ذكرت مصادر مطلعة أن المحادثات الايرانية الروسية على مستوى الخبراء بشأن خطة التخصيب المشترك لليورانيوم بدأت ظهر اليوم السبت خلف الابواب المغلقة في مقر الوكالة الايرانية للطاقة الذرية في طهران.وبعد المحادثات المبدئية بشأن المفاعل النووي المشترك بين الجانبين في ميناء بوشهر المطل على الخليج جنوب إيران بدأ الخبراء من الجانبين تقييم الخطة الروسية لتخصيب اليورانيوم الايراني المحول على الاراضي الروسية.
وأضافت المصادر أنه يتعين على الجانب الروسي توضيح ثلاثة جوانب مهمة بالنسبة لطهران قبل اتخاذ القرار النهائي على المستوى السياسي وهي الجدول الزمني للخطة ومقر تنفيذها والشركاء المحتملين.
وترددت أنباء حول موافقة إيران على جدول زمني لتخصيب اليورانيوم في روسيا بشرط أن تكون عملية التخصيب في إيران لتغطية الاحتياجات الكهربائية للمفاعلات النووية المحلية معترفا بها دوليا.
ولكن أنباء أفادت بأن روسيا تعارض وضع أي حدود زمنية مما دفع بعض البرلمانيين الايرانيين إلى اتهامها بالاستفادة من الخلاف الدولي بشأن البرنامج النووي الايراني من أجل تحقيق مصالحها
الاقتصادية.كان غلام رضا أغازاده رئيس الوكالة الايرانية للطاقة الذرية صرح في وقت سابق اليوم السبت بأن بلاده وروسيا تعتزمان بلورة جدول زمني ووضعه فى شكله النهائى لبدء العمل في
المفاعل النووي المشترك بينهما في ميناء بوشهر المطل على الخليج جنوبى إيران.
وقال أغازادة لشبكة " خبر " للانباء فى اعقاب المرحة الاولى من المحادثات مع سيرجي كيرينكو رئيس الوكالة الروسية للطاقة النووية (روساتوم) "سيتم خلال الزيارة بلورة الجدول الزمني لبدء
العمل في مفاعل بوشهر".وأضاف أغازادة "لقد ناقشنا موضوعات أخرى مثل مستقبل التعاون إلى جانب مفاعل بوشهر" لكنه لم يصرح بالمزيد من التفاصيل.
وأفادت مصادر مطلعة بأن المرحلة الاولى من المحادثات تركز على شروط العمل في المفاعل النووي المشترك بين البلدين في ميناء بوشهر المطل على الخليج قبل التطرق إلى الموضوع الرئيس وهو المقترح الروسي بتخصيب اليورانيوم الايراني على الاراضي الروسية.
ووفقا للاتفاقيات الموقعة بين البلدين في شباط/فبراير الماضي فإن روسيا تضمن نقل الوقود النووي لايران لاستخدامه في مفاعل بوشهر لمدة 10 سنوات ولكنها طلبت إعادة النفايات النووية إليها
مرة أخرى لتخزينها.ومن المنتظر أن يتم نقل الدفعة الاولى من الوقود النووي خلال العام الحالي رغم عدم تحديد تاريخ رسمي من قبل الجانبين.
وتعتزم إيران مبدئيا البدء في الوحدة الاولى من مفاعل بوشهر التي تصل طاقتها إلى 1000 ميجاوات بنهاية الشهر الجاري لكن روسيا تقول إنه يتعين اتخاذ كل إجراءات السلامة قبل البدء في
مرحلة الاختبارات التي تستمر ثلاثة أشهر على الاقل.
ونتيجة للمشاركة الروسية فإن مفاعل بوشهر الذي يفترض أن يزيد قدرته على انتاج الطاقة النووية لتصل إلى 7000 ميجاوات
خلال السنوات العشر القادمة سيعترف به كمفاعل سلمي حتى من قبل الولايات المتحدة.
والقضية الرئيسة مازالت رغم ذلك الخطة الروسية التي لم تقبلها طهران بشكل كامل حتى الان وتوافق على آخذها في الاعتبار كحل تكميلي إلى جانب تخصيب اليورانيوم على الاراضي الايرانية.
ويشارك في المحادثات للمرة الاولى الصين ويمثلها نائب وزير الخارجية لو جوزينج. فبكين باعتبارها حليف سياسي مقرب وشريك تجاري لايران لها مصلحة ضخمة في تسوية الازمة النووية وتجنب المزيد من التصعيد لها.ومن غير المتوقع الاعلان عن أي نتائج قبل المؤتمر الصحفي المشترك بين كيرينكو أغازاده في وقت لاحق اليوم السبت في بوشهر.
وهذه المحادثات هي الجهد الدبلوماسي الاخير قبل صدور تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن إيران في 6 آذار/مارس في فيينا.
وأحيل الملف النووي الايراني بالفعل إلى مجلس الامن الدولي الذي ينتظر صدور التقرير الاخير للوكالة الدولية للطاقة الذرية قبل اضطلاعه بمسئوليته في القضية.
(د ب أ)..M