عمان - سميرة عوض - تسجل امانة عمان الكبرى الرقم القياسي في عدد المنشئات الثقافية الثقافي التي تهدف الى توفير الاجواء الملائمة للمبدع الاردني والعربي على حد سواء، فضلا عن تقديم ابداعات عالمية في اطار اهتمام الادارة العليا لامانة عمان بحوار الحضارات، واطلاع الجمهور على ثقافة وحضارة الاخر.
ومنها: مركز الحسين الثقافي، القرية الثقافية، والممر التاريخي في حدائق الحسين، فضلا عن أكثر من 30 مكتبة للأسرة والطفل تنتشر في مناطق عمان، بيت الشعر، وبيت الفن، شارع الثقافة، اضافة الى عدة بيوت تراثية تقوم الامانة باستملاكها في اطار حفاظها على الارث التراثي ونقله للاجيال القادمة، فضلا عن مراكز ثقافية مميزة للاطفال منها: حدائق الملكة رانيا العبدالله، ومركز زها الثقافي، كل ذلك الى جانب سلسة الاصدرات الدورية والمجلات المتخصصة التي تصدرها الامانة، لهذا كله وغيره قررت لجنة التحكيم منح امانة عمان الكبرى جائزة الملك عبد الثاني للابداع عن مشروعها «الدور الثقافي لامانة عمان».
السلوم: دور ثقافي متميز
وقد أشاد المهندس احمد السلوم من منظمة المدن العربية في المملكة العربية السعودية، عبد العزيز السريع من مؤسسة البابطين في الكويت، بالدور الثقافي لأمانة عمان الكبرى، مشيرا في تقريره الى عظم الدور الثقافي الذي تضطلع به أمانة عمان الكبرى، الذي يتسم بالثراء والتنوع والتميز.
ولعل اهم ما يميز الدور الثقافي لأمانة عمان الكبرى كما يشير تقرير السريع عضو تحكيم جائزة الملك عبد الثاني للابداع، حقل المدينة العربيةـ التي فازت بها الامانة لهذا العام، أن دور الأمانة يتجاوز النمط التقليدي الذي تتسم به الانشطة المرتبطة بالثقافة التي تمارسها البلديات. ففي حين تركز غالبية البلديات على منح التراخيص الخاصة ببناء المدارس والمعاهد والمراكز الثقافية وتوفير الخدمات اللازمة لها، فان أمانة عمان الكبرى تجاوزت هذا النمط فلم تقف عنده، بل جعلت العمل الثقافي جزءا حيويا من نسيجها البنائي وهيكلها الاداري، كما انه يشكل عنصرا رئيسيا من عناصر رؤيتها المستقبلية واحدى المهام الاساسية التي تلتزم بتنفيذها. فضلا عن الانشطة والبرامج والمشروعات والفعاليات الثقافية التي تنفذها الأمانة التي لا تقتصر على ربط المواطن بالبلدية «كما هو شأن الأنشطة الثقافية لبلديات مدن أخرى»، بل تتعدى ذلك الى آفاق أوسع من خلال تعزيز التفاعل بين الثقافة الوطنية والثقافة العربية، بل والثقافة العالمية ايضا. كما ان الجمهور المستهدف بهذه البرامج والمشروعات الثقافية لا يقتصر على فئة معينة أو مرحلة عمرية محددة، بل يشمل جميع الفئات «أطفال، كبار، ذكور، نساء».
وتتنوع الوسائط الثقافية التي تستخدمها أمانة عمان الكبرى بين الوسائط الورقية والالكترونية، وتجمع بين مختلف فروع الثقافة والفنون من كتب ومجلات وافلام ومعارض. وتتسم الانشطة الثقافية للأمانة باستمراريتها على مدار السنة، وعدم اقتصارها على مواسم معينة أو مناسبات محددة.
ويتجلى الدور الثقافي لأمانة عمان الكبريـ حسب السلوم ـ في توفير الآليات والنظم التي تساعد على نشر الثقافة. كما يتجلى فيما حققته من انجازات وما نفذته وتنفذه من مشروعات، بالاضافة الى تبنيها لبعض الافكار العالمية المميزة التي لم تطبق في عالمنا العربي بعد «مثل: القرية الثقافية، والممر التاريخي، والحدائق المرورية للأطفال، وفكرة شارع الثقافة التي تم تنفيذها في شارع (11 آب) في منطقة الشميساني بعمان الذي يضم عددا من المكتبات ومحلات الاشغال اليدوية والتراثية، ومسرح الدمى والعرائس، والحكواتي، وجدارا طويلا لعرض اللوحات الفنية» مجملا البنى التحتية و الآليات والنظم التي قامت الأمانة بانجازها في مجال الندوات والنشر والمؤتمرات والفنون واحياء التراث والتواصل الحضاري :
واشاد المشاركون على جائزة الملك عبد الله الثاني للابداع، وهي جائزة تهدف الى دعم المبدعين والمفكرين والعلماء في مجالات الأدب والفنون والعلوم والمدينة العربية وقضاياها، وقد أصبحت لها مكانة متميزة بين الجوائز المماثلة التي تقدمها بعض الجهات الأخرى في العالم العربي.
من جهته اعرب امين عمان المهندس نضال الحديد عن سعادته بفوز الامانة عن الدور الثقافي تحديدا ذلك ان الامانة تخصص جزءا من ميزانيتها للجانب الثقافي بوصفه البعد الروحي العميق لعمل الامانة، كما ان الامانة قامت بتأسيس البنى التحتية للعمل الثقافي فهناك مفردات عدة في حدائق الحسين مثل القرية الثقافية، الممر التاريخي، مركز الحسين الثقافي، بيت الفن الاردني، شارع الثقافة، بيت الشعر، اضافة الى المكتبات والمشاريع الثقافية.
وقال الحديد ان مصدر سعادته يتأتي كون الفوز للامانة في المشروع الثقافي وبشهادة مختصين من دول عربية تمتلك مشروعاتها الثقافية الامر الذي يعزز قناعتنا باهمية العمل الثقافي.
واشار الحديد الي انه سيصار الى اقامة حفل خاص ومميز وبرعاية ملكية يشتمل على معرض تشكيلي مشترك للفنانين الفائزين فضلا عن افلام وثائقية تعرض مسيرتها الفنية والحياتية، اضافة الى فيلم وثائقي يجسد العمل الثقافي في امانة عمان الكبرى بمختلف مفرداته.
ماضي: الامانة تستحق
ونوه د. احمد ماضي رئيس رابطة الكتاب الاردنيين عضو لجنة تحكيم بالتقارير الايجابية التي تشيد بدور امانة عمان الكبرى التي قدمها عضو اللجنة مدير عام معهد انماء المدن في السعودية، وبحضور اللجنة مدير عام جائزة البابطين في الكويت الى اعجابها الكبير بما انجزته امانة عمان في مشروعها الثقافي المتكامل مقارنة بالمشاركات المقدمة وبعضها لم يكن من بلديات.
وقال ماضي ان فوز امانة عمان هو ابن عمان وابن الحياة الثقافية - عن اندهاشه بالانجاز النوعي لامانة عمان في الشأن الثقافي معتبرا اياها مفخرة للامانة وللأمين ولموظفي امانة عمان.
وكانت المشاركات في الدور الثقافي للبلدية في المدينة العربية وصلت الى 15 مشروعا مستوفيا لشروط الجائزة من كل من الاردن، فلسطين، لبنان، مصر، الامارات، السعودية، المغرب، عمان .
قام مجلس امناء الجائزة بتشكيل لجان تحكيم خاصة بكل حقل، من عدد من الخبراء الدور الثقافي للبلدية في المدينة العربية: وشكلت لجنة التحكيم من كل من:المهندس احمد السلوم من المملكة العربية السعودية، الاستاذ عبدالعزيز السريع من دولة الكويت، الدكتور احمد ماضي من المملكة الاردنية الهاشمية.
وقد قررت اللجنة منح الجائزة لامانة عمان الكبرى عن مشروعها: الدور الثقافي لامانة عمان. وذلك للاسباب التالية:
التميز النسبي
- غزارة الاصدارات والمشاركات ذات الطابع الثقافي.
- اتساع مجال الفائدة في الاصدارات والمشاركات لتشمل فئات عمرية مختلفة - اطفالا- شبابا- كبارا- وكذلك الجنس ذكورا واناثا.
- امتداد النشاط الثقافي لامانة عمان لتغطية انشطة مدن ودول عربية اخرى.
- تنوع الناتج المقدم واشتماله على مجالات ترتبط مباشرة بموضوع الجائزة.
- اسلوب ولغة الكثير من الناتج المقدم سلسة وسليمة. ان مجلس امناء الجائزة ليبارك للفائزين فوزهم الذي يستحقونه بجداره، ويتوجه بالشكر الجزيل لاعضاء لجان التحكيم على جهدهم الموصول وموضوعيتهم وعطائهم الفذ، كما يتقدم بالشكر العميق لامانة عمان الكبرى ممثلة بامينها المهندس نضال الحديد على هذا العطاء المتميز.
