كريمان الكيالي - ضمن الاستعداد للشهر الفضيل، كل يغني على ليلاه، محلات تسوق تعلن عن عروض مغرية للسلع التموينية، قنوات فضائية تواصل الترويج للبرامج والمسلسلات التي ستعرض في رمضان ، فنادق ومقاهي تعد لسهرات مميزة في الخيم الرمضانية ، ومواطنون يقبلون على الشراء بنهم و.... ليكون شهر الصيام أشبه ب «جمل المحامل «.
استعداد من نوع مختلف في استقبال رمضان يستحق التوقف ، بروفات على الصيام بدأها موظف مبيعات بشركة إلكترونيات منذ أسبوعين ، أراد أن يدرب نفسه على الجوع والعطش ، فقلل من احتسائه للماء والمشروبات التي اعتاد تناولها أثناء ساعات العمل ، واختصر عدد السجائر التي يدخنها كل يوم إلى أكثر من النصف ، حتى تمر الأيام الأولى من رمضان بأقل معاناة .
مشقة بسبب الحر الشديد
يقول «عامر» 45عاما ، عملنا مرهق وساعات الدوام طويلة حتى في رمضان ، والجميع يتوقع أن يكون الصوم هذا العام أكثر مشقة بسبب الحر الشديد، منذ أسبوعين وأنا أحاول أن أتغاضى عن حاجتي لاحتساء الماء بكثرة ، أردت التعود التدريجي على العطش، استهجن زملائي في العمل الفكرة ، ثم ما لبثوا أن شاركوني ما أقوم به ،وبدأنا سويا خلال فترة الدوام التي تصل إلى ثماني ساعات كل يوم بتنفيد خطتنا بالاستعداد لأيام الصوم ، ولم يعد الواحد منا يشرب أكثر من كوب شاي أو فنجان قهوة في اليوم ، شعرنا أننا أكثر نشاطا وإنتاجا وأقل عصبية، فما نحتسيه مشروبات منبهة اعتاد الموظفون احتساءها حتى أصبحت جزءا من تقاليد العمل..
يضيف «عامر» : نقلت الفكرة إلى الأسرة ، تحمست زوجتي وأبنائي، برغم أنهم في عطلة، واصبحوا وهم في البيت يقللون من الأكل وشرب الماء، حتى أن إبني الأكبر يقول ..بأن هذا يذكره بتجربته في الصيام ،حين كان طفلا صغيرا ، وكان صيامه يستمر فقط لمنتصف اليوم.
وبعد ان روج «عامر» لفكرته عبر صفحته على الفيسبوك ، توالت ردود كثيرة ومتناقضة على الأغلب ، بعضها يستهزىء ويتساءل : هل تريد منا أن نتدرب على الصيام من جديد؟ لقد كبرنا على صيام العصفورة الذي كان بداية تعويدنا على الصوم ؟ مهما حاولنا لابد من الشعور بالمشقة خاصة بسبب الحر الشديد، لكن آخرين أعجبتهم الفكرة ، تحمسوا لها باعتباروها استعدادا غير مألوف، لكنه ايجابي في استقبال رمضان، يختلف عما يفعله كثيرون يكون استعدادهم بالاستهلاك والانفاق غير المبرر ، وكأن رمضان شهر أكل وشرب فقط.
التعود على مشقة الصيام
.. يعلق زميله في العمل «مازن 43عاما» في البداية :»لم نأخذ التجربة على محمل الجد ، هل يعقل أن ندرب أنفسنا على الصيام من جديد، ونحن في هذه السن، وبعد أن صمنا رمضان في كافة الظروف المناخية والفصول ..في الصيف والشتاء ، في الربيع والخريف، لكن ما لبثنا أن اقتنعنا بوجهة نظر»عامر» ، فجميل أن نهيء أنفسنا لهذا الشهر بالتعود على مشقة الصيام ، خاصة مع عدد ساعات صيام طويلة وطقس حار جدا، المهم ان يكون الاستعداد لرمضان ايجابي بعيدا عن الصورة النمطية الاستهلاكية ، لماذا لا يفكر كل منا في طريقة اكثر فائدة، يستقبل فيها شهر الخير» .
إضافة الى بروفات الصيام ، فان زينة رمضان تدخل هي الأخرى، في حملة الاستعداد للشهر الفضيل ، فقد أصبحت رمزا جميلا ارتبط بالشهر، حيث بدأت الاهلة والفوانيس والنجوم بأشكال والوان جاذبة ،تزين الشرفات والنوافذ ومداخل البيوت ، في مشهد جميل يدخل البهجة والسرور إلى قلوب الكبار و الصغار بعد إنارتها.