لقد اختلف ا لكثير من السياسيين والادباء والمثقفين على تعريف الارهاب الا ان الارهاب برأيي يعرف «بانه استخدام العنف كوسيلة لتحقيق مآرب فئة بغية منها للوصول الى اهدافها بطريقة غير قانونية مشروعة» ولان الارهاب له اسبابه ودوافعه كان لا بد من تحديد هذه الاسباب وتسليط الضوء على دوافعه وملابساته وتعبئة المجتمع بوسائل وقائية احترازية فكرية ثقافية للحد من فرص الاختراقات المجتمعية لبعض الفئات المضللة المضللة او المشككة في نسيج البناء الاجتماعي. ولان ا لارهاب ينمو وسط مناخات تغذيه وتحضنه عندما تفتقد العدالة الاجتماعية في مجتمع وتغيب عنه حرية التعبير، ويسود الظلم والقهر، وعندما يكون الاحتلال جاثم على الافراد والممتلكات في بلد، او حيث تكون الحروب مشتعلة في اخرى، تكون البيئة الخصبة والمرتع الملائم لاصطياد عناصر الارهاب والمكان الملائم لبروز افكار شمولية عنصرية ضيقة تكون ثوابتها متخندقة ومنطلقاتها اقصائية، تأخذ من التطرف الايدولوجي مبدأ، وتمضي هذه الفئات باسلوب همجي غوغائي، لتحقيق مآربها بالعنف والترهيب تارة وبالتكفير والتضليل تارة اخرى بدعوى انها تستجدي تغيير واقع او تدعو للانغلاق على ايدولوجيا ضيقة تدعي صحتها وتعمل لتمترس والانكفاء عليها بطريقة مغرفة غارقة في عدمية موحلة. ان مواجهة الارهاب يتطلب وجود برنامج مدني ثقافي وقائي بهدف لحماية الافراد من الانحراف الى هوة التضليل، ويقوم لحصانة المجتمع من الانزلاق الى مكامن الخطر بدعاوى التغيير، لهذا فنحن بحاجة الى برنامج توعوي ثقيفي، يخاطب الافراد باسلوب العصر بطريقة تنويرية عقلانية علمية، ويعمل على تنمية المجتمع بطريقة مدنية نكون الحرية والعدالة الاجتماعية نبراسها، والديمقراطية والتعددية منهاج وطريقة صناعة قرارها وتقوم على احترام كل خصوصية معتقد وتنعم بحياة آمنة ومستقرة. وما من شك ان الاحتلال والاستعمار هما مبعث ريبة وخوف على كل المجتمعات وفي زوالهم ، زوال لتداعيات الارهاب وتقليص من فرص نموه البيئية، وحد لانتشاره واستفحاله على كافة المستويات. ان ظاهرة التطرف الدموي هي ظاهرة دخيلة على مجتمعاتنا، الذي يأخذ من التسامح والاعتدال منهاج حياة، والعفو المغفرة سنة حميدة انشأنا عليه محتوانا الحضاري والانساني، لهذا فان المجتمع الذي يريد ان يجابه الارهاب لا بد ان يكون متسلح بثقافة وطنية تعمل وسط مناخات سياسية منفتحة لها رسالتها التثقيفية والاعلامية ولها منهاجها الموصل لجميع قنوات المجتمع، تهدف لتعزيز النسيج الاجتماعي ليكون منيعا غير قابل للاختراق، يعمل على توثيق العلاقة بين المكونات الاساسية لجسم الدولة لتكون عصبة ثابتة بثبوت رسالته الوطنية. واستجابة لذلك فلقد جاءت فكرة تشكيل جبهة وطنية لمجابهة الارهاب، ولما كان تجسيد هذه الجبهة يتطلب مجهودات اعدادية ، فلقد قام مركز عمان للدراسات باستضافة مراحل اعداد البرنامج الوطني لمجابهة الارهاب، والذي شارك فيه كتاب سياسيون وامناء احزاب ونواب واكاديميون ونقابيون، لتقديم تصورات برنامج علمي يمكن تطبيقه ضمن الخصوصية الوطنية سيما ونحن نقع جغرافيا في موقع يعج بالارهاصات الاقليمية، ونعيش وسط مخاض سياسي عميق تشهده المنطقة ما زال يؤثر على امننا واستقرارنا الوطني. * الامين العام لحزب الرسالة