عمان- إبراهيم السواعير - حضر السيف مساء أول من أمس، في لوحات أحيتها فرقة أمانة عمان للفنون الشعبية والتراث في سياق احتفالات الدائرة الثقافية،بالأمانة، في العيد الرابع والأربعين لميلاد جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين.
واستهل الحفل بقراءات شعرية، تلتها أغنية دار الهواشم، ولوحة فدوى لعيونك يا أردن، وأغنية «قومي يا عمان»، ثم لوحة «عالهوى عالهوى»، وتراثية «لبدي كلامي»، لتقدم بعد ذلك لوحة السوسنة السوداء، وفقرات السامر الأردني.كما اشتمل الحفل الذي حضره جمهور كبير على «دبكات المجوز والقربة»، وفقرة الختام بالزغرودة الأردنية.ولامست اللوحات الفنية المتتابعة استعدادا أصيلا لدى حضور غص به المدرج واحتشد.
«دار الهواشم»، «فدوى لعيونك يا أردن»، و«قومي يا عمان» اشتركت جميعا في التغني بتراب الوطن، وتجديد العهود، وإعلان الحب الأزلي الحميم لعمان مع مرافقات فلكلورية تمثلت بأدوات دالة على رائحة، التراب الأردني وطقوس الحصاد ومواسم الغلال: «الشاعوب»، «المذراة»، «سلال الزيتون»، الخناجر القديمة، «الربابة»، «الجرة»، وأضفى العلم الأردني المنصوب على يمين وشمال المسرح جوا من البهجة عززتها زغاريد مترادفة لبت نداء تتابع من هنا وهناك.
وفي «عالهوى عالهوى» بلغ حضور الجمهور أوجه، وأطالت الفرقة في حواريات «وش تقول يا ابن العم، والتقينا سوى!»، وتراوح الأداء ما بين «هز البيارق عالجبل، وتزيني يا بلادنا..، يا الهاشمي حبك يزيد، واحنا معك؛ كل يوم عيد، يا بنت علي الزغاريد حل الفرح بديارنا..عبد الله يا صقر العرب، نفديك بدم رقابنا!.. والأردن يا أم الرجال من الجنوب للشمال». ومما زاد من تعلق الجمهور بالفقرة اللعب بالسيف بمهارة عالية وتمكن واضح، والكوفية الحمراء المتناغمة مع «الجناد»، و«الشباري» اللامعة عبر قفزات وحركات نظم لها من قبل.
«السوسنة السوداء»، اللوحة التالية، جاءت عبر إضاءة بعد خفوت؛ فكان أن خرجت فتاة على ألحان شبه حزينة تصاعدت، والفتاة التي يعلو جبينها التاج المزركش تتصاعد معها ملوحة بيديها، بينما البخار ينتشر من اطراف المسرح عاكسا شيئا ما، وأخذت اللوحة نصيبا لا بأس به من وقت الفرقة المعلوم.
موسيقى العود المعهودة مهدت بموالها الذي تغنى بـ«أبو حسين» وعلو تاجه ودوام ملكه، لأرجوزة «أول ما نبدي بالبادي، يحميكم رب العباد... هلا وهلا بك يا ولد، لا يا حنيفة يا ولد»، وتمثلت الفقرة بقصة «الحاشي»، وهي رقصة أردنية قديمة لا زالت تنتشر، وتحكي بإيقاعاتها المتتابعة حوارات والتماسات يسوقها أعضاء الفرقة لأحدهم، وقد انفرد بفتاة مانعته بحركات بهلوانية موحية وأحكم وثاقها رغم «ياللي ربطت حويشينا!...يا ولد وشلك علينا؟!..وحنا يوم انا مدينا، وسيوف تلمع بيدينا...لولا معزبنا ما جينا، ولا قطعنا وادينا!». ويتفاعل الحوار في «وش لك بالحاشي وقعوده؟!..خذ لك من حقه بارودة!!» والآخر يأبى بقوله مفكه! ما في مفكه!...أجوهك بالله ومكة!!...إلى أن تختتم الفقرة بـ«ملامة ما في ملامة؛ يالحاشي مع السلامة!».
مما يشار له أن السامر تفننت بكافة ضروب «الدحية»، والاقتراب حينا والابتعاد حينا آخر، عبر تناغم «الحاشي» وفرقته، لتأتي الدبكة ومصاحباتها من «مجوز» و«قربة» ودقة الطبل اللاهبة. ولوحظ أن الفرقة انتقلت من السامر إلى الدبكة بسهولة تامة، حيث خلع أعضاؤها العباءات وانتظموا صفوفا تخللتها حلقات والسيف يلمع في الفضاء، والجمهور يتفاعل:«سيدي عبدالله جتك تحية، من كل الدول هالعربية!..أول ما نبدي صلوا عالزيني، ينصر جنودك سيدي أبو حسين! لينتهي المشهد بوقفة تحية للجمهور على صوت «الشبابة» الموحي، وتناول القهوة العربية من دلة صفراء أوحت بالكثير! تلتها لوحة لافتة تشكلت من أعضاء الفرقة الذين توسطتهم صورة كبيرة للمليك القائد بلباسه العربي المميز.
وفي حوار سريع، على هامش الأمسية، صرح رئيس فرقة أمانة عمان للفنون الشعبية، محمد حمدان الزاهري، لـ«الرأي» بأن الفرقة تأسست العام 1990 عن طريق الاستعانة ببعض الكفاءات من موظفي الأمانة، إلى أن تم تعيين كفاءات فنية مقتدرة وشراء الأجهزة الكهربائية والآلات الموسيقية واللباس التراثي الخاص. وأن الفرقة هي أحد أقسام الدائرة الثقافية؛ ومن اهدافها إحياء التراث الشعبي الأردني والمحافظة عليه. وقال إن الفرقة لها كادر إداري، ومدربون ومختصون بالملابس التراثية، وان لها مبنى خاص يضم مسرحا للتدريب، واستديو، ومكتبة موسيقية، ومكتبة توثيقية تضم أشرطة فيديو، كاسيت، سي دي، وصور الفرقة. وهي موزعة على شكل: فرقة الدبكة، الفرقة الموسيقية، التخت الشرقي، وفرقة الباند.
وأضاف أن أعمال الفرقة تتركز في أداء الأغاني الأردنية الوطنية والتراثية والفلكلورية وتطويرها، وأداء الدبكات الأردنية المختلفة من سامر، وعرس اردني، وجوفية، وحصاد، وأهازيج، بالإضافة للدبكات الشعبية المتوارثة. وكذلك أداء اللوحات الخاصة بمشاركة البنات والشباب، وأداء ألاغاني العربية، والموسيقى العربية والأجنبية. ومن نشاطاتها أنها تشارك في المناسبات الوطنية في جميع محافظات المملكة، واحتفالات أمانة عمان الكبرى، وتمثيل أمانة عمان الكبرى في الاحتفالات التي تقام خارج الوطن. وذكر منها: مهرجانات جرش، الفحيص، مهرجان الطفولة، إربد، جدارا، مهرجان الشباب العربي، ومهرجان ألفية الجزائر. ومن مشاركاتها الوطنية، كذلك، افتتاح الدورات الرياضية والبطولات المقامة في المملكة، واحتفالات أمانة عمان في ليالي الاستقلال، ليالي الحدائق، ليالي عمان، ليالي رمضان، ومهرجان عمان الثقافي. ولها مساهمات في برامج التلفزيون الأردني، ومشاركة المطربين في الأغاني الوطنية، حيث تقدم الفرقة لوحات تعبيرية وتراثية. وتشارك أيضا في استقبال الوفود العربية الشقيقة، والأجنبية الصديقة، عدا عن مشاركاتها مؤسسات الدولة والأندية الرياضية والجامعات والكليات والجمعيات، وكافة فعاليات المجتمع المحلي في جميع محافظات المملكة. وأشار إلى أن آلات الفرقة الموسيقية تتراوح ما بين العود، الكمان، الناي، المزمار، الطبل، الطبلة، السنير، اليرغول، القربة، الشبابة، المجوز، الدف، المزهر الأورغ، والكاتمة.
