ما أقدم عليه المجرمون في (سامراء) فعل بشع، لا يقره اي عاقل مؤمن مسلم، ومن خططوا له او فعلوه خارجون على الملة، لانهم يرمون الى اشعال نار فتنة طائفية تأتي على ما تبقى في العراق من روع التآخي والمودة والتراحم، ولا يخدم في النتيجة الا اعداء العراق المحتلين لأرضه، الناهبين خيراته. ان من اقترف هذه الفعلة السوداء المنكرة بحق دور العبادة ينفذ مخططا اجراميا قذرا، تقف وراءه قوى تريد تمزيق العراق لحمة وسداة، لئلا تقوم له قائمة حتى تظل مهيمنة عليه الى ابد الآبدين بسبب تفرقه وانشغال أهله في محاربة بعضهم بعضا بالفعل ورد الفعل. الاميركان والانجليز دخلوا الى العراق واحتلوه وهم لا ينوون الخروج منه، وما يشيعونه من نية للانسحاب ليس الا ذرا للرماد في العيون، ولاسكات اصوات المنادين في بلادهم بضرورة عودة ابنائهم الذين يعانون الأمرين، وما يجري في العراق يعطي جيوشهم واداراتهم حجة البقاء بذريعة منع الحرب الاهلية التي لو حدثت - لا سمح الله - ستأتي على الأخضر واليابس. من هنا يعتبر الاحتلال متهما بمثل هذه الجرائم التي يندى لها الجبين، والا ما معنى ترك اماكن العبادة بدون حراسة تمنع حدوث مثل هذه الافعال المشينة؟ نعم ان الاحتلال متهم رئيس، والحكومة العراقية مقصرة لانها لم تقم بالحماية المطلوبة لمنع نشوب الفتنة التي هيأ لها الاحتلال ظروف الاشتعال. أما اتهام السنة بأنهم وراء هذا الحدث المستنكر فهو أمر مستبعد، لأنهم يعرفون تماما ماذا سيكون عليه رد الفعل، وها نحن رأينا مساجدهم تحرق وتدمر، وأئمتهم يقتلون، وهذا بالضبط ما يريده الاحتلال وقوى الشر المتربصة بالمسلمين الدوائر. ان على اهل العراق شيعة وسنة، ان يتنبهوا لهذه المكائد بوعي يسمو على الثأر، وعلى المكيدة وثأرهم مطلوب من الذين أتاحوا للأشرار فرصة الدخول الى دور العبادة وتفجيرها بمثل هذه السهولة، ونقول لاخوتنا في العراق ان الله أمر باتقاء الفتنة وتجاوز المحنة لئلا تتسع دائرتها وتهلك الحرث والنسل، وعلى علماء المسلمين وعقلائهم ان يتداركوا الأمر لئلا تتسع الدائرة الشريرة وتلتهب بلاد المسلمين، وينام اعداؤهم قريري الأعين.
