بدلاً من الإشراف الدولي مقابل الالتزام بتنفيذ وعد بلفور وسحب القوات من سوريا ولبنان لتحل محلها القوات الفرنسية ن وقد كان للشيخ سليمان السودي دور في شجب هذا الاتفاق ورفضه.

كما شارك في المؤتمر السوري الثاني (6-8) آذار عام 1920م وتمثلت قرارات المؤتمر بإعلان استقلال سوريا (بلاد الشام) والمناداة بالملك فيصل ملكاً دستورياً على البلاد.

شكلت القضية الفلسطينية محط اهتمام الشعب الأردني بجميع فئاته وكان للشيخ سليمان السودي دور واضح في ذلك، من خلال مشاركته في مؤتمر "قم" .

وكان للشيخ سليمان مشاركة فاعلة في المؤتمر العربي الإسلامي في القدس الذي ساهم في تحويل القضية الفلسطينية من عربية إلى إسلامية من خلال تمثيله في عدة لجان مثل لجنة الأماكن المقدسة والبراق ولجنة سكة حديد الحجاز وانتخب عضواً في اللجنة التنفيذية للمؤتمر، ومن أبرز قرارات هذا المؤتمر الدعوة إلى توحيد البلاد الإسلامية وتأسيس مصرف عربي في القدس، ومنع بيع الأراضي لليهود، وتأسيس جامعة عربية في القدس.

وحينما دعت لجنة الدفاع عن فلسطين في دمشق إلى عقد مؤتمر شعبي في بلودان في أعقاب صدور توصيات لجنة بيل بتقسيم فلسطين كان الشيخ سليمان السودي الروسان ممثلاً عن لواء عجلون.

وشارك الشيخ سليمان في العمل السياسي من خلال عضوية عدد من الأحزاب التي شهدتها الساحة الأردنية، مثل حزب الاستقلال عام 1921م وحزب الشعب الأردني وجمعية أنصار الحق وحزب اللجنة التنفيذية للمؤتمر الوطني والحزب الوطني الأردني وحزب النهضة العربية وحزب الجبهة الوطنية.

عاش الشيخ سليمان السودي الروسان حياة نضالية مليئة بالكفاح من أجل إحقاق الحق وحتى يبقى الأردن حراً أبياً صامداً شأنه شأن كوكبة من رجالات الأردن الأشاوس.