سهير بشناق - ..في مسيرة الاسرة تحدث بعض القصص ، مؤلمة واحيانا مفصلية، لعل اصعبها، تعرض البيت الى فقدان او ضياع احد ساكنيه من الاطفال في مكان عام مثل المولات او المسابح او الاسواق العامة.
هناك من لا يدرك ان الاطفال ،لا يعرفون الخوف ويقبلون على المغامرة التي قد يدفعون حياتهم ثمنا لها ان كانت بلا رقابة ؟.
لم تجد «ام عمر» طفلتها البالغة من العمر 7 سنوات لمدة نصف ساعة؛ فقدتها في احدى المولات، حدث ان توقفت الطفلة امام احدى اماكن العاب الاطفال، عين الصغيرة ركزت على مشاهدة الالعاب، فاعتقدت الام ان طفلتها تسير خلفها .
..فجأة ؛ لم تجدها وبدات لهاث البحث عنها، في ظل الازدحامات الشديدة التي تشهدها المولات خلال هذه الفترة، وخاصة في اوقات المساء .
تنهار من خوفها الشديد
الام التي قضت ما يقارب النصف ساعة، تبحث عن طفلتها كادت ان تنهار من خوفها الشديد عليها ، جالت طوابق المول باحثة وساعدها في ذلك من كان يرافقها وتعاطف معها المواطنون، لتلجا في نهاية المطاف الى ادارة المول التي تمكنت من خلال رجال الامن بالمول من ايجاد الطفلة وتسليمها لوالدتها التي ما ان شاهدت طفلتها حتى بدات بتعنيفها بشدة متناسية ان رقابة الطفلة والحرص على عدم ضياعها هو من واجب الامهات والاباء الذين يصطحبون اطفالهم الى المولات وامكان الترفيه التي تحتاج الى تشديد الرقابة على الاطفال في ظل الازدحامات الشديدة .
هذه القضية ، لم تتوقف على المولات فحسب بل ان النوادي وخاصة المختصة بالسباحة، ذلك انها تحتاج ايضا الى رقابة شديدة ،فقد شهدت هذه الامكان خلال الفترة الماضية حوادث غرق اطفال ،مما يعكس مدى التراخي في رقابة الاطفال في الامكان العامة مما يؤثر على حياتهم سواء بالضياع او بالموت.
دون رقابة في الامكان العامة !
يؤكد اخصائيون اجتماعيون خطورة هذه القضية ،خاصة في فصل الصيف فالاطفال يحتاجون الى رعاية ورقابة مضاعفة خارج نطاق الاسرة وفي الامكان العامة وذلك بسبب عدم تشكل ادراكهم بشكل كامل وتميزهم بين ما يؤثر عليهم بطريقة سلبية وبين السلوكيات الايجابية .
واضافوا ان خطورة هذه القضية تتمثل في وجودهم دون رقابة في الامكان العامة وخاصة المولات والنوادي الصيفية وعلى وجه التحديد عند ممارسة رياضة السباحة فالامهات يعتقدن ان اطفالهن خاصة في عمر 6 و7 سنوات قادرون على الانتباه لانفسهم فينشغلون عنهم مما يؤدي الى تعرضهم للخطر الذي قد يودي بحياتهم .
وتقول ام فراس – ام لثلاثة اطفال – عن تجربتهم مع طفلها 7 سنوات انها اصطحبته الى احد النوادي للسباحة وجلست بجانب البركة المخصصة للصغار وطلبت من ابنها عدم مغادرة البركة لحين انتهائها من الحديث بمكالة هاتفية وما ان انهت مكالمتها فلم تجد طفلها فبحثت عنه لتجده يستعد للنزول في البركة المخصصة للكبار وهو لا يجيد السباحة وقد امسكت به باللحظات الاخيرة قبل ان ينزل في بركة الكبار .
واشارت الى انها بقيت فترة وهي خائفة وتتساءل ما ذا كان يمكن ان يحدث له لو قام بالسباحة بهذه البركة دون ان ينتبه احد له خاصة وان النادي كان مزدحما .
اهمية وعي الاسر
حادثة الضياع .. وحوادث اخرى، تحدث عادة في فصل الصيف وخلال العطلة المدرسية ، عادة يتوق الاطفال للخروج من المنازل والاستمتاع باوقاتهم سواء بالنوادي او بالمولات
وتؤكد اخصائية تربية طفل ميسون عودة الى اهمية وعي الاسر بهذه القضية خاصة في هذا الوقت وعدم ترك الاطفال بمفردهم تحت اي ظرف من الظروف مشيرة الى ان حوادث الضياع داخل المولات والاسواق كثيرة وسببها الرئيسي عدم انتباه الامهات او الاباء لاطفالهم وتحميلهم مسؤولية اي سلوك خاطئ بالرغم من عدم ادراكهم لذلك .
وطالبت عودة الاسر الى عدم ترك اطفالهم بالسيارات بمفردهم ولو لفترة زمنية قصيرة خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة وعدم ارسالهم لاي مكان ولو كان بجانب المنزل بمفردهم خوفا عليهم من الضياع او من حوادث السيارات
واعتبرت ان ارسال الابناء في عمر 8 او عشر سنوات لنوادي السباحة برفقة الاصدقاء، دون وجود الكبار معهم لمراقبتهم من اخطر السلوكيات التي يمكن ان تعرض حياتهم للخطر ،خاصة وان الاطفال في هذا العمر يرغبون بالاكتشاف ولا يعرفون معنى الخوف ونتائج المغامرة خاصة امام اصدقائهم مما يؤدي الى تعريضهم للخطر الحقيقي .
تعنيف الاطفال وضربهم لضياعهم
امام ما تشهده الامكان العامة والمولات ونوادي السباحة، من ازدحامات شديدة ،يجب تشديد الرقابة على الاطفال هي مسؤولية الاهل بالدرجة الاولى وتعريضهم لاي خطر او ضياعهم تتحمل الاسرة نتائجه.
تعنيف الاطفال وضربهم احيانا، لضياعهم في الامكان العامة لن يجدي نفعا فهم غير مدركين لهذه المخاطر، فتوقف طفل امام محل لمشاهدة الالعاب وعدم التحاقه باسرته هو سلوك يجب ان تعاقب الاسرة عليه .
فكيف تسير ام في احد المولات او في الاسواق، دون ان تمسك بيد طفلها؟.
في ظل هذه الازدحامات الشديدة لتتوقف بعد ذلك متسائلة اين ذهب طفلي ؟.
وماذا عن الام التي سمحت لطفلها بالسباحة بمفرده(..) او ان تتوقف عن مراقبته لتكتشف بانه قد غرق هي مسؤولية الكبار وحدهم..!.
هناك من لا يدرك ان الاطفال ،لا يعرفون الخوف ويقبلون على المغامرة التي قد يدفعون حياتهم ثمنا لها ان كانت بلا رقابة ؟.
