بغداد - ا ف ب - يترجل مئات العراقيين من حافلات عائدين من سوريا التي فروا منها بحثا عن الامن في بلدهم بعد ان اضطروا للمغادرة بعد تصاعد اعمال العنف والتهديد ضدهم في هذا البلد الذي يشهد حركة احتجاجية غير مسبوقة منذ عدة اشهر.
ويحتشد العشرات في شارع 14 رمضان في منطقة المنصور في بغداد حيث مقر عدد كبير من شركات السفر ينتظرون قدوم اقاربهم الذين يصلون في اسر كاملة تضم رجالا ونساء واطفالا.
وقال ابو وليد وهو رجل طاعن بالسن كان في وزارة النفط سابقا من بغداد عاد مع زوجته «كل ليلة تقريبا نسمع دوي قصف وانفجارات واطلاق نار».
واضاف ابو وليد الذي يضع نظارات طبية وامضى خمسة سنوات في سوريا ان «الظروف اجبرتنا على العودة هربا من الاحداث والعنف هناك».
وفي الوقت نفسه، كانت زوجة ابو وليد التي ترتدي عباءة سوداء تحمل حقائب كبيرة من الحافلة الى الرصيف، وهي تتمتم قائلة ان الوضع اصبح صعبا للغاية هناك.
بدوره، قال ابو علي في الاربعين من العمر من اهالي بغداد وصل للتو من دمشق بعد ست سنوات قضاها هناك، ان «الاوضاع هناك خطيرة وسمعت عن حالات قتل كثير من العراقيين». ووقف ابو علي كما هو حال عشرات اخرين، مع زوجته واثنين من اطفاله وسط مجموعة من الحقائب بانتظار احد اقربائه.
واحتشد عشرات من الاهالي عند مقرات شركات النقل ينتظرون وصول اقربائهم.
وقالت سارة جاسم (18 عاما) من اهالي البصرة جنوب العراق، ان «الاوضاع سيئة ومناطق كثيرة تتعرض لقصف بالطائرات والصواريخ». واكدت ان «ثلاثة عراقيين بينهم فتاة عمرها 17 عاما من اصدقائنا قتلوا في مناطق متفرقة بسوريا».
وكانت سارة قد هربت مع اسرتها المؤلفة من خمسة افراد اثر تهديدات وجهت الى والدها قبل اربعة اعوام.
وتوجه الاف العراقيين في 2006 و2007 الى سوريا هربا من العنف الطائفي الذي شهدته البلاد.
وقال خالد الجوادي (60 عاما) المدرس المتقاعد ومن اهالي منطقة الداودي في بغداد، وقد عاد مع زوجته واطفاله الاربعة ويبلغ اكبرهم من العمر 17 عاما ان «الوضع سيء جدا هناك (...) قتال ورمي وحرب يحدث في اي مكان. هربنا خوفا على انفسنا من الموت».
واكد الجوادي الذي امضى اكثر من عام في منطقة عرطوز في ريف دمشق «لن اعود ابدا الى سوريا من جديد».
وشكل رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي فريقا للاشراف على اعادة العراقيين العالقين في سوريا، بحسب ما افاد مصدر رسمي.
بدوره، قال ابو عمر (43 عاما) من اهالي الشعب في الجانب الشرقي من بغداد ان «ظروفا سيئة اجبرتني على العودة مع اسرتي المؤلفة من خمسة افراد، خصوصا بعد مقتل احد اقربائي عمره عشرين عاما على يد مجهولين هناك». واكدت ام عمر في الثلاثينات وترتدي حجابا ان «التوتر والمظاهرات واعمال العنف اعادت الخوف القديم الى قلوبنا لذلك طلبت من ابو عمر ان نعود وبسرعة الى بغداد».
واعلن تلفزيون العراقية الناطق باسم الحكومة امس عن وصول ثماني رحلات جوية لنقل عراقيين من دمشق الى بغداد.
وقالت ام سيف في الاربعينات التي عادت مع ابنتها بعد سبعة سنوات اقامت خلالها في منطقة السيدة زينب ان «حربا اهلية عبر معارك ومجازر في الشوارع تجري هناك». واضافت ام سيف التي تنتمي الى عائلة سنية ان «غالبية العراقيين قرروا العودة هربا من الموت وسوء الاوضاع في سوريا». واضافت «سمعنا عن قتل وخطف عراقيين في مناطق متفرقة فقررنا العودة». واشارت الى انها اضطرت الى دفع 140 دولارا (حوالى 170 الف دينار عراقي) للفرد عن عائلتهاالمكونة من ثلاثة اشخاص وعائلة صديقتها ام زينب المؤلفة من ثلاثة افراد.