من الطبيعي أن يتطلع الشباب إلى المستقبل ويسترجع كبار السن ذكريات الماضي في سعادة ورضا.
ولكن تطرأ مشكلة عندما يعيش كبار السن في الماضي تماما ويتجاهلون الحاضر.
وتقول أورسولا لير رئيسة مجموعة العمل الاتحادية لمنظمات رعاية المسنين في بون "أي شخص يفتقر لفضول وتفتح الذهن لن يتعلم كيف يتصرف عندما يتقدم به العمر".
وربما يبدو أسهل بالنسبة لاي شخص غير سعيد بالبيئة التي يعيش فيها أن ينزوي ويعيش في الماضي. وأظهرت دراسات أن كبار السن الذين ينظرون بإيجابية لانفسهم وللاخرين يستمتعون بشكل أكبر بالحاضر.
ويوضح الاستاذ جورج أدلر مدير المعهد المركزي للصحة العقلية في مانهاتن إن تجارب المرء الاولية تشغل الجزء الاكبر من ذاكرته.
وهناك بالفعل كثير من الاسباب التي تجعل الماضي أكثر أهمية من الحاضر بالنسبة لكبار السن ويقول يوخن تنتر المتخصص في علوم الشيخوخة ومدير مركز الطب النفسي في رافنسبرج: "مع تقدم عمر المرء تقل قدراته البدنية وتظهر لديه مشكلات في الرؤية والسمع".
ومن جهة أخرى فإن الذكريات والقصص القديمة التي يسردها كبار السن لا تكون سيئة بالضرورة.
وفي هذا الصدد تقول لير إن "الكثير من الناس يبدأون في استعراض الاحداث التي مرت بهم في الحياة عندما يتقدم بهم العمر مما يثير لديهم قدر كبير من الذكريات .. ولكن ذلك يصبح مشكلة للاطفال والاحفاد عندما يسمعون نفس الروايات المرة تلو الاخرى. وينبغي اتخاذ إجراء عملي لحل هذه المشكلة".
ويقول تنتر: "إذا كنت تهتم حقا بسماع تلك الروايات فعليك الاستفسار عن تفاصيلها وهذا يجعلها مسلية أكثر لمن يرويها" ولكن الامل في استنباط الخبرة من ذلك ليس توجها مفيدا.
وتوضح لير أن "المسنين يكررون الاحداث بأكملها عندما لا يجدون أي مردود للقصص التي يروونها".
ويتعين على كبار السن أن يسعوا للتواصل مع الاجيال الاصغر بدلا من العيش في صمت على ذكريات الماضي.
وينصح خبراء الطب النفسي والمختصون في علم لشيخوخة الاشخاص الذين بلغوا منتصف العمر بالحفاظ على علاقاتهم وتحسين معنوياتهم.
ويقول تنتر "من الممكن أن يتحقق ذلك من خلال ممارسة الالعاب أو الرقص أو الرياضة أو حل الكلمات المتقاطعة".
(د ب أ) ...ر