نموذج ستيبانز في التغيير المفاهيمي

د. ادوارد عبيد - في دراسة اعدتها الباحثة الاخت الراهبة ليليا ( منى ) النمري مديرة كلية راهبات الوردية – مرج الحمام لنيل درجة الدكتوراة في المناهج والتدريس حول اثر نموذج ستيبانز في التغيير المفاهيمي في تعديل المفاهيم الحياتية البديلة واكتساب مهارة العلم لدى طلبة المرحلة الاساسية في ضوء النمو العقلي لهم اشارت الباحثة الى ان احد اهم اهداف تدريس العلوم هو تعليم الطلبة كيف يفكرون لا كيف يحفظون المقررات والمناهج المدرسية دون فهمها واستيعابها او توظيفها في الحياة، ولتحقيق ذلك لا بد ان يركز تدريس العلوم على مساعدة الطلبة على اكتساب الاسلوب العلمي في التفكير اي تعليم التفكير والتركيز على طرق العلم وعملياته .
ومصطلح التغيير المفاهيمي يعني عملية تعلم العلوم بطريقة ذات معنى تتطلب من المتعلم ان يجمع ويعيد تنظيم او يستبدل حالات سوء الفهم الموجودة ليتمكن من استيعاب وتمثل افكار جديدة . ومن اجل ذلك جاء نموذج ستيبانز في التغيير المفاهيمي باعتباره عملية تتكون من ست مراحل صممت لاحداث تغير مفاهيمي في المتعلم من خلال الخطوات التالية :
• الاهتمام بالنواتج
يصبح الطلبة مدركين لتفكيرهم عن طريق الاجابة عن سؤال او محاولة حل مشكلة او تحد .
• عرض المعتقدات
يشارك الطلبة ويناقشون افكارهم وتوقعاتهم وتبريراتهم مع زملائهم قبل ان يبدأوا بفحص افكارهم .
• مواجهة المعتقدات
يواجه الطلبة معتقداتهم الحالية عن طريق الخبرات التعاونية التي تتحدى ما لديهم من فهم مسبق والعمل على المواد وجمع البيانات ومصادر الاستشارة .
• تمثل المفهوم
يقوم الطلبة بتمثل مفهوم جديد ووجهة نظر او مهارة عن طريق تلخيص ومناقشة ومحاورة وادخال المعلومات الجديدة .
• توسيع المفهوم
يستخدم الطلبة ويعملون روابط بين المفهوم او المهارة الجديدة وحالات وافكار اخرى .
• الذهاب وراء المفهوم
يقوم الطلبة بطرح ومتابعة اسئلة جديدة وافكار ومشكلات خاصة بهم .
وقد اهتمت الباحثة بفكرة هذا النموذج واهميته على اعتبار ان وجود انماط من الفهم الخاطئ - البديل – لدى الطلبة في مراحل التعليم المختلفة يؤدي الى اثارة الباحثين (ومنهم الباحثة الاخت ليليا النمري ) في التربية العلمية، بل كان بمثابة تحد لهم لايجاد الطرق المناسبة لمعالجة هذه الانماط. ومن خلال ممارسة الباحثة لدورها كمديرة لمدرسة كبيرة لاحظت وجود تلك الانماط مما حفزها على اجراء دراستها من منطلق ان معرفة المفاهيم تعد احد اهم اهداف تدريس العلوم، فالطلبة يكتسبون مفاهيم بديلة خاطئة من مصادر مختلفة مثل البيئة والمنهاج او المعلم وهذا يؤدي الى صعوبة في عملية التعلم. وعليه اهتمت الباحثة في محاولة الكشف عن المفاهيم البديلة من خلال هذه الدراسة ثم معالجة هذه المفاهيم واخيرا اهتمت الباحثة بتطبيق احد النماذج الحديثة - نموذج ستيبانز في التغيير المفاهيمي – في اكتساب مهارات العلم في ضوء مستوى التفكير العقلي لدى طلبة المرحلة الاساسية . من هنا فان واقع الدراسات والابحاث عادة ما تنطلق من عدة مصادر منها: الادب التربوي والدراسات السابقة وما تحتويه من توصيات او من خلال الملاحظة العلمية او الواقع التربوي في المدارس. واعتقد ان البحث يكتسب اهمية كبرى اذ انطلق من الواقع التربوي في المدارس حيث انطلقت الباحثة من كونها مديرة مدرسة مارست دورها التربوي كمشرف مقيم في المدرسة دون ان ترهقها الاعمال الادارية اليومية وهذا ما نتطلع اليه ونطلبه من مدير المدرسة ان يكون مديرا فنيا ومهنيا اولا واخيرا .
ومن خلال هذه الدراسة طرحت الباحثة عدة اسئلة محددة وهي :
1 . ما المفاهيم البديلة التي يمتلكها طلبة المرحلة الاساسية في العلوم الحياتية ؟
2 . ما اثر استخدام نموذج ستيبانز في التغيير المفاهيمي في تعديل المفاهيم الحياتية البديلة لدى طلبة المرحلة الاساسية ؟
3 . ما اثر استخدام نموذج ستيبانز في التغيير المفاهيمي في اكتساب مهارات العلم لدى طلبة المرحلة الاساسية ؟
وقد اجابت الدراسة عن تلك الاسئلة بان نموذج ستيبانز عمل على تعديل المفاهيم الحياتية البديلة واحداث التغير المفاهيمي مما ساهم في زيادة اكتساب مهارات العلم لدى الطلبة .
هذا وقد اقترحت الدراسة التوصيات التالية :
• يوصى معلمو العلوم الحياتية بتعديل ممارساتهم التدريسية المتأصلة في المواد التدريسية وفي التنظيم الاجتماعي للصف والسياق التدريسي لعملهم .
• الطلب من المعلمين تصميم التدريس اليومي واختيار المصادر التي تقوي فهم الطلبة للمهارات والمفاهيم الاساسية اذ يبدأ التخطيط الجيد بمعرفة ماذا يريد المعلم للطلبة ان يتعلموا .
• يوصى المعلمون بتكوين بيئة آمنة ومرحبة بالطلبة للاستماع الى واعتبار وجهات نظر كل طالب وافكاره .
• الاهتمام بتشخيص وكشف انماط الفهم البديل ( الخاطئ) الشائعة لدى الطلبة في الموضوعات المختلفة قبل الشروع بتدريس المواد التعليمية الجديدة .
ونظرا لاهمية الدراسة نقترح على الباحثة القيام بدورات تدريبية للمعلمين في المدرسة والمدارس الاخرى على استخدام نموذج ستيبانز والافادة من التغذية الراجعة التي يقدمها المعلمون للقيام بمزيد من الدراسات التربوية التي تنطلق من واقع الميدان التربوي لتطوير العملية التعلمية التي تعتمد على التفكير بدلا من التلقين .

[email protected]