دعونا نفترض ان ايران تسعى بالفعل الى امتلاك السلاح النووي. ودعونا نفترض ايضا انها قد تمكنت من ذلك.. فهل سنكون نحن العرب.. اعني امة العرب من المحيط الى الخليج سعداء بهذا الانجاز الايراني؟.. علينا ان نعترف اولا ان العاطفة عند العربي قد تسبق العقل في بعض الامور. وان الحسابات في حالة ما قد لا تكون حسابات ميدانية دقيقة ومدروسة. انما تكون نابعة من موقف مسبق من دولة ما.. او من معسكر ما.. فكل ما يصدر عن ذلك الاتجاه مرفوض.. حتى لو كان المردود ايجابيا على الامة في اطار الحسابات المنطقية السوية. للعرب.. وربما للمسلمين ايضا موقف من الغرب بقيادة الولايات المتحدة والسبب واضح، وهو وقوف تلك الدولة ـ وهي القوة الاكبر في العالم ـ ضد الحق العربي في فلسطين .. وسنوات الاستعمار الطويلة التي امتدت في بعض دول المغرب العربي لاكثر من مائة وثلاثين عاما. ولكن هل ينبغي ان يكون كل ما يصدر عن الغرب هو بالضرورة ليس في مصلحة الامة؟ .. وهل مجرد التجديف ضد التيار الغربي هو بالضرورة الممنهج القويم الصائب؟.. ولو اخترنا الحالة الايرانية على سبيل المثال.. ووقوف الغرب كله ضد امتلاكها للسلاح النووي.. فهل يرى العرب ان ذلك الموقف هو ضد مصالحهم وقضاياهم العادلة؟ واذا كان الجواب بنعم فان هذا يعني ان القنبلة النووية الايرانية المنشودة هي كسب للامة العربية فهل هي كذلك؟! وللاجابة على هذه التساؤلات، فلا بد ان نعطي للعاطفة اجازة مفتوحة ونطلب من الحكمة والعقل ان يعملا، ونتجاوز القاعدة المغلوطة التي تقول: ان عدو عدوي هو صديقي بالضرورة.. وان صديق عدوي هو عدوي بالضرورة. فالغرب لا يريد لايران ان تدخل النادي النووي. فلماذا لا نتفق معه في هذا التوجه؟.. فقنبلة ايران النووية قد تكون خطرا على العراق.. ودول التعاون الخليجي.. فايران قد حاربت العراق عشر سنوات، وقتلت من اهله اكثر من مليون .. وهي تحتل جزرا في الخليج.. كما ان هذا الانتشار السهل للقنبلة النووية قد يزيد من الاخطار المحدقة بالبشرية.. وتجعل احتمالية الحرب النووية اكثر قربا.. فكم نتمنى نحن في هذه المنطقة ان تظل طاقة ايران النووية مسخرة للاغراض السلمية.. وان نقولها بصراحة: لا للسلاح النووي.. وان نقولها لاسرائيل ايضا.
