وتأكد حتى الآن مقتل 16 شخصا، غير أن مسؤولي الصليب الأحمر والجيش يقولون إن ما يتراوح بين 1500 و2500 ربما دفنوا من جراء الانهيار.
وأمرت الرئيسة الفلبينية جلوريا أرويو بنشر قوات خفر السواحل والبحرية في جزيرة ليتي، ووعدت بوصول الإغاثة والمساعدات.
غير أن رجال الإنقاذ الذين يخوضون في الأوحال التي تصل إلى وسطهم أوقفوا عمليات البحث، خشية وقوع المزيد من الانهيارات.
وقد اجتاح الانهيار الطيني مدرسة وما يقدر بخمسمائة بيت بقرية غينسوغون التابعة لبلدة سان برنارد في الجزء الجنوبي من جزيرة ليتي.
ووقع الانهيار بعد ورود تقارير بحدوث زلزال بسيط في المنطقة صباح الجمعة.
وقال أحد الناجين، ويدعى داريو ليباتان، "وكأن الجبل قد انفجر، وانهار بأكمله".
وتابع قائلا "لم يتبق أي بيت قائما على مرمى البصر".
وأظهرت الصور التلفزيونية أسطح المنازل فقط وقد برزت من الأوحال. رجال الإنقاذ يغوصون
وكانت أمطار غزيرة، بلغت نحو 200 سنتيمتر، قد سقطت على المنطقة في غضون عشرة أيام، حسبما قالت إيفا تومول، إحدى أعضاء الحكومة الإقليمية لبي بي سي.
وقال النقيب بالجيش إدموند أبيلا، الذي يتزعم فريقا من 30 رجل إنقاذ تابعين للجيش، إن جنوده يغوصون في الأوحال، مضيفا "الأمر غاية في الصعوبة، إننا نعمل بأيدينا والمكان شاسع والأوحال كثيفة".
وتمكنت قواته من إنقاذ سيدة تبلغ 43 عاما من العمر، وقال أبيلا "كانت تبكي وتبحث عن أبناء شقيقها الثلاثة، ولا تجدهم".
وتقول سارا تومز مراسلة بي بي سي في مانيلا إن المنطقة تقع في مسار عدة أعاصير تمر بها كل عام، غير أن جذور نخيل جوز الهند التي تنتشر فيها غير عميقة بما يجعل التربة أكثر عرضة للانهيارات الأرضية.
ونفت تومول أن تكون أعمال قطع الأشجار بشكل غير قانوني قد ساهمت في الكارثة.
وقالت حاكمة جنوب ليتي، روزيت ليرياس إن الكثير من السكان تركوا القرية الأسبوع الماضي، خشية الانهيارات، ولكنهم كانوا قد بدأوا بالعودة مع انخفاض حدة الأمطار خلال الأيام القليلة الماضية.
وقالت إن المدرسة التي دفنتها الأوحال كان بها 246 طالبا مسجلا، فضلا عن سبعة معلمين.
وأضافت "تمكنا من إنقاذ طفل واحد وشخص واحد بالغ فقط من محيط المدرسة". عرض أمريكي
وحثت الرئيسة أرويو مواطني بلادها على "الصلاة من أجل الذين قضوا نحبهم والذين حاقت بهم الكارثة".
وقالت في خطاب بثه التلفزيون على البلاد "أمرت خفر السواحل وقوات البحرية بأكملها في منطقة فيساياس (بوسط الفلبين) بالتوجه للمنطقة".
وتابعت "سترسل سفن البحرية كمستشفيات عائمة ومراكز قيادة لعمليات الإغاثة والإنقاذ".
وقالت متحدث بلسان القوات الأمريكية، التي تنفذ تدريبات في المنطقة، إنه لم يتلق طلبا رسميا، ولكن قواته على استعداد للمساعدة.
وقال ريتشارد جوردون، رئيس الصليب الأحمر الفلبيني، متحدثا في جنيف، إن سلاح الجو الفلبيني ينقل فرقة مزودة بالكلاب من مانيلا لعمليات البحث بين الأنقاض.
وأضاف إن الأمر سيستغرق بعض الوقت قبل معرفة المحصلة النهائية للقتلى.
وتابع "يمكن أن ترتفع الأرقام بشكل مأساوي. ومازلنا نأمل ألا يحدث ذلك".
"من المستحيل التنبؤ بما يحدث طبيعيا.