أحيانا أتساءل عما إذا ما تضمن التقرير اليومي المقدم للرئيس أي معلومة عني، تلك الوثيقه التي يعدها السي اي ايه لتقدم للرئيس ملخصا سريعا للقضايا المهمة ذات الاثر على الأمن القومي. ان معظم المعلومات والتي تعتبر غاية في الحساسية تجمع عبر عدة مصادرمختلفه في جميع انحاء العالم. تثير قضية التصنت الذي قامت به الحكومة الكثير من الجدل الأن، ومعظم النقاشات في وسائل الاعلام تتركز على ما يدعوه الرئيس بوش ب «برنامج مراقبة الارهاب» الذي تديره وكالة الامن القومي .
في الوقت الذي يتحاورفيه ناقدون و سياسيون حول شرعية نشاط وكالة الامن القومي، فانني اتساءل عن مدى معرفة واهتمام عامه الاميركيين بالمعلومات الاستخبارية.
بعد الحرب العالميه الاولى دافع الرئيس ويلسون عن اقامه علاقات دولية جديدة تحكمها «مواثيق مفتوحة» يتم التوصل اليها بدون ذرائع دبلوماسية او تحالفات سرية تدفع الامم الى صراعات مخيفة.
لقد كانت فكرة جيدة بحيث انها لم يتم الاخذ بها، ومن المؤكد ان الرئيس ويلسون كان سيندهش لو علم انه بنهاية القرن العشرين قامت حكومة الولايات المتحده بتشغيل مجموعة من الوكالات ترتبط كلها بسلسلة من عمليات التصنت.
اذا اراد شخص ما اعادة النظر في كيفية توصلنا الى هذه النقطة فانه سيجد العديد من التفسيرات المباشرة واستشهد هنا بمذكرات مدير السي اي ايه الراحل ريتشارد هولمز في كتابه بعنوان «نظرة الى الخلف». ففي لغة بسيطة ومتجردة وصف هولمز العلاقات بين اميركا والاتحاد السوفيتي ففي بدايه الحرب الباردة والتي نجم عنها اتساع كبير ودائم في طرق تجميع المعلومات الاستخبارية بأنها مقدمة منطقية لهذه النشاطات والتي تتمثل في ان بعض الحكومات او منظمة عدوة ربما تعد عملا كبيرا له تأثيرعلى امننا القومي وان هذا التحرك بحاجه للتصدي له بسرعه، وحيث انه لا يوجد وقت لمعالجة المشكلة من خلال السياسة العادية او الطرق الدبلوماسية، فان احدى العمليات الناجحة التي ذكرها هولمز تتمثل في التمويل السري الذي تقوم به السي اي ايه للمجموعات السياسية في ايطاليا و فرنسا لتمويل الانتخابات قبل عام 1948 في هذه البلدان.
كان الهدف من وراء ذلك وقف الانتصار الشيوعي في الوقت الذي كان يبدو فيه ان ستالين يوسع قبضته في اوروبا.
هل كان التورط في هذا خطأ؟ يمكن ان تتم مناقشه هذا السؤال ضمن صف دراسي في الكلية ومن المحتمل ان يكون جدلا دائرا حاليا حول برنامج التصنت الذي تقوم به وكالة الامن القومي. اشك في ان الاحزاب السياسيه الاميركية تقوم الان باجراء استطلاع لمعرفه اصداء هذه القضيه لدى الناخبين المحتملين.
بالرغم مما وجدوه فان المعلومات الاستخبارية ستبقى جزءا من الحياة الحديثة وهذه الحقيقة هي ما جعلني اتساءل اذا ما ذكرت في التقرير اليومي للرئيس.
اثناء البحث في هذا الموضوع تعلمت ان هنالك خمسه تصنيفات رئيسية للمعلومات تجمعها منظمات المراقبة وقد اوقفني التصنيف المعروف ب «المصادر المفتوحة للاستخبارات» مثل الكتب والجرائد. اعتقد ان معنى ذلك ان بعض المحللين المحترفين يقلبون الفكرة لاحتمال تأثيرها على سياسات الحكومة الحالية او المستقبلية.
اذا كان مثل هذا التحليل ينتهي بأن العامود هذا بدون فائدة و لا يوجد فيه اي قيمة استخبارية او فكرية، اود ان اطلب رسميا بأن يختم ملفي ب «سري للغايه».
