نتذكر ديك تشيني نائب الرئيس الاميركي السابق جورج بوش ونتذكر مقولته :ان المشيئة الإلهية قضت بأن تكون مصادر الطاقة لدى حكومات غير منتخبة.. وهو تبرير غير علمي للدوس على المبادئ في سبيل تحقيق مصالح تجارية.
فالغرب عموما منافق في قضية الديمقراطية وحقوق الانسان اذ يمكن ان تكون سيفا مسلطا على نظم لا تتعاون معها تجاريا وقد يغض النظر عنها في سبيل تحقيق مصالح محددة في التجارة الدولية..
شركة بريتش بتروليوم (BP) تعاونت مع اشد النظم دكتاتورية في وسط آسيا واسهمت في استقرار نظم بوليسية من اجل توقيع اتفاقيات اذعان مع تلك النظم تستولي بمقتضاها على ثروات تلك الامم لقاء فتاتٍ من المال واستقرار في الدول.
في مشرقنا العربي جرى احتلال العراق من اجل الحصول على النفط الرخيص فذهب صدام ونظامه ضحية النفط الرخيص والآن يشتم رائحة غاز من الصراع على سوريا فالحرب ليست بين دكتاتورية بائدة وديمقراطية ناشئة بل بين شركة غازبروم امبراطورية الغاز الروسية من جهة وتوتال الفرنسية وبرتش بتروليوم وشقيقاتها السبع من جهة ثانية، والناس في هذا الاطار وقود هذه الحرب الدولية على سورية.
كان اولى ان يجتمع المدراء التنفيذيون لكبرى الشركات النفطية وشركات الغاز العملاقة بدلا من أصدقاء سورية لان الصراع في وجهه الحقيقي هناك حيث تتمدد انابيب النفط والغاز وليس بين الدبلوماسيين الذين يشتغلون مدراء علاقات عامة لدى الشركات الكبرى.
هل فعلا ان مشيئة الله قضت ان تكون الثروات لدى حكومات غير منتخبة؟
انه سؤال استنكاري لا يحتاج الى اجابة لأن المشيئة الالهية لا تنظر الى البشر الا بوصفهم بشر وما الشرور الا من البشر ذاتهم ولا علاقة للمشيئة الالهية في الجشع والنفاق لدى القوى الكبرى في «حلب» الشعوب الفقيرة والمقموعة وسلبها ثرواتها الطبيعية.
انطلاقاً من هذه الرؤية فاننا لا ننظر الى شفاه مسؤولين غير ديمقراطيين بل ننظر الى أيديهم كيف وقعت على اتفاقيات مع شركات دولية ولن نقتنع بمقولة ديك تشيني بان المشيئة الالهية قد وضعت الثروات في يد حكومات غير منتخبة لان الحكومات المنتخبة اتية كالساعة لا ريب فيها وستكون عقود الاذعان مجرد حوادث مثل قصص الخديويات والدايات والبايات في مصر وشمال افريقيا.