يصاحب شهر رمضان المبارك من كل عام إنطباع بأن الأسعار سترتفع , لأن التجار يستغلون زيادة الطلب فيرفعون الأسعار .
ما يعزز هذا الإنطباع هو المتابعات الإعلامية التي تلتقط اراء مواطنين بينما هم يجوبون الأسواق قبل قليل على الإفطار, وغالبا ما تكون الإجابات حانقة ومتذمرة تشكو إرتفاع الأسعار وتعبر عن عدم الرضا , حتى لو كان الواقع مغايرا تماما , فالمواطنين , بعضهم , يرغبون في تقديم صورة سلبية حول الأسعار , عل وعسى أن يساعد ذلك في تخفيضها بما يتناسب ورغباتهم بالسعر الذي يناسبهم .
لا نزعم هنا أن الأسعار لم ترتفع , فإرتفاعها هو سلوك طبيعي , ينجم عن زيادة الطلب , بل على العكس لو أن زيادة الطلب لم يرفع الأسعار فهذا يعني أن خللا ما قد وقع , فإما أن التاجر يخسر أو يستغني عن الربح ولا يتجاوب مع ألية السوق أو أن جهة ما تكفلت بتغطية الفرق لقاء تثبيت الأسعار .
بحكم العادة , باتت قائمة السلع التي تشهد إرتفاعا في أسعارها في رمضان من كل عام معروفة , فهي لا تتجاوز الخضار واللحوم الحمراء والبيضاء , بحكم أنها تلقى رواجا في مثل هذه المواسم .
لتجاوز إرتفاع مفرط في أسعارها , فكل ما كان ينبغي فعله هو توفيرها في السوق وتنويع مصادرها بتنافسية كفؤة , فإن لم تنفع مثل هذه الخطوة في تخفيض أسعارها , فإنها على الأقل ستحد من إرتفاعات كبيرة في أسعارها .
إرتفاع الأسعار فيه جانب صحيح , لكنه في ذات الوقت هو إنطباعي لأن الشعور راسخ بأن الدخول في شهر رمضان يعني الدخول في موسم إرتفاع الأسعار , وهي حالة تتكرر سنويا , بينما لم يتوقف أحد ليضع دراسة موضوعية وعلمية ليس حول أسبابها فحسب بل حو النسب الحقيقية للزيادة التي تطرأ فجأة على أسعار بعض السلع بما في ذلك إقتراح حلول لتجاوز الشكوى والشعور والإنطباع في آن معا .
بمجرد أن يداهم مندوب التلفزيون بالميكروفون بعض الناس في سؤال عن الأسعار , فإن الإجابة السريعة غالبا ما تكون «» أوف غالية كثير « تما كما تكون الإجابات عندما تجري دائرة الإحصاءات العامة مسحا لمعدلات الدخل فلا أحد يفصح عن دخله الحقيقي !.
[email protected]
