سيكون في مقدمة اسباب خيبة الامل المتوقعة لدونالد رامسفيلد وزير الدفاع الاميركي، ان الرئيس الايراني المنتخب محمود نجاد سيكون اكثر رؤساء ايران شعبية لدى الشباب والنساء في بلاده، وأنه سيكون في نظر معظم الايرانيين، بمن فيهم اولئك الذين نافسوه في الانتخابات، رمزاً لتجديد الثورة الايرانية التي انهت تاريخاً من التبعية للغرب، ودشنت عهوداً من الاستقلال والحرية والعزة الوطنية.. اما مسارعة رامسفيلد الى وصم الرئيس الايراني الجديد بأنه ليس صديقاً للديمقراطية وليس صديقاً للحرية، فهو ردة فعل تتيح للمحلل النفسي ان يدرك مدى الحيرة التي يتمتع بها وزير الدفاع الاميركي ازاء مجتمع خارج للتو من تجربة ديمقراطية نظيفة، وازاء كينونة سياسية لا تستبدل بحريتها اي شيء مما يلوّح به الغرب لها، مع حرص باد على «سياسة الانفراج والتواصل» على نحو ما صرّح بذلك الرئىس محمود نجاد، ولا سيما مع الدول العربية وشعوبها التي قد يرى شبيبتها في وصول هذا الشاب الذي يتدفق حماسة ويتمتع برؤية واضحة لا التباس فيها مناسبة لبعث الامال في المشرق الاسلامي قاطبة، ولتحديد وجهة الجهاد فيه، بحيث يكون جهاداً ضد الضعف والتخلف من جهة، وضد الاستعمار الجديد من جهة اخرى. مشكلة العقل الاستراتيجي الاميركي انه ضيق الافق وان الصهيونية هي التي تتولى رسم مساراته، ولولا ذلك لكان استأنى السيد رامسفيلد قبل ان يطلق احكامه على الرئيس الايراني الشاب الذي يبدو مكتهل الوعي سديده، ولكان جنّب نفسه خطأ الوقوع في ذمّه مسبقاً. لما سيدفع ذلك ملايين الشباب والنساء في العالم الاسلامي الى الانتباه الى ضرورة الاهتمام به، إن لم نقل الى ضرورة محبته والاخذ بناصره، على عكس ما يتوهم السادة الاميركان..