سرى الضمور - اجمع أكاديميون ومختصون أن من أسباب ارتفاع سن الزواج لدى الفتيات مغالاة بعض الأهالي في متطلبات الزواج، وربطها بعوامل اجتماعية واقتصادية، تؤدي في كثير من الأحيان إلى التردد والحيرة عند اختيار شريك المستقبل الأمر الذي يؤثر على ارتفاع نسب الطلاق والانفصال وفي مراحل مبكرة من الزواج.
وفي ذات الاطار قالت وجدان موسى (ربة أسرة) أن الفتيات هن السبب الأول والأبرز في تأخيرزواجهن، لكثرة المتطلبات والبحث عن الشاب ذي الملاءة المالية بدلا من النظر لمعدنه خاصة وان أساس الزواج التعاون والحب وليس للمادة دور في جلب السعادة.
وأوضح صادق خليل إن الأمور الأساسية التي يفرض رايه فيها هو تامين الحد الأدنى من الحياة الكريمة حرصا وحفاظا على حياة ابنته اذ لابد من التمعن الشديد عند اختيار شريك حياتها ليس من باب التعقيد لكن ليكون المستقبل أكثر استقرارا وطمأنينة، في ظل ما نسمعه من أحاديث مرورا بتجارب زوجية فاشلة نتيجة سوء الاختيار.
وتعتبر فداء محمد أن تدخل الأهالي في صناعة مستقبل أبنائهم يبعث في نفوس هؤلاء الأبناء رؤية محدودة وبدء خطواتهم ضمن هذه الرؤية لانعدام الخصوصية، وتتبلور الخطورة عندما تكون السيطرة في قرار مصيري كقرار الزواج، فإجبار الفتاة على قبول الزواج من شخص هي ترفضه هدم لكيان هذه الفتاة كما انه تحطيم لأول بنية في المجتمع فكيف لهذه الفتاة أن تربي الأبناء بموضوعية في الوقت الذي أجبرت فيه على مثل هذه حياة.
في الوقت الذي أجمع فيه عدد من الفتيات العازبات إن لا سلطة للأهل في اختيار شريك حياتهن وان غالبيتهن يوافقن على اختيارهن بناء على ثقتة الأهل.
رأي علم النفس
من جهته حذر دكتور علم النفس جهاد الطويل أولياء الأمور والمجتمع من مسببات تأخير سن الزواج لدى الفتيات بدواعي المهور وطلبات الزواج لمراعاة شعور وأحاسيس هؤلاء الفتيات.
واشار إلى انه قد يكون تأخر سن الزواج إيجابي في بعض الأحيان يدفع الفتيات للتحدي واثبات الذات. وأضاف أن هناك أسبابا كثيرة لتأخر سن الزواج لدى الفتيات أهمها الخوف من الزواج نتيجة الحياة المغلقة التي تعيشها الفتاة في المجتمع وانعدام الضمانات الحياتية وارتفاع نسب التعليم في صفوف الفتيات .
وأشار الدكتور الطويل إلى أن الدراسات أكدت إلى دور المجتمع الذي يحد في كثير من الأحيان للسماح للفتاة لإيجاد فرصة تعلن فيها عن مميزاتها إضافة إلى تداعيات الحياة الأسرية والتجارب الزوجية الفاشلة التي تمر أمامهن.
رأي الشريعة
ومن جهته ذكر استاذ الشريعة في الجامعة الأردنية الدكتور محمد القضاة الحديث الشريف عن الرسول علية الصلاة والسلام ''«إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه»'' وقال: أن الإسلام شرع الزواج من اجل تحصين الرجل والمرأة من المفاسد، ودعا الإسلام الأهل إلى التخفيف من مؤنة الزواج كالمهر وتوابعه لتيسير الحال على الشباب حتى ينشئوا أسرا صالحة طيبة. وأضاف إن ما نلحظه في بعض الأسر انها تغالي في المهور الأمر الذي يؤثر سلبا على مستقبل الفتاة كما يؤثر على حالات ازدياد نسب العنوسة من كلا الجنسين. الأمر الذي يؤدي بمضاعفات خطيرة على المجتمع وليست في صالح المجتمع الذي يعيشون فيه. وراى أن الشباب اليوم يبالغ في مواصفات شريكة الحياة وضمن شروط خيالية غير متوفرة، بالإضافة إلى بعض الشباب غير ملتزمين دينيا وأخلاقيا ويبحث عن إرضاء شهواته بطرق غير مشروعة ويبتعد عن الزواج المشروع الأمر الذي يقلل من الفرص المتاحة أمام الفتيات للزواج. ودعا الشباب إلى الالتزام بمبادئ الدين الحنيف، وإتباع سنن الله وشريعة رسوله والإقتداء به في أصول الزواج لبناء مجتمع سليم من أي مظاهر قد تحيط به.
رأي علم الاجتماع
وأشار أخصائي علم الاجتماع في الجامعة الأردنية الدكتور مجد الدين خمش إلى الإحصائيات العامة تبين أن أكثر من ثلثي حالات الطلاق قبل الزواج تحدث في فترة الخطوبة وقبل إنشاء الأسرة نتيجة لعوامل عدة ساهمت في تأخير سن الزواج ولكلا الطرفين منها طول الفترة الدراسية التي يقضيها الطالب في الدراسة حتى إتمام المرحلة الجامعية ومن ثم اتجاه غالبهم نحو إثبات الذات وتأسيهسا والعمل على بلورتها بما يسهم في تمكينه من قدراته الشخصية في العمل والمجالات الاجتماعية.
واشار الى الأسباب التي تدعو الأهل إلى تقديم الشروط المادية كنفقات المهر ومتطلبات الزواج حرصا منهم على حياة ابنتهم المستقبلية وتامين الحد الأدنى لحياة كريمة، إلى جانب حرص الفتاة على عدم التذلل للرجل لذلك تسعى غالبية الفتيات إلى البحث عن وظيفة تلائم متطلباتها الشخصية وبحثا منها عن الزوج المثالي الذي يؤمن بمبدأ التشارك والتفاعل بين الطريفين. وأشار إلى نوعية البيئة الاجتماعية التي ينحدر منها كلا الطرفين إذ تختلف باختلاف طبيعة الحياة التي يعيشونها التي يفضل غالبيتهم مبدأ التشارك والتفاعل في الجانب المادي نظرا لصعوبة الحياة وتسارعها.
ونوه إلى البيانات الصادرة من دائرة الإحصاءات العامة حول حالات الطلاق في عام 2007 إلى 793ر11 وفي عام 2008 إلى 862ر12 . أما نسبة العنوسة فقد أشارت المسوحات الميدانية أن الإناث العازبات من سن 35 فما أكثر 6ر7% خلال عام 2008.
