لندن - ا ف ب - بدأ المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية الاميركية ميت رومني امس زيارة الى لندن تهدف الى تعزيز موقعه على الساحة الدولية لكنها اتسمت بتصريحات مثيرة للجدل حول عدم الاستعداد لدورة الالعاب الاولمبية و»الارث الانغلو ساكسوني».
وحرص المرشح الجمهوري على تنظيم جولته في ست دول اساسية اولها بريطانيا التي تقيم مع واشنطن «علاقات مميزة» اعيدت الى الواجهة مرارا منذ الحرب العالمية الثانية، ثم بولندا فاسرائيل، البلدان اللذان يضمان جاليتين كبيرتين اساسيتين للحصول على اصوات في الاقتراع.
الا ان تصريحات مثيرة للجدل ادلى بها رومني لشبكة ان بي سي نيوز عند وصوله الى لندن، سببت فتورا.
فقد وصفت «بالمقلقة وغير المشجعة» الثغرات في الشركة الامنية «جي فور اس» التي اجبرت الجيش على تعبئة مزيد من الجنود من اجل الالعاب الاولمبية، واضراب ادارة موظفي الهجرة والجمارك البريطانية، الذي الغي اصلا.
وهما مسألتان ترغب السلطات البريطانية في تخطيهما بدلا من ان يذكرها بهما ضيف اميركي عشية افتتاح دورة الالعاب الاولمبية.
والاسوأ من ذلك، ما قامت به صحيفة صنداي تلغراف من تعميق للخلاف بنسبها الى مستشار لرومني تصريحات يمكن ان تعتبر عنصرية في بلد يتسم بتنوع اتني كبير.
فقد صرح احد مستشاري المرشح الجمهوري للصحيفة البريطانية «نتقاسم الارث الانغلو ساكسوني نفسه وهو (رومني) يعتقد ان العلاقة المميزة امر خاص».
وهذه التصريحات يمكن ان تفهم على انها تلميح مبطن لاصول اوباما اول رئيس اسود للولايات المتحدة والمولود لاب كيني، حسب الصحيفة نفسها.
واضطر الناطق باسم رومني الى نفي هذه التصريحات.
وكتبت صحيفة الغارديان اليسارية ان صورة رومني تهتز خصوصا انه يسعى تحديدا الى «تغيير الصورة التي يوحي بها حول قلة المامه في ملفات السياسة الخارجية».
وذكرت الصحيفة بان ميت رومني وصف روسيا بانها العدو الرئيسي للولايات المتحدة في تصريح اقرب الى اجواء الحرب الباردة منها الى تحديات القرن الحادي والعشرين وبانه يبدو «متكبرا» على ايران.
وفي مقابلة مع البي بي سي صباح امس، واجهت ستيسي هيليارد الناشطة في حملة رومني عندما كان مرشحا لمنصب حاكم ماساتشوسيتس في 2003، صعوبة في ذكر الفروق بين المرشح الجمهوري واوباما في السياسة الخارجية.
وقد اعترفت خصوصا بان «ارسال جنود اميركيين الى سوريا غير وارد».
واوضحت ان الاشارة الى «الارث الانغلو ساكسوني» لم تهدف سوى الى الحديث عن «تاريخ مشترك» بين الولايات المتحدة وبريطانيا.
وتشدد اوساط رئيس الوزراء البريطاني على العلاقات الممتازة بين ديفيد كاميرون والرئيس باراك اوباما.
وامتنع كاميرون في المقابل عن لقاء المرشح الجمهوري خلال زيارته الى واشنطن في آذار الماضي.
وتبنى الجمهوريون الاميركيون، الحلفاء «الطبيعيون» للمحافظين البريطانيين منذ عهد مارغريت تاتشر، خطابا يمينيا تحت ضغط حزب الشاي. وكتبت ديلي تلغراف ان سنوات ضوئية باتت تفصل بين الحزبين بشأن الضمان الاجتماعي والضرائب وحقوق مثليي الجنس.
وسيسعى رومني بالتأكيد لتسوية الخلافات خلال لقائه كاميرون - الذي يتوقع ان يكون قد جرى في وقت متأخر من الليلة الماضية.
وسيلتقي المرشح الجمهوري ايضا رئيس الوزراء العمالي الاسبق توني بلير مبعوث اللجنة الرباعية حول الشرق الاوسط، وزعيم المعارضة ايد ميليباند ووزير الخارجية وليام هيغ ونائب رئيس الوزراء نيك كليغ ووزير الاقتصاد جورج اوزبورن.