قلت لطبيب: بودي ان اعرف لماذا يعجز الطب عن ايجاد علاج ناجع للغالبية العظمى من الامراض التي تصيب البشر، وتنكد عليهم حياتهم؟ ما ألاحظه ان كل عمليات التطبيب والعلاجات التي تصرف للمرضى، ليست اكثر من مسكنات لتخفيف الآلام، ومقاومة اعراض المرض. اما اصل الداء فيبقى يلازم المريض كاسمه، ويضطر لمصادقته والتعايش معه، والحذر الدائم من غدره، اذا غفل عن متابعته واخذ العلاج اللازم.. وهذه تسمى الامراض المزمنة! استشهدت للطبيب بذكر العديد من الأمراض التي تحضرني، مثل ارتفاع ضغط الدم، قرحة المعدة، الحساسية، السرطان، الايدز، التهاب الكبد الوبائي، الفشل الكلوي، السكر، القولون، الكولسترول، الصداع النصفي، امراض القلب، العديد من الامراض الجلدية كالصدفية والبهاق وغيرهما، امراض المفاصل، ويمكن تعداد اسماء مئات الامراض... التي تقهر الانسان وتستنزف امواله وترهقه جسديا ونفسيا.. دون ان يشفى منها بشكل تام.. باستثناء الحالات المرضية التي يتم استئصالها من خلال العمليات الجراحية، او بعض الالتهابات المؤقتة التي يمكن تسكينها بالعلاج الى ان تأخذ وقتها وتزول، كالرشح والانفلونزا وغيرهما! ظننت ان الطبيب سيحاول اقناعي بعكس ذلك، ويحاول دحض مزاعمي، لكنه كان صادقا في اجابته لي، فهو لم يندهش مما قلته له، وبدا انه لاول مرة يوجه له مثل هذا السؤال من شخص غير متخصص في حقل الطب او الصيدلة.. واضاف الى ما قلته، معلومة رقمية بحكم متابعته لشؤون المهنة، ذلك ان ما نسبته 9 بالمائة فقط من الامراض، هي التي يمكن معالجتها نهائيا حتى الان، وبضمنها تلك التي تحتاج للجراحة! قلت لها لعلها مفارقة غريبة، ان التقدم المدهش في حقول العلوم والتكنولوجيا، لا يزال عاجزا عن هزيمة الامراض ولماذا اذن تصرف مبالغ هائلة في مجال الطب، دون نتائج لافتة؟ فقال انه مصدر رزق لاعداد هائلة من البشر الذين يعملون في المهن الطبية. ومصدر ربح فلكي للشركات المصنعة للادوية. والشفاء هو بيد الله سبحانه وتعالى، اما الطب فهو واسطة، ثم ان نصف العلاج، يتعلق بالجانب النفسي للمريض، وذلك يتولاه الاطباء المخلصون للمهنة والقسم! ويبقى الامل كبيرا بتحقيق اختراقات جدية لهزيمة الامراض، عندما تتضاعف الجهود الدولية بهذا الاتجاه، ويتم التركيز على تشجيع البحوث العلمية، ورصد المزيد من الاموال لها، على حساب النفقات الهائلة، التي تذهب لصناعة الاسلحة وتسويقها، التي لن تجلب للبشرية سوى الدمار والبؤس، وكذلك الاموال الضخمة التي تذهب الى جيوب الفاسدين! ومن بين الاخبار المفرحة في مجال الاكتشافات الطبية، ما اعلن في بريطانيا مؤخرا عن اكتشاف علاج يشفي مرضى السكري بشكل تام ونهائي. ومثل هذه الاخبار بالنسبة لمرض السكري وغيره من الامراض، تشكل افضل بشرى لملايين البشر الذين يعانون من الامراض! [email protected]