ليس ثمة شك في ان منظمة «ايبك» اليهودية ـ الاميركية المؤيدة لاسرائيل تأييدا مطلقا والتي لها نفوذ واسع في الولايات المتحدة الاميركية قد نجحت الى حد كبير في تحريض عدد من اعضاء الكونغرس الاميركي ومن الحزبين الديمقراطي والجمهوري ضد ايران، واقنعتهم بضرورة توجيه ضربة عسكرية لمفاعلها النووي تحت زعم انه بصدد انتاج اسلحة نووية!!! وهذا النجاح الصهيوني في تأليب شخصيات اميركية متنفذة وفي مواقع صنع القرار، قد ظهر واضحا بشكل سافر عندما ألقى عدد من اعضاء الكونغرس امام حشد كبير من السياسيين والاعلاميين في المؤتمر السنوي الأخير لمنظمة «ايبك»، كلمات او خطابات حماسية طالبوا فيها الادارة الاميركية بتلقين ايران درسا من خلال قصفها وبسرعة. والأنكى ان اعضاء في الكونغرس الاميركي قد تسابقوا الى تقديم ارئيل شارون رئيس وزراء اسرائيل لجمهور الحضور في المؤتمر، وهم يطالبون بتوجيه ضربة قوية لايران باعتبار ذلك خيارا حاسما، ولا خيار سواه!! فمثلا ان سيناتور نيويورك قالت:«ان ايران مسلحة نووياً لن تكون مقبولة ابدا».. والزعيمة الديمقراطية في مجلس النواب الاميركي قالت:«ان اكبر خطر يهدد حق اسرائيل في الوجود، مع احتمال عنف مدمر يجيء حاليا من ايران»!! وهكذا يتضح بجلاء شديد ان منظمة «ايبك» تجنّد امكاناتها في تأليب الرأي العام السياسي والشعبي ضد ايران دفاعاً عن مصالح اسرائيل المدججة بالاسلحة النووية حتى قمة رأسها. وليس خافياً على أحد في هذه المنطقة او في هذا العالم ان اسرائيل تملك ترسانة نووية واخرى كيمياوية واخرى بيولوجية بعلم وتشجيع من الولايات المتحدة الاميركية وبدعم من العالم الغربي الحليف للولايات المتحدة الاميركية.. ولم تستطع وكالة الطاقة الذرية حتى اليوم حصر او تشخيص مدى قدرة اسرائيل النووية او مدى امتلاكها لاسلحة دمار شامل متنوعة. فهل تهب دول المنطقة وجميع المنظمات والهيئات الدولية الانسانية والاجتماعية وجميع مؤسسات المجتمع الدولي لاقناع الادارة الاميركية بضرورة كبح جماح اسرائيل وارغامها على نزع اسلحتها النووية قبل فوات الالوان؟!