عمان ـ سارة القضاة - امتزجت الموسيقى الشرقية بهارمونية الموسيقى الفرنسة الباريسية مساء أول من أمس في الحفل الذي أحياه عازف الأكورديون الفرنسي كريستيان وفرقة رباعي الخطيب، وهم: عبد الحليم على القانون، شريف على الكمان، عبد الرحمن على العود، وفهد الخطيب على الكونتر باص، وذلك على مسرح مركز الحسين الثقافي.
ويأتي هذا النشاط الموسيقي ضمن إطار التعاون الثقافي و الموسيقي بين أمانة عمان الكبرى والمركز الثقافي الفرنسي بهدف يظهر عمق الانسجام بين الموسيقى الشرقية و الغربية عموما و الفلكلورية خصوصا، كون الموسيقى لغة مشتركة.
وقدم العازفون مقطوعات من الموسيقى الأردنية، العربية والشرقية، إضافة إلى مقطوعات من الموسيقى الفرنسية التقليدية، وتميزت الفرقة باتحادها من خلال أحاسيسها المشتركة، ومظهرها الخارجي الموحد، وانسجام أدائها، ليكونوا بذلك ناطقين بلغة واحدة هي الموسيقى.
وبدت الألحان الخارجة عن الآلات وكأنها تتشكل في كلمات، إذ يخال للمستمع أن هناك شخصا يجلس وراء الكواليس ويغني مع الموسيقى، وتنوعت المقطوعات التي قدمها العازفون بين البطيئة الهادئة، الرومانسية والحزينة، وبين السريعة التي بثت أجواء الفرح الراقص، وكأنها آتية من زمن زوربا اليوناني.
وعمد العازفون إلى الانتقال من لحن إلى آخر دون فواصل تذكر، وكأن الموسيقى أصبحت حلقة مفرغة تدور فيها الألحان والأحاسيس، أما الإضاءة فقد لعبت دورها، فتغيرت كلما تغيرت أحاسيس الألحان، لتعكس على أزيائهم السوداء ألوانا ممتزجة من الأحمر إلى الأخضر والأصفر.
وقدم الأكورديون موالا شرقيا تألق من خلاله العازف، مظهرا مهارة عالية، واستطاع الأكورديون أن يتميز من خلال تمرده على اللازمة الموسيقية التي اعتمدتها بقية الفرقة، ليندمجوا من جديد في مزيج واحد يتناوبون في الأدوار دون أن يفقد الأكورديون خصوصيته في المقطوعة.
وتفرد القانون بمطلع مقطوعة موسيقية رومانسية حزينة، ناجى فيها العازف أوتار آلته، قبل أن تنضم إليه الفرقة بنفس الوتيرة من الهدوء والحزن، وعلى الرغم من رومانسية المقطوعة، إلا أن في حزنها صرخة تنادي إلى الحب والسلام.
وجالت الفرقة في التراث الموسيقي الأردني، مقدمة مقطوعات وألحانا مستوحاة من التراث الأردني، واستخدم فيها مايز الأكورديون العادي بدلا من الالكتروني
كما كان للموسيقى الفرنسية التقليدية نصيب في الأمسية التي استمرت لأكثر من ساعة من الوقت، فعزفوا مقطوعات موسيقية من التراث الفرنسي تميزت بجملها الموسيقية السريعة، وأضفى عليها العود والقانون روحا شرقية عربية.
ومرة أخرى انفرد القانون بوصلة موسيقية منفردة، اظهر من خلالها العازف إبداعا في التعامل مع أوتار القانون، ليستخرج من آلته المشاعر كافة، وانضمت إليه الفرقة فيما بعد بمقطوعة موسيقية شرقية أخرى، أخرجت الجمهور من حالة الهدوء، ليقدموا لحنا سريعا بنغمة صاخبة.
وكان للعود نصيب في أداء مقطوعة صولو، ترافقه باقي الآلات بلازمة موسيقية هادئة، ليظهر العود أصالة الشرق وموسيقاه.
يذكر أن المركز الثقافي الفرنسي في عمان قام بالتعاون مع أمانة عمان باستضافة عازف الأكورديون الفرنسي كريستيان مايز في العام 2003، حيث التقى بعدد من العازفين الأردنيين و هم : عبد الحليم الخطيب (عود و قانون)، عوض حماد (دف و طبلة)، ووسام طبيلة (كمان)، و قدموا معا أكثر من أمسية موسيقية في عمان بهدف تسجيل أسطوانة مشتركة كانت نقطة انطلاق لسلسلة من الحفلات في فرنسا، وتم تسجيل الأسطوانة الأولى لهم في باريس بعنوان « الشرقيون» .
وفي العام 2005، قام كريستيان مايز و فرقته «إيريتاج» بالعمل مع رباعي الخطيب لتسجيل المقطوعة الموسيقية الثانية «الشرقيون» .