صقلية - غيث العضايلة - افتتح في مدنية باليرمو الايطالية امس المنتدى الاقتصادي لدول حوض البحر المتوسط والذي تشارك فيه 13 دولة يمثلها نحو الف رجل اعمال يناقشون تعزيز التعاون الاقتصادي في جميع الحقول وصولا الى تفاهم مشترك بين حضارات الدول المطلة على «المتوسط» رغبة من روما في محاربة التعصب والتطرف.
وفي هذا السياق قال جان فرانكوفيني وزير خارجية ايطاليا في كلمة القاها في افتتاح اعمال المنتديان «بلاده مهتمة بتنظيم المنتدى لرغبتها في تعزيز التعاون الاقتصادي واقامة شراكة حقيقية بين الدول المشاركة وذلك لانها تسعى الى اشاعة ثقافة الحوار وتقبل الرأي الآخر والمعتقدات والثقافات الاخرى.
واضاف فيني «ان ما يهدد مستقبل منطقة حوض البحر الابيض المتوسط ليس الفقر والجوع، بل الجهل والتعصب والتطرف والذي نسعى لمحاربته عبر التبادل التجاري والنشاط الاستثماري وبناء الديمقراطية لا تصديرها لاننا نؤمن ان الديمقراطية لا تصنع في صناديق الاقتراع بل تشاع بنبذ التعصب والتطرف وفكرة تفوق الذات».
والمؤتمر الذي تنتهي اعماله يوم غد الاربعاء تحتضنه مدينة باليرمو عاصمة صقلية التي كانت ايام الحضارة الاسلامية أول نقطة تبادل تجاري بين الحضارة الاسلامية والشعوب الاوروبية، وشكلت في تلك الفترة نموذجا لتعايش الحضارات المبني على احترام الاديان والتعامل التجاري المؤسس على فهم الطرف الآخر والأمانة والمسؤولية. بدوره اكد وزير الصناعة الايطالي كلاوديو سكايولا ان انعقاد المنتدى يأتي للتأكيد على ان شعوب بلدان حوض البحر الأبيض المتوسط ليسوا اعداء بل انهم في خندق واحد في مواجهة التعصب والتطرف وازدراء معتقدات الآخرين.
وتأمل ايطاليا ان يقود انعقاد هذه التظاهر الاقتصادية الى تأسيس منتدى دائم سيحقق تطلعات منطقة دول حوض المتوسط في الحقل الاقتصادي واقامة شراكة تبادلية بين المشاريع الايطالية ومثيلاتها لدى دول الحوض وعقد اجتماعات مؤسساتية بين هذه الدول.
وفي هذا الاطار دعت الهيئة المركزية للمؤتمر دول الحوض الى تشجيع الحوار الديمقراطي وتطبيق القانون لاشاعة الأمن في المنطقة، واكدت تشجيعها لمشاركة مؤسسات المجتمع المدني في التفاهم بين شعوب المنطقة، ودعت الى تطوير انظمة التعليم وتشجيع القطاع الخاص واشاعة مناخ يحفز الاستثمار، وتطوير انظمة الحكم المحلي عبر التخلي عن المركزية بالاضافة الى المساعدة في تمويل المشاريع الصغيرة.
وعلى هامش اعمال المنتدى سينظم نحو 2500 لقاء بين رجال الاعمال المشاركين لاتاحة الفرصة امامهم لعرض منتوجاتهم والاطلاع على الخبرات والتقنيات وعقد الصفقات.
وفي هذا الاطار قال رئيس غرفة صناعة الاردن حاتم الحلواني ان الاردن يؤمن بقوة ويدعم التعاون الاقتصادي بين بلدان حوض المتوسط من اجل عيش كريم وآمن للأجيال المقبلة.
واضاف ان ما نسعى اليه هو تعميم نموذج صقلية القديمة ليصبح حوض المتوسط مركز للتجارة العالمية والتعايش الحضاري والتفاهم الديني . وعرض الحلواني الاجراءات الاردنية المتخذة لتشجيع الاستثمار وتحفيز التعاون الاقتصادي مدللا على ذلك بتطبيق الانظمة العالمية في تعاملات المصانع والبنوك وازالة العراقيل امام المستثمرين وتخفيض الضرائب والتركيز على الفاعلية والتنافسية والنوعية في الانتاج الاردني.
واشار الحلواني الى الاثار الايجابية التي تحققت عقب الاجراءات الاردنية مثل زيادة نسبة النمو وانتعاش البورصة وارتفاع قيمة الصادرات الى البلدان العربية واوروبا، واكد حرص الحكومة الاردنية على مساعدة القطاع الخاص في ايجاد اسواق جديدة للمنتجات الوطنية.
كما قدم المهندس غيث صوالحة مسؤول قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في مؤسسة تشجيع الاستثمار عرضا محوسبا لمستجدات المناخ الاستثماري في المملكة والحوافز والاعفاءات التي يقدمها قانون تشجيع الاستثمار.
واتيح لرجال الاعمال الاردنيين المشاركين لقاء عدة رجال اعمال عرب واوروبيين على هامش المنتدى حيث بحثوا معهم التعاون في مجالات الصناعة الدوائية وصناعة الرخام والصناعات الغذائية مثل الاستفادة من زيت الزيتون والخضروات وانتاجها باشكال جديدة.
وتعليقا على هذه اللقاء قال السيد وليد الطويل المتخصص في صناعة العطور ومواد التجميل «اننا لمسنا اهتماما بالغا بالمنتج الاردني ورغبة حقيقية من قبل الدول المشاركة في التعاون الاقتصادي معنا وذلك لاعتدال ووسطية الاردن ومنتجاته التي تتميز بالنوعية المتميزة والسعر المعتدل. لافتا الى ان رجال الاعمال الاردنيون يحصدون ما زرعته القيادة الاردنية من سمعة حسنة للسياسة والصناعة الوطنية.