من يقرأ التاريخ الاردني منذ تأسيس الدولة الهاشمية يستطيع ان يلمس مدى التلاحم والالتفاف حول قيادته الرشيدة، بالرغم من هذا المزج الاجتماعي الذي عاش وتواجد على ارض الاردن وعلى فترات متعاقبة من الاحداث والتاريخ العربي، شعورا بالأمن والأمان وإحساسا بعظم الاحترام وكرم الوفادة والضيافة الاردنية العفوية. نعم ان ابرز سماتنا الاردنية كشعب هي عفوية الكرم وتلقائية الترحيب وهذا ما انطبق على المتواجدين على ارض الاردن الحبيب، ولكن وبمرارة نستطيع ايضا نلحظ من خلال القراءات المعمقة لواقعنا الاجتماعي حتى تاريخه وتشعباته انه كان هناك وعلى مدار السنين اجحاف بحق الاردن والاردنيين من كثير من الاطراف بالداخل الاردني او الخارج العربي، وخاصة الحقد غير المبرر لنظامنا الملكي الذي نفخر ونعتز بأنه مظلتنا وعنواننا السياسي. مقابل هذا الاجحاف ما كان من الاردنيين الا نكران الذات والتفاني في التعاون مع كل هذه الشرائح محليا وعربيا حفاظا على مصالح الاردن واحتراما وتقديرا لكل من قدم وعمل شيئا لبناء صرحنا الاردني بأن هب ابناء الاردن من كافة مواقعهم للانخراط بالخدمة في كل مرافق الامن والحماية والدفاع عن ثرى الاردن دون الالتفات للكسب المادي الآني والذي استفادت منه شرائح المزج التي عاشت على ارض اردننا الحبيب، اضافة لحرص القيادة الدائم بالحفاظ على الثوابت الاردنية وبتناغم مصلحي شعاره الكيان الاردني وبأسلوب راق تعامل مع كل المستجدات بشفافية مترفعا عن الايذاء الشخصي لأي كان محافظا على تماسك الضوابط الامنية والاجتماعية وتصحيح مسارها مع إثبات صحة اداء المسار الاردني الواضح لكل العالم وهذا كنت شاهدا عليه دونما ذكر تفاصيل من خلال ما حدث في العام 1970. ووفقا للقواعد اعلاه كان يجب ان لا تكون الضبابية اسلوبا لمنهج البعض وطريقا سلكه الكثيرون لمآرب شخصية ادت فيما بعد وبتعاقب السنين والاشخاص ولوعي الانسان الاردني وادراكه ادت الى ضعف في المصداقية مما سبب فقدان الحس الانتمائي لدى البعض. وعلى ما ذكر ارى وجوب ضرورة تهيئة الكوادر القيادية على مختلف الصعد والمراتب منذ سن الحداثة ليكون لدينا مخزون قيادي من فئات عمرية متعددة وذات تخصصات متشعبة ومختلفة تتناغم مع احتياجات البلد، ولا أخفي اعجابي هنا ببعض الخطوات التي تمت برعاية ملكية سامية في هذا الاتجاه والأمل باستمرارها وتوسيع نطاقها بشكل اشمل. لا ان نقع في اي وقت بأزمة اشخاص لشغل مناصب معينة وبهذا التكرار الممل كأنما فقدت القيادات الوطنية ذات الخبرات المميزة في بلدنا الحبيب وذلك حفاظا على منعة اردننا ومستقبل ابنائنا واجيالنا القادمة. لذا علينا ان نكون صريحين باستمرار وننشر الحقائق دائما دونما ضبابية في السياسة والاقتصاد وغيرها من الشؤون العامة الاخرى. فلنكن صفحات واضحة مقروءة للغير مع ضبط القواعد الاساسية في ادارة الدولة واهدافها الاستراتيجية التي تسير في هذا النسق لتعميق الثقة والتواصل ما بين شرائح المجتمع كافة ورأس الدولة التنفيذي المتمثل بالحكومة. ولطالما شكلت الدولة بموجب دستورها القائم والذي يبين لكل طرف ما له وما عليه فانه من الضروري العمل تحت ضوء الشمس لأن هذا ما يزرع الثقة ويولد ويعمق شعور الانتماء الوطني، رغم صعوبة فهم هذا المعنى من الكثيرين اقول الكثيرين وأنا واثق من هذا لأنهم يتبعون اهواءهم ويحلمون بأحلام تسرح بهم بعيدا عن السرب الاردني المحلق دائما والذي لا تشوبه شائبة ولا يعيقه عائق عن التفاني ونكران الذات في سبيل ان يبقى ويرسخ الاردن وانجازاته في أذهان القاصي والداني.نعم يجب ان نعيد النظر في كثير من المسارات التربوية والثقافية والاجتماعية وحتى الحزبية والمهنية ونعمل على إعادة مساراتها الى الخطوط السليمة وتعديل ما هو غير ملائم لطبيعة المراحل القادمة وتأكيد الالتزام بها برعاية الدستور، وليؤدي كل من يعيش على ارض الاردن قسم الولاء والانتماء له، ورسم الخطط الثابتة والطويلة الأجل لما نريد للاردن والزام الحكومات مهما تغير رؤساؤها وتبدل وزراؤها بالحفاظ على هذه الخطط وتنفيذها على قاعدة مدروسة ومحكمة وان لا يسمح لأي مسؤول بشخصنة وظيفته والابتعاد عن الضبابية والمواربة والتشكيك حرصا وانتماء.