عمان - خالد حرب- رغم ان التحسن والتطور النسبي الذي بدا على منتخبنا الوطني لكرة اليد في بطولة القارة الآسيوية الثانية عشرة والمؤهلة الى نهائيات كأس العالم التي تستضيفها المانيا العام المقبل والتي اقيمت في تايلاند مؤخرا، الا ان باع كرة اليد ما زال قصيرا، رغم تسخير اتحاد كرة اليد كل امكاناته وتوفير الاجواء المناسبة واقامة المعسكرات التدريبية الداخلية والخارجية للمنتخب الوطني.
قلة الخبرة
الدولية للاعبين
لو نظرنا على طوال العام لوجدنا ان منتخبنا الوطني قياسا الى الدول المجاورة او دول الخليج العربي ان خبرة لاعبيه الدولية محدودة، ولنأخذ الكويت او قطر مثالا، لنجد ان لاعب المنتخب الوطني في هذين البلدين يلعب اكثر من (30) مباراة دولية وربما يزيد الرقم عن ذلك في العام الواحد، الى جانب اقامة المعسكرات التدريبية المستمرة والتي تبقي على جاهزية اللاعبين الفنية والبدنية المستثمرة.
وبالمقابل، فان عدد المباريات الودية التي يخوضها لاعبونا على مدار العام محدودة، مثلما ان معسكراتنا وحتى مبارياتنا الودية في هذه المعسكرات تأتي احيانا فائدتها محدودة قياسا للمستوى الفني من خلال المباريات الودية لهذه الفرق او المنتخبات التي تلاقيها.
وهنا نسترجع استعدادات ومعسكرات منتخبنا الوطني للدورة العربية التاسعة / دورة الوفاء التي استضافها الاردن عام 99، حيث وفر الاتحاد معسكرات خارجية ومباريات ودية مع فرق تمتاز بالجودة الفنية العالية، مما اكسب لاعبينا الخبرة الميدانية اللازمة، ورغم ان امكاناتنا البشرية متوفرة من حيث عدد السكان مثلا قياسا الى الشقيقة قطر، لوجدنا ان الاخيرة تأهلت الى نهائيات كأس العالم اكثر من مرة، فما معنى ذلك، اهو التخطيط المدروس، ام الامكانات المالية الباهظة، ام الدوري المنظم، ام وجود اللاعب الاجنبي ذي المستوى الفني العالي، مما يكسب اللاعب المحلي الخبرات المطلوبة، ام وجود الجهاز الفني الاجنبي الذي يمتاز بالخبرات العالية، كل ذلك يدفعنا الى اكثر من تساؤل، لماذا نتقدم ببطء، وكثيرا ما نخفق في الميادين الدولية والآسيوية والعربية سواء على مستوى المنتخب الوطني او الأندية.
اهمال قطاع
الفئات العمرية
لو عدنا الى التاريخ، لوجدنا ان مشاركتنا الخارجية سواء آسيويا او عربيا على صعيد منتخبات الناشئين او الشباب تكاد تكون معدومة، حتى في البطولات التي تقام في الدول المجاورة، من هنا فان اهمال هذا القطاع الكبير يكون بالتالي مردوده سلبيا على منتخبنا الوطني للرجال وضيق قاعدته من اللاعبين، مما يعني ان تطورنا في اللعبة يشبه زحف السلحفاة، وبالتالي كيف نتطور وكيف نتقدم؟
ان وعودا كثيرة سمعناها من اتحاد اللعبة بضرورة رعاية منتخبات الناشئين والشباب واشراكها في المحافل الدولية والآسيوية، لكننا لم نلمس شيئا من هذه الأماني.
ان اهمالنا لقطاع الناشئين والشباب وعدم ديمومتهما محليا سواء باشراكهما في دوري الدرجة الثانية او الاولى، وغيابنا عن الساحات العربية والدولية سيفرض ذلك على اللعبة العزلة وان نراوح مكاننا دون التقدم المنشود للتطور.
قطيشات: تطور
ملحوظ وملموس
جهاد قطيشات مدربنا الوطني الذي تولى مهام الاشراف على منتخبنا منذ فترة قصيرة، ذكر في حديث الى «الرأي» .. ان منتخبنا في تصفيات قارة آسيا في تايلاند بدا عليه التطور الملحوظ من خلال نتائج المباريات التي خاضها مع منتخبات مجموعته الاولى وهي الكويت، كوريا الجنوبية، البحرين وتايلاند، حيث قدم المنتخب صورا مشرقة رغم قصر فترة الاعداد، مثلما امتاز اللاعبون بروح الحماس العالية في مبارياتهم، وان وقع اللاعبون في بعض الاخطاء الفردية سواء من الناحية الدفاعية او الهجومية.
واقول ان مجموعتنا كانت صعبة وليست سهلة حيث ضمت ثلاثة منتخبات وهي كوريا الجنوبية، الكويت وقطر وسبق لها ان تأهلت جميعا الى كأس العالم.
واضاف تنقصنا الخبرة الميدانية اللازمة وهذا يتأتى بالمعسكرات التدريبية المتواصلة ولعب العديد من المباريات الودية مع منتخبات تتمتع بالمستوى الفني الطيب للوصول باللاعبين الى الخبرة الميدانية التي تؤهلهم للمنافسة ومقارعة المنتخبات الآسيوية.
الرؤيا المستقبلية
عن الرؤيا المستقبلية لمنتخبنا قال قطيشات، ان لاعبي منتخبنا الحالي ليسوا كبارا في السن، ومن جهة نظري المستقبلية اننا بحاجة للاستمرارية والتدريب المتواصل دون انقطاع، الى جانب خوض المباريات الخارجية المستمرة على مدار العام، وتنظيم المعسكرات سواء الداخلية او الخارجية، مع ايجاد الحوافز المادية للاعبين، وتهيئة الاجواء المناسبة.
وثمن قطيشات دور اتحاد كرة اليد الفاعل برعايته الدائمة والمستمرة للمنتخب الوطني من حيث توفير كافة المستلزمات والمعسكرات والمشاركات الخارجية.
اهمية التقييم
نحن بدورنا نتمنى من اتحاد اللعبة ان يخصص اكثر من جلسة لاجراء التقييم الاداري والفني لمشاركتنا في تصفيات القارة الآسيوية الاخيرة في تايلاند بحضور الجهاز الفني للوقوف على نقاط الضعف لعلاجها وايجاد ارضية صلبة للانطلاق نحو الجناح.
تجاهل الاعلام
لقد عانى الاعلام الرياضي على مختلف وسائله من متابعة اخبار منتخبنا الوطني في مشاركته الاخيرة بتصفيات كأس العالم، رغم الوعود من اتحاد اللعبة قبل سفر المنتخب الوطني الى تايلاند لتوفير اكبر قدر من المعلومات والمتابعة الا ان ذلك لم يحدث، فلماذا يحرم الاعلام من مرافقة منتخبنا لمتابعته، في مثل هذه التظاهرة الدولية الكبيرة، وعلى اتحاد اللعبة ان يعطي الاهمية للاعلام الرياضي لأنه ركن اساسي في بناء اللعبة وتطورها كما باقي اركانها الاخرى.
الاستفادة من
تجارب الآخرين
ليس عيبا ان نستفيد من تجارب الآخرين امثال مصر، الكويت، قطر والسعودية في الاساليب والتجارب والخبرات التي تؤهل هذه الدول لنهائيات كأس العالم اكثر من مرة، سواء بتبادل الاراء والاطلاع على خبراتهم في هذا المجال، الى جانب طلب مساعدة الاتحاد الدولي الذي يرأسه د. حسن مصطفى سواء بتوفير التجهيزات والخبرات الفنية اللازمة.
النتائج والترتيب
منتخبنا الذي جاء في المجموعة الاولي جاءت نتائجه في الدور الاول: فاز على تايلاند 45/26، خسر امام الكويت 25/28، وامام البحرين 26/27، وامام كوريا الجنوبية 34/38.
وفي مباراة تحديد المركز السابع فاز منتخبنا على الصين 28/25، الترتيب النهائي للمنتخبات المشاركة في البطولة:
المركز الاول الكويت، الثاني كوريا الجنوبية، الثالث قطر، الرابع ايران، الخامس اليابان، السادس البحرين، السابع الاردن، الثامن الصين، التاسع تايلاند، علما ان المنتخبات الثلاثة الاولى الكويت، كوريا الجنوبية وقطر تأهلت الى نهائيات كأس العالم التي تستضيفها المانيا العام المقبل.
