لأول مرة نلاحظ ان وزير التربية والتعليم قد تدخل في تحديد نمط الاسئلة المقدمة لطلبة الثانوية العامة المتقدمين للامتحان المدرسي النهائي. فقد اعتدنا على مشاهدة اسئلة خارجة عن حدود المنهاج المقرر، وتصادف سنويا ان الاسئلة تحتاج لاجابات يزيد وقتها عن الوقت المقرر، وتصادف ايضا ان الذين يعدّون الاسئلة يفضلون أن تكون «صناعتهم» قاسية ومعقدة ومربكة للطلبة.. بل ان بعضا من الاسئلة كان فيها الكثير من الاخطاء المعلوماتية والاملائية والطباعية، وتبين في العام الماضي ان اشخاصا يسرقون الاسئلة ويبيعونها للطلبة قبل موعد الامتحانات، وهذا ما نعتقد ان وزارة التربية قد بدأت بمكافحته، و التخفيف منه حسب الامكانات المتاحة، وسبق للدكتور خالد طوقان وزير التربية اعلن يوم امس الاول قائلا وفّرنا كل وسائل الراحة لطلبتنا، وكانت الاسئلة مناسبة لجميع القدرات. وبالنسبة لاسئلة اللغة العربية، اعرب كثيرون من الطلبة عن رضاهم لاداء الامتحان ولسهولة اجراءات الوزارة. وهذا الوضع السابق والذي نعتقد أن له بقايا حالية، لا بد من التخلص منه، ولا بد من تخفيض مستوى الحدة التي تزلزل الحالات النفسية للطبة، ولا بد من محو كل خطأ او قسوة او فذلكة في أي ورقة اسئلة، وبما ان الرسوب في الصفوف المدرسية غير مسموح به حتى لمن يجب ترسيبهم، فان الصلابة في الثانوية العامة غير منسجمة مع «الرخاوة» خلال أحد عشر عاما. أي أن التشدد في اسئلة امتحان الثانوية العامة، يعتبر حالة شاذة ما دام الطلبة معتادين علي اسئلة بسيطة وخفيفة ومتصلة بموضوعات المناهج المقررة، وما دام كل طالب يعرف انه لن يعيد صفه او يرسب. وفي الوقت نفسه، لا بد من رفع نسبة النجاح في هذا الامتحان، ما دامت الجامعات لا تقبل الطلبة اذا كانت معدلاتهم دون المستوى المطلوب، وما دامت ا لحكومة غير ملتزمة بتوظيف خريجي الجامعات او حاملي شهادة الدراسة الثانوية.. اما اذا عدنا من جديد الى حالة الحدة اياها، فاننا ندعو وزارة التربية الى ترسيب كل طالب غير مستوعب للمناهج، وغير قادر على النجاح في الامتحانات المدرسية الشهرية والفصلية و.... ونحن نفترض ان وضع الطلبة سوف يتحسن خلال السنوات القادمة، لان ما قاله الدكتور طوقان، يوحي بان الوزارة قد سلكت خطوة على الدرب الاصلاحي وانها ستتابع سلوك خطوات اخرى لاحقة، مما ينقل وضع الطلبة من حالة الارتباك المرهقة، الى حالة التسهيل في الدراسة وفي الاجابات على الاسئلة.