أثناء إطلاعي على بعض الأبحاث عن اللغة العربية المكتوبة باللغة الإنجليزية ضمن محتويات مكتبة ألبرت سولمان في جامعة اسكس البريطانية وبعد نقاش مطول مع طلبة الماجستير والدكتوراه ضمن تخصص اللغة الإنجليزية في الجامعة وخصوصا الطلبة العرب، خرجت بانطباعات خاصة لأهمية تطوير أقسام اللغة العربية في جامعاتنا الأردنية والسير قدما ضمن مسار اللغة العربية التطبيقية، لما لذلك من أثار حضارية تثري العطاء اللغوي وتزيد من التفاعل بين الشعوب وتبرز مساهمات اللغة العربية في المجالات كافة. تحتاج أقسام اللغة العربية في الجامعات الأردنية إلى تطوير سواء من حيث أعضاء الهيئة التدريسية و الخطط الدراسية والاهتمام بالقضايا اللغوية على المستوى المحلي والخارجي من خلال جوانب لغوية كالنحو، والصرف، وعلم المعاني، وعلم الأصوات، وتعلم واكتساب اللغة العربية، وتعليم اللغة العربية كلغة أجنبية، وعلم اللغة (اللسانيات ) ضمن تخصص اللغة العربية التطبيقية. واذكر أن أحدى الجامعات العربية قامت بترجمة درجة دكتوراه في اللغة الإنجليزية ضمن تخصص علم اللغة إلى فقه اللغة وكانت النتيجة تعيين حامل تلك الدرجة في كلية الشريعة. إن العديد من مجالات الاهتمام بتطوير اللغة العربية تستدعي ضرورة النشر في الدوريات اللغوية المتخصصة لتتناول القضايا اللغوية المعاصرة والترجمة المتبادلة بين اللغة العربية واللغات الأخرى، إضافة إلى الاهتمام بمجالات اللهجات المحلية. إن ما ينقصنا هو دراسات متعمقة في لهجات اللغة العربية خصوصا اكتسابها وبالطبع فان ذلك لن ينقص من شأن اللغة العربية الفصحى بل سيعمل على كسر الحاجز بين الباحثين وبين البحث في اللهجات والذي شكل فيما مضى وفقا للباحثين سدا منيعا لحماية اللغة العربية الفصحى، لقد آن الأوان لكسر هذا الحاجز خدمة للغة العربية ولهجاتها وجهدا أكاديميا يضاف لخطوات التطوير المنشودة. ثمة العديد من المجالات الجديدة لدراسات أكاديمية تواكب كافة التطورات الراهنة والتحديات المتلاحقة على اللغة العربية والتخاطب الحضاري، ومن المفرح ترجمة العديد من الأعمال العربية إلى اللغات الأخرى. وقبل فترة قرأت عن ترجمة نصين اردنيين لإبراهيم نصر الله ومؤنس الرزاز ضمن منشورات جامعة بيل الأمريكية والعديد من الأعمال الأخرى. ومن القضايا المطلوبة عقد المؤتمرات حول الدراسات في اللغة العربية ولهجاتها والتطرق إلى كافة القضايا على مائدة البحث ابتداء من كادر وأعضاء الهيئة التدريسية و مساعدي البحث والتدريس وطلبة الدراسات العليا وأساتذة القسم، إلى الية دفع الدماء الشابة لتسلم الأمانة باقتدار، والاجتهادات اللغوية الأخرى والتي قد تعدل العديد من الثوابت اللغوية وتوجه الأنظار إلى منعطفات جديدة يعلمها أساتذة اللغة العربية في الجامعات وتتباين وجهات النظر أكاديمية بخصوصها. إن الاهتمام بدراسة اللغة العربية في الجامعات الأجنبية له أهمية أخرى خاصة لما له من استفادة من المدارس اللغوية وتطبيق منهجيات دراسية جديدة لا تعيب اللغة ولكنها تعزز أشكال التعاون و التبادل اللغوي بين اللغة العربية واللغات الأخرى وخاصة اللغة الإنجليزية. في مكتبة جامعة اسكس البريطانية العديد من الأعمال العربية المترجمة ورسائل الماجستير والدكتوراة. والملفت للنظر النقص في الدراسات الخاصة باللغة العربية ولهجاتها المنجزة باللغة الإنجليزية، ولهذا لا بد من الضرورة بمكان ابتعاث العديد من طلبة الدراسات العليا لإنجاز العديد من الأبحاث والدراسات واغناء مجالات الدراسة بعناوين جيدة وجديدة؛ فليس المهم الحصول على الشهادة ولكن الأهم المساهمة في الكشف عن جوانب جملية وجذابة للغة العربية وطرق اكتسابها وتعلمها وتعليمها. سعدت أيضا بالعلم بمعرض إجازة الخطاط للسيد نصار منصور في قاعة جون اديلس للفنون الإسلامية في المتحف البريطاني في لندن، وهذا الجانب الإبداعي يشجع الدعوة من جديد لأهمية العناية بالخط العربي وجماليته إضافة إلى تدريسه بشكل جدي في المدارس والجامعات كأسلوب حضاري واثبات على حيوية اللغة العربية من خلال أشكال الخطوط فيها وجمالية ذلك عالميا وحضاريا وثقافيا دون قيود وشروط. مجالات ومجالات يمكن ابتكارها خدمة للغتنا العربية بل وخدمة اللغات الأخرى، وخلال وجودي في جامعة اسكس أبدى العديد من طلبة الجامعة اهتماما بتعلم اللغة العربية والتعرف على جوانب الإبداع الحضاري فيها وحركة الترجمة إليها والتمتع بجمالية خطوطها وأشكال التعبير فيها خصوصا باستخدام جهاز الحاسوب. انه تحد كبير وفي ذلك فليتنافس المتنافسون خصوصا أساتذتنا الأفاضل أطال الله أعمارهم ومدهم بطلبة علم على امتداد الأجيال العاشقة للغة العربية والتطبيقية المعاصرة في كافة المجالات الجديدة. [email protected]