بعد أن تتكبد الأسرة النفقات الباهظة لاستقدام خادمة، وبعد الحفاوة والتكريم اللذين تُستقبل بهما هذه الوافدة والتي توهم مستخدميها انها سعيدة جداً بأن تكون عاملة لديهم، بعد هذا بأسبوعين فقط تفرّ الخادمة من بيت مخدومها دون سبب يذكر! ويجد الجميع في البحث عنها بما في ذلك جهود مراكز الشرطة دون أن يجد أحد لها أثراً.
المكتب الوسيط لا يتحمل المسؤولية ولا يتكبد أية خسارة، والجهات الأمنية تقول لا يحق لك استقدام أخرى إلى أن يتم العثور عليها وتتحمل وحدك مسؤولية اختفائها!!.
من ناحية ثانية تضطر الاسرة لاستخدام خادمة بالمياومة تدفع لها عشرين دينارا زائدا دينارين مواصلات اجرة عمل لمدة ست ساعات فقط!! تسألها ربة المنزل: اين تسكنين فتجيب الخادمة: مع هاربات اخريات يتقاسمن اجرة منزل ويعملن جميعهن بالمياومة مثلها. تسأل ربة المنزل: لماذا هربت من بيت مخدومك فتجيب: لأن في هذا مصلحتي ومستقبلي!! فبدلا من أن اتقاضى راتباً شهرياً مئة وخمسين دولاراً أنا أحصل على (40) ديناراً يومياً، اعمل لفترتين في منزلين! اقضي فترة الصباح في منزل وفترة المساء في منزل آخر؟.. ألا تفعلين مثلي لو كنت مكاني؟!
في غياب القانون او تسيّبه يحدث مثل هذا.. فكيف تعمل هذه الخادمة دون إذن عمل؟ بل كيف تحصل على إقامة بدون إذن مخدومها الذي استقدمها؟؟ ثم كيف تساهم ربات البيوت بالتستر عليهن باستخدام هؤلاء الخادمات دون أن يتصلن بالشرطة لإلقاء القبض عليهن وإعادتهن إما لمخدومهن.. وإما لبلدانهن، ولكن على ما يبدو كلنا نريد صرف النظر عن الأخطاء الشائعة ما دام هذا لا يأتي بالضرر المباشر علينا!! فأنا وأنت وهو وهي كلنا نريد فقط تسليك أمورنا البحتة بغض النظر عن الوسيلة التي قد تأتي بالضرر على الآخرين!!.
الخادمات الهاربات أصبحن "مافيا" يعملن في العلن يسكن في منازل مستقلة يدفعن اجرتها ولا تخضع للرقابة من أي طرف.. بل لا يحق لأي مستخدم متضرر مداهمة أي من هذه المنازل ليبحث عن خادمته ان كانت موجودة في هذا المنزل او ذاك؟! من الذي بيده إعادة الخادمة إلى مخدومها؟؟ بل من يعوّض خسائر أولئك المتضررين في استقدام الخادمات الهاربات؟؟
[email protected]