هي الفتنة في العراق، في ابشع صورها وهي جريمة استهدفت جميع المسلمين، سنة وشيعة واستهدفت صورة المسلمين في العالم، لترسيخ الصورة البشعة التي يروجها اعداء الاسلام عن ديننا، ونبينا، وقيم ثقافتنا، وانسانية ديننا وشعبنا العربي، وامتنا الاسلامية، هي الفتنة في العراق، تطل برأسها، وتستعجل الصراع الطائفي وتدفع بالخفاء، والارهاب العلني باتجاه صراع داخلي وحرب اهلية على خلفية دينية، تفتعل اسبابها افتعالا. تفجير مرقد الامام علي الهادي، والامام حسن العسكري في سامراء، قصد به تفجير الوقفة الاسلامية الواحدة التي وقفها المسلمون شيعة وسنة في جميع انحاء العالم، انتصارا لرسول الله، والعودة بالمسلمين الى التناحر والمواجهة بين الطوائف الاسلامية، بدلا من مواجهة الحملة الظالمة التي تشن على الاسلام ونبيه ومقدساته وتعاليمه. لقد روع اعداء الاسلام هذا التحدي والتضامن الاسلامي الواسع، من اقصى الارض الى اقصاها، وكأن رسول الله عليه الصلاة والسلام، يوحد الامة من جديد، ويصلب موقفها في وجه من يستهدفون دينها ويستهدفون امة الاسلام. هي رد على الرد الاسلامي، في شكل فتنة اسلامية داخلية نفذته الادوات الاجرامية والخلايا المشبوهة التي يعج بها العراق اليوم، على شكل تنظيمات مشبوهة تعمل تحت ظل الاحتلال، كخلايا تخريب، تستخدم لتمزيق العراق، وصب الزيت على النار، كلما لاحت فرصة للاتفاق او الحوار او الاتفاق بين العراقيين، هذا الموضوع وهذا الحدث الجلل، سياسي بامتياز، كما اشار اليه المرجع الديني الامام السيستاني وكما اشارت اليه المراجع الدينية السنية، لقطع الطريق على اي تقارب او توافق بين العراقيين. فالمساجد الشيعية التي دمرت مساجد المسلمين وبيوت الله، تقام فيها شعائر الاسلام ويهتدي بها بالقرآن، ويتضرع بها المسلمون الى الله وهي مراقد لاحفاد الرسول عليه الصلاة والسلام، فمن فجرها اراد ان يلحق الاذى والاساءة برسول الله في عترته، واحفاده، وفي المسلمين في مشاعرهم ومقدساتهم، وهو عمل مكمل للاساءات المتكررة للمسلمين، سواء بالرسوم المهينة او مطاردة المسلمين في عقيدتهم في الغرب، او اقامة وضع طائفي مأزوم قابل للاشتعال في ظل احتلال، امسك بالطائفية كخشبة خلاص له من اي توجه عراقي لانهاء الاحتلال. المجرمون ليسوا سنة، وليسوا شيعة، من قاموا بالفتنة، هم خوارج على العراق وشعبه وعلى دين الاسلام، كما ان ما فعلته الدهماء الغاضبة، المجروحة في مشاعرها في الشارع الشيعي بتدمير مساجد السنة، يخدم الفتنة، التي يراد بها ضرب العراق من خلال تفجير معادلاته الطائفية، وتسميم الاجواء الوطنية والدينية في العراق. ما يجري في العراق، مسؤولية سلطة الاحتلال ومسؤولية فشلها في اقامة الامن ومسؤوليتها في اشاعة الفوضى، والتمهيد لوضع يشعل الفتنة والصراع بين الطوائف العراقية. وما تحذير السفير الاميركي، قبل ايام من خطورة الوضع الطائفي، وانعكاسه على كوادر الامن ووزاراته، الا استباق للاحداث واستشعار لخطورة الوضع القادم في العراق. هناك قوى كثيرة خارجة على العراق، تدعي لنفسها ادوارا دينية، وسياسية لا علاقة لها بمصالح العراق او الدين، وهناك خلايا تخريب، تعمل بالسر، للجهات التي تحرص على زيادة الفتنة واشتعالها في العراق، فالعراق اصبح مختبرا للعمليات الاستخبارية، للدول الطامعة في العراق وللدول التي تتدخل في شؤون دولة وشعب العراق، وذلك ثمرة من ثمار سياسات الاحتلال، وما مهد له الاحتلال منذ بداية غزو العراق. لقد طالت الفتنة، جسر الائمة في بغداد من قبل وطالت كربلاء، وطالت الكاظمية، وطالت مساجد السنة وأئمتهم، وطالت كنائس المسيحيين في بغداد والموصل ولم توفر احدا وها هي تطال مرقد الامامين علي الهادي وحسن العسكري. والنتيجة المباشرة لهذه الاعمال كانت الاحتكام الى الميليشيات الطائفية التي نزلت الى الشوارع، وشلت عمل الدولة واكدت غياب السلطة واكدت ان ما سكت عليه الاحتلال ومهد له واستخدمه من ادوات ومنها الميليشيات الطائفية في الشمال والجنوب، جزء من المشكلة وان الاحتلال جزء من المشكلة، وانه يقف في طريق الحلول المنطقية في العراق، فالارهاب ازدهر وقويت شوكته من خلاله، والفرز الطائفي والميليشيات جزء من خياراته التي تعيق توحيد العراق. على ايران المسلمة التي تملك نفوذا غير عادي ان تعي ابعاد المؤامرة وان تساهم في تهدئة النفوس، وتوضيح النوايا الشريرة للارهاب الذي يستهدف جميع العراقيين والاسلام بشكل عام. وعلى العرب ودول الجوار، ان تبادر في رأب الصدع، وتهدته النفوس لأن الفتنة تستهدف العراق من مساجده ومن مشاعر المسلمين ودينهم، يريدون تفجير ديننا من الداخل، ليس فقط في العراق، ولكن في كل مكان يتواجد فيه السنة والشيعة، وهذا هو هدف المؤامرة، فك وحدة الموقف الاسلامي الذي ابهر العالم في الايام الماضية وتأكيد الصورة الدموية عن المسلمين مرة اخرى في العالم. اعداء العراق واعداء الاسلام، واعداء حرية وسيادة العراق، حركوا عملاءهم لاشعال الفتنة بقوة، لاستباق الاحداث ومنع الوفاق العراقي، والوفاق الاسلامي فهل نفهم هدف الفتنة ونتلافاها ام نعين اعداءنا ونغرق فيها؟
