عمان- هديل الخريشا وأمل نصير- عاين كتاب ومثقفون في أعمال المؤتمر الوطني للثقافة بمشاركة: د. محمد شاهين، د. محمد العمد، ود. عمر الهمشري، جملة من العناوين التي تتصل بالعلاقة مع الآخر، وبناء استراتيجية وطنية، والثقافة والتكنولوجيا.
المنتدون في الجلسات التي عقدت في المركز الثقافي الملكي أشاروا إلى أن العلاقة مع الآخر تمثل فضاء للمعرفة، مقترحين في موضوع الاستراتيجية الوطنية تطوير البنى التحتية والتركيز على تعزيز الهوية الوطنية، وفي «الثقافة الرقمية».
المشاركون في المؤتمر الذي تواصل على مدار ثلاثة أيام، وتم فيه قراءة «إعلان عمان»، أكدوا على أهمية المعلومات كجزء لا يتجزأ من كينونة الثقافة، وإحدى وسائل استمراريتها وديمومتها وتطوّرها.
وكانت الجلسة الأولى في اليوم الثالث والأخير حملت عنوان: «الثقافة والآخر» ترأستها الكاتبة ليلى الأطرش، قدم فيها الباحث د. محمد شاهين ورقة بعنوان: «الثقافة والآخر»: مشيراً إلى أن رواد الثقافة الجدد استطاعوا لم شمل الثقافة وتأسيسها كمنظومة مناهضة لنظام العولمة.
وبيّن شاهين في الجلسة التي عقب عليها فخري صالح، وإلياس فركوح أن رواد الثقافة جمعوا ما بين العام والخاص وبين المحلي والعالمي (أو الكوني)، وتراث الماضي والحاضر، التي تفضي إلى منظومة تهيئ القدرة على التعبير عن قيم الحياة ومعانيها والكشف عن هويتنا، والتعرف على نمط حياتنا الشامل.
نحو استراتيجية وطنية للثقافة
قال د. هاني العمد في الجلسة الثانية التي ترأسها د. عادل الطويسي مساء أول من أمس من اليوم الثاني للمؤتمر، في ورقته «نحو استراتيجية وطنية للثقافة»، تقوم أهداف الاستراتيجية الثقافية على تعزيز الهوية الوطنية، وتطوير البنية التحتية لقطاع الثقافة والفنون في مجالاته كافة، وتطوير الهيكل المؤسسي لوزارة الثقافة وتحديثه ليتواءم مع الرؤية الملكية».
ورأى أن السياسة الثقافية تسعى إلى تحديد الأهداف، والحصول على الموارد الضرورية الملائمة لإيجاد الإطار الثقافي المناسب، مؤكداً أن أية سياسة ثقافية ينبغي أن تستجيب للمشكلات والاحتياجات الجديدة.
عرض د. العمد في الجلسة التي عقبت عليها د. امتنان الصمادي موازنة وزارة الثقافة من عام 2008 وحتى 2012 مبدياً ملاحظات رصد فيها «تراجعاً ملحوظاً»، شارحاً في ضوء هذا الواقع وضعت الوزارة خطة العمل التي اعتمدت فيها على مسوحات ثقافية وسياسة اقتصادية، فتناولت الأهداف الرئيسية، الأساسية منها والفرعية، تضمنت البرامج والفعاليات، تحت عناوين «الأهداف وآليات التنفيذ والمدى الزمني والكلفة التقديرية»، وما تزال هذه الخطة معمولاً بها ولكن بسبب ضعف الميزانية وتراجعها الى النصف تقريباً من 13 مليوناً إلى حوالي 7 ملايين.
الثقافة الرقمية
استاذ علم المكتبات والمعلومات في الجامعة الأردنية د. عمر الهمشري تحدث في الجلسة الثالثة التي ترأسها د. تيسير أبو عرجة، مشيراً إلى أهمية المعلومات كجزء لا يتجزأ من كينونة الثقافة.
وفسر في الجلسة التي عقدت بعنوان: «الثقافة الرقمية»،أن إحدى وسائل استمراريتها وديمومتها وتطوّرها أدى إلى ظهور تطوّرين بارزين، هما: اتجاه مؤسسات المعلومات وظهور صناعة المعلومات باعتبار المعلومات سلعة كالسلع الأخرى.
بين د. الهمشري في ورقته المعنونة بـ»الثقافة الإلكترونية بوابة مجتمع المعلومات» أن أهم خصائص تكنولوجيا المعلومات والاتصالات تنحصر في إمكانية تخزين كميات هائلة من البيانات والمعطيات والصور والنصوص، تقليص الوقت، واختزال المكان إذ أصبح العالم قرية صغيرة. ورأى د. الهمشري في الجلسة التي عقب عليها د. زهير الطاهات أنه مع التطورات المتلاحقة التي غيرت وجه الحياة وحولتها من تقليدية إلى الكترونية، ظهرت مصادر المعلومات الالكترونية من كتب، دوريات، أدلة لتهدد مصادر المعلومات المطبوعة والسمعبصرية، وظهرت الصحافة الإلكترونية كثورة إعلامية كبيرة تنافس الصحافة المطبوعة، التي أثرت على تشكيل ثقافة الفرد وتفكيره وسلوكه وثقافة المجتمعات وتفكيرها وسلوكها.
